نحو إطباق فكّي الكمّاشة على معقل «داعش» الشمالي
تركّز الصحف الروسية هذا الأسبوع على مسألة محاربة «داعش» وقصف أوكاره في سورية، إلى جانب محاربة باقي الجماعات الإرهابية.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى الأوضاع حول مدينة الباب السورية مشيرة إلى وصول القوات السورية إلى الضواحي الجنوبية من المدينة. وقالت الصحيفة إنّ الجيش السوري وصل إلى الضواحي الجنوبية لمدينة الباب، التي فشلت القوات التركية وحلفاؤها في عملية «درع الفرات» في اقتحامها خلال أشهر. أي أنّ الطوق على هذه المدينة، التي تعدُّ معقلاً لـ«داعش» في شمال سورية، سيكتمل قريباً. وبحسب الخبراء، فإن فرص القوات الحكومية السورية في تحرير المدينة أكبر، وذلك على خلفية فشل القوات التركية، التي يرى فيها السكان المحليون قوات محتلة.
أما الصحف الأميركية، فما زالت متلهّية بقضيّتها الأساس، المتمثلة بالرئيس دونالد ترامب، وقراراته المثيرة للجدل. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن ما يربط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمملكة السعودية، شبكة علاقات معقّدة، على ضوء قراراته الأخيرة بحظر سفر مواطني دول إسلامية ليس من بينها السعودية التي كثيراً ما تتّهم بالتحريض على التطرّف الذي يزعم مكافحته.
وأوضحت أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي مطلع الأسبوع الجاري ناقشا فيها حزمة متنوعة من المواضيع، منها الحرب في سورية والعلاقات الاقتصادية بين بلديهما. وأردفت أن البيانين الصادرين عن واشنطن والرياض لم يتطرّقا لمناقشة قرار ترامب في شأن الرعايا المسلمين، مستبعدة أن يعلّق الملك سلمان على سياسة لا تؤثر بشكل مباشر في بلده.
مواضيع ومقالات أخرى، وقضايا من حول العالم تطالعنا في التقرير التالي.
إيزفستيا
تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى الأوضاع حول مدينة الباب السورية مشيرة إلى وصول القوات السورية إلى الضواحي الجنوبية من المدينة.
وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: وصل الجيش السوري إلى الضواحي الجنوبية لمدينة الباب، التي فشلت القوات التركية وحلفاؤها في عملية «درع الفرات» في اقتحامها خلال أشهر. أي أنّ الطوق على هذه المدينة، التي تعدُّ معقلاً لـ«داعش» في شمال سورية، سيكتمل قريباً. وبحسب الخبراء، فإن فرص القوات الحكومية السورية في تحرير المدينة أكبر، وذلك على خلفية فشل القوات التركية، التي يرى فيها السكان المحليون قوات محتلة.
لقد بدأت القوات الحكومية السورية هجومها الواسع قبل ما يقارب من أسبوعين على امتداد الطريق، الذي يصل بين حلب ومدينة الباب، وهي حالياً تبعد مسافة 8.5 كيلومتراً عن الباب. ولم تواجه القوات السورية مقاومة عنيفة من جانب «داعش» واقتصرت على مناوشات مع مجموعات صغيرة من المسلّحين. وتعرض قنوات التلفزيون المحلية المواقع والتحصينات والأنفاق، التي تركها «داعش» في القرى والبلدات، التي حرّرتها القوات السورية أثناء هذا الهجوم. لكن الانتحاريين، الذين يقودون سيارات مدرّعة مفخّخة، يبقون الخطر الأكبر. وبحسب ضباط في القوات السورية، يتجنّب «الجهاديون» الدخول في معارك طويلة، حتى عندما تكون لديهم تحصينات قوية. وهم يفضّلون الدفاعات المتنقلة والتراجع تدريجياً إلى مدينة الباب، حيث يوجد مدنيون يمكن استخدامهم دروعاً بشرية.
وقد شنّ المسلحون يوم الاثنين 30 كانون الثاني الماضي هجوماً معاكساً على قرية المديونة تقع في منتصف الطريق بين حلب والباب ، حيث استمرت المعركة ساعتين، انسحبوا بعدها تاركين وراءهم ما لا يقل عن 25 جثة لإرهابيين بينهم ليبيون ومصريون وسعوديون. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، نقل «داعش» إلى الباب عدة مئات من المرتزقة الأجانب، الذين قاتلوا القوات التركية وحلفاءها وكبدوهم خسائر جسيمة.
ويشارك في هجوم القوات السورية عدد من المختصين الروس في نزع الألغام والشحنات المتفجرة التي زرعها «داعش» أثناء انسحابه.
ووفق خطة القيادة العسكرية السورية، يجب على القوات محاصرة المدينة من الجهة الجنوبية أولاً، وبعد ذلك مهاجمتها. في حين أن الأتراك وحلفاءهم من «المعارضة السورية المعتدلة» حاولوا اقتحام المدينة مرّات عدّة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة دفاع المسلّحين المستميت عنها، حيث شكلوا حول المدينة خطوطاً دفاعية عدّة، وجمعوا كمّيات كافية من الأسلحة والذخيرة والمؤن.
يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق قسطنطين ترويفتسيف إن الحصار على مدينة الباب قد يكتمل قريباً من جميع الجهات. أما المدينة في الوقت الراهن، فهي تقع في نصف طوق، حيث يحاصرها الأتراك وحلفاؤهم من الشمال والشمال الغربي، والقوات الحكومية السورية من الجنوب والجنوب الغربي. وعلى بعد 15 إلى 20 كيلومتراً من الجهة الشرقية، ترابط «قوات سورية الديمقراطية». وجميع هؤلاء يريدون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية المهمة. فمن منهم سيفوز بها؟
إن موقف الأتراك ضعيف حالياً من الناحيتين العسكرية والمعنوية السياسية، لأنهم في الواقع يحتلون الأراضي السورية، لذلك فإن فرص اللاعبين السوريين أفضل، لأن السكان يفضلونهم على الأتراك. ولكن تبقى مسألة كيفية الاتفاق في ما بينهم معلقة.
كومرسانت
تطرّقت صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى طلب الكونغرس إجراء دراسات لمعرفة مدى قدرة قيادات روسيا والصين على القيام بمهماتها بعد الضربة النووية مشيرة إلى تكليف الأجهزة الأمنية والبنتاغون بهذه المهمة.
وجاء في المقال: طلب الكونغرس الأميركي إجراء دراسات في شأن تحديد مدى قدرة قادة روسيا والصين على البقاء أحياء والقيام بمهماتهم، وإدارة الوظائف الحكومية والتحكم بها في حال تعرّض البلدين لهجمات نووية.
وتشير وكالة «بلومبرغ» إلى أن الكونغرس بادر بطلب إجراء هذه الدراسات قبل فترة قصيرة من تنصيب دونالد ترامب رسمياً رئيساً للبلاد، حيث تتضمن معلومات عن المواقع الواقعة فوق سطح الأرض وتحتها، والتي تتمتع بأهمية لدى القيادتين السياسية والعسكرية في البلدين، وأوصافها. وكذلك قدرتها على العمل في زمن الأوضاع الحرجة أو الحرب.
ولقيت هذه الفكرة ترحيباً من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس، إذ إن بينهم من يقلق من جرأة الصين الحربية ولا يثقون بتصريحات الرئيس الروسي بوتين.
كما كلّفت القيادة الاستراتيجية للبنتاغون بالتأكد من قدرة قيادات روسيا والصين على البقاء على قيد الحياة في حال التخطيط لنشوب حرب نووية محتملة. وقال ممثل القيادة الاستراتيجية بروك ديفولت، في تصريح للوكالة: إن خبراءنا يحضّرون الردّ المكافئ. وأضاف أن من السابق لأوانه الحديث عن النتائج.
أما عضو مجلس النواب عن ولاية أوهايو الجمهوري مايكل تيرنر، فيقول إن من الواجب على الولايات المتحدة معرفة نيّات روسيا والصين في حال نشوب الحرب النووية، وكيف ستصدر قيادتها الأوامر. وإن معرفة هذا، يساعدنا في الردّ على هذا الخطر.
ويذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقّع أمراً في شأن إعادة بناء الجيش، حيث وعد بتحديث الثالوث النووي وتجهيز الجيش بطائرات وسفن وموارد ومعدّات جديدة، تتناسب مع التهديدات المعاصرة.
من جانب آخر، قرّر خبراء نشرة علماء الذرّة الأميركية تقديم عقارب ساعة القيامة 30 ثانية، بسبب المخاطر الحالية، ولم يبق بحسب ذلك سوى دقيقتين ونصف الدقيقة على نهاية العالم وحلول يوم القيامة.
واشنطن بوست
اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن ما يربط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمملