لافروف: رقابة الهدنة في سورية بدأت العمل.. ويناشد العرب فرض حظر اقتصادي على مناطق «داعش»
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ الآليّة الثلاثية التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران للرقابة على الهدنة في سورية قد بدأت العمل، مؤكّداً صمود نظام وقف إطلاق النار بشكل عام.
ومن المتوقّع أن تكون المسائل المتعلّقة بالهدنة في سورية، والاتفاق الروسي الإيراني التركي بهذا الشأن في صلب مناقشات منتدى التعاون الروسي العربي، الذي انطلق أمس الأربعاء في أبوظبي.
وقال لافروف، إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجب أن يكون أكثر تحديداً بشأن اقتراحه بإقامة مناطق آمنة في سورية، وقال إنّ محاولات تنفيذ مثل هذه السياسة في ليبيا كانت مأساوية.
وقال لافروف في افتتاح المنتدى: «الهدنة صامدة بشكلٍ عام».
وكانت روسيا وتركيا وإيران قد أنشأت آليّة بدأت بالرقابة على تطبيق نظام وقف إطلاق النار».
وذكّر بأنّ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه خلال المفاوضات في أستانة الأسبوع الماضي، يضمّ موقفاً يؤكّد على ضرورة إشراك كافة فصائل المعارضة المسلّحة التي انضمّت للهدنة إلى المفاوضات السياسية. وأضاف في مؤتمر، أنّه يأمل أن تبحث روسيا القضية مع وزارة الخارجية الأميركية بمجرّد أن تنتهي من وضع خطط أكثر تفصيلاً عن المناطق الآمنة.
وقال لافروف، إنّه لا يعتقد ممّا يعرفه حتى الآن، أنّ ترامب يقترح إقامة مناطق آمنة بنفس الطريقة التي نُفّذت في ليبيا العام 2011.
ووجّه لافروف، خلال اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي في أبوظبي، نداءً إلى البلاد العربية للانضمام إلى فرض حظر تجاري واقتصادي على جميع المناطق التي تقع تحت سيطرة «داعش»، قائلاً: «إنّنا نناشد أصدقاءنا العرب الانضمام إلى المبادرة الروسية الداعية إلى فرض حظر تجاري واقتصادي على جميع المناطق التي لا تزال تقع تحت سيطرة التنظيم الذي يسمّي نفسه بـ«داعش».
وكانت الناطقة بِاسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أعلنت أنّ الاجتماع سيشهد تبادلاً للآراء بشأن المستجدّات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على تكثيف تنسيق الجهود الروسية والعربية الرامية لتطبيع الوضع في مناطق النزاعات.
على صعيدٍ آخر، قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنّه في حال عجز المعارضة السوريّة عن تشكيل وفد موحّد إلى مفاوضات جنيف، قد تقوم الأمم المتحدة ومجموعة دعم سورية بتحديد تشكيلة الوفد.
وسبق للمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن قال إنّ تأجيل مفاوضات جنيف إلى 20 شباط الحالي، يهدف إلى منح المعارضة السورية مهلة زمنيّة لتشكيل وفد موحّد. وفي حال فشل المعارضة السورية في تحقيق هذه المهمة، قال دي ميستورا إنّه سيقوم بنفسه باختيار أعضاء الوفد.
وقال بوغدانوف للصحافيّين في أبوظبي، حيث وصل ضمن الوفد الروسي إلى الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي: «إذا كان المعارضون عاجزين عن ذلك، فيمكن للأمم المتحدة أن تعمل بدعم من مجموعة دعم سورية، التي تضمّ العديد من الدول العربية وتركيا وإيران والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، أن تنسّق تشكيلة للوفد تروق للجميع، لكي يمثّل هذا الوفد القوى المذكورة في القرار رقم 2254 لمجلس الأمن الدولي».
واعتبر الدبلوماسي الروسي، أنّ عقد المفاوضات في أستانة يُعدّ نجاحاً كبيراً، لأنّه تمّ إشراك فصائل المعارضة المسلّحة في الحوار. وتابع أنّ المفاوضات في جنيف ستركّز على العملية السياسية، إذ سيجري الحديث عن حلّ المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وقضايا اللاجئين، وإعمار الاقتصاد السوري، ومحاربة الإرهاب، والإصلاح الدستوري والانتخابات المستقبلية.
وتابع بوغدانوف: «نريد أن نساعد دي ميستورا، طبعاً، في إطلاق هذه العملية، لكي يكون هناك تمثيل واسع للمعارضة». وأضافَ أنّ موسكو تأمل في أن تُطرح، خلال المفاوضات في جنيف، المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد للنقاش.
وأوضح أنّ العمل على صياغة الدستور الجديد، يتطلّب إشراك خبراء في مجال القانون الدستوري. وأعاد إلى الأذهان أنّ الخبراء الروس في هذا المجال قد قدّموا مجموعة اقتراحات حول صيغة الدستور السوري الجديد، وهم تعاونوا خلال هذا العمل مع العديد من الخبراء العرب.
وكان إعلان دي ميستورا عن إمكانيّة قيام الأمم المتحدة بتشكيل وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، قد أثار انزعاج بعض فصائل المعارضة السورية. وقد هاجمت هيئة المفاوضات السورية دي ميستورا، حيث اعتبرَ الناطق الرسمي بِاسم هيئة المفاوضات السورية المعارضة سالم المسلط، أنّ حديث المبعوث الدولي إلى سورية دي ميستورا حول عزمه تسمية أعضاء وفد المعارضة بنفسه، «أمر غير مقبول، ويعتبر استخفافاً بقدرة ممثّلي الشعب السوري».
وفي سياقٍ آخر، أكّد المنسّق العام لهيئة التنسيق السورية المعارضة، حسن عبد العظيم، ثبات موقف الهيئة في رفض المناطق الآمنة في سورية ورفض أيّ تدخّل عسكري فيها.
واعتبر عبد العظيم في مقابلة مع قناة «الميادين»، أنّ «المشكلة في تكوين وفد واحد من المعارضة السوريّة للمشاركة في مفاوضات جنيف، هو ارتباط أطراف في المعارضة بقوى إقليميّة ودوليّة لها حساباتها».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «إيزفيستيا» أنّ موسكو اقترحت ضمّ مصر إلى ترويكا الوسطاء بشأن التسوية السوريّة، وأنّ هذه المبادرة الروسيّة لقيت ترحيباً في كلٍّ من دمشق والقاهرة، ولكن ليس في أنقرة.
وترى روسيا أنّه أصبح من الضروري ضمّ مصر إلى مجموعة الوسطاء الثلاثة، التي تتألّف من روسيا، إيران وتركيا للمشاركة في التسوية السورية. بَيْد أنّ هذه الفكرة تعرّضت للانتقاد من الجانب التركي، في حين أنّ الجانبين السوري والمصري أكّدا أنّه ستكون لهذه المبادرة الروسية نتائج إيجابية على صعيد الحلّ السياسي للأزمة السورية، هذا في حال تحقيقها.
وقد تحدّثت لصحيفة «إيزفيستيا» مصادر في الأوساط الدبلوماسيّة الروسية عن مبادرة موسكو لضمّ القاهرة إلى ترويكا الوساطة في التسوية السورية، وأكّدت هذه المصادر أنّ أنقرة عارضت ذلك.
ميدانيّاً، أعلن مركز حميميم الروسي لتنسيق المصالحة الوطنية في سورية، أنّ الجيش السوري استعاد 8 بلدات من قبضة تنظيم «داعش» في ريفَي حلب وحمص خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال المركز في بيان أصدره، مساء أمس، إنّ القوات الحكومية استعادت سيطرتها على مساحة 36.7 كلم مربع خلال الفترة نفسها، أمّا إجمالي الأراضي التي سيطر عليها الجيش منذ 1 كانون الثاني الماضي، فتجاوزت مساحتها 913 ألف كلم مربع.
وكانت وحدات من الجيش السوري وسّعت نطاق سيطرتها في منطقة التيفور، خلال عمليتها العسكرية الواسعة ضدّ تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي.
وقال مصدر عسكري سوري، إنّ وحدات من الجيش نفّذت أمس عملية عسكريّة خاطفة جنوب غربي مطار التيفور بتغطية من الطيران الحربي وقصف كثيف من سلاح المدفعية على مواقع تنظيم «داعش»، وتمكّنت من السيطرة على مزرعة فضة وبيت فضة وقصر الحير الغربي، بعد تكبيد تنظيم «داعش» خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وكانت وحدات من الجيش السوري سيطرت، أول أمس الثلاثاء، بشكل كامل على جميع التلال في منطقة التياس، وواصلت تقدّمها جنوب شرقي المحطة الرابعة لنقل النفط في منطقة التيفور، في حين قصف الطيران الحربي مواقع مسلّحي «داعش» وتحرّكاتهم عند البيارات شرق المحطة الرابعة، ودمّر ست عربات دفع رباعي مزوّدة بالرشاشات.
وفي دير الزور، دمّرت وحدات من الجيش السوري، بإسناد جوّي، تجمّعات ومواقع لتنظيم «داعش» في محيط مدينة دير الزور، وأكّد مصدر عسكري أنّ وحدة من الجيش دمّرت بصاروخ موجّه آليّة لتنظيم «داعش» الإرهابي مزوّدة برشاش ثقيل في محيط لواء التأمين جنوب المدينة، مشيراً إلى أنّ الطيران الحربي نفّذ خلال الساعات الماضية سلسلة غارات على نقاط وتجمّعات لإرهابيّي تنظيم «داعش» في محيط منطقة المقابر وسريّة جنيد ولواء التأمين على المحور الجنوبي لمدينة دير الزور.
أمّا في ريف دمشق، فقد استهدفت وحدات من الجيش السوري محور تحرّك ونقاط تسلّل مجموعات تابعة لتنظيم «داعش» شرق مطار السين بريف دمشق الشمالي الشرقي. وقال مصدر عسكري سوري، إنّ وحدة من الجيش دمّرت دبابة وعربة مزوّدة برشاش لتنظيم «داعش»، وقضت على عدد من عناصره في ضربات مركّزة على محاور تحرّكهم شرق مطار السين، في حين شهد محيط قرية أم الرمان، قرب مدينة الضمير عند أطراف القلمون الشرقي، اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم «داعش» ووحدات الجيش السوري، في ظلّ حديث عن تقدّم للقوات السورية في المنطقة وسيطرتها على القرية.
كما اندلعت اشتباكات بين وحدات من الجيش السوري والفصائل المسلّحة في محور بلدة القاسميّة وأطراف بلدة حزرما في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، وسط أنباء عن خسائر بشريّة في صفوف الطرفين.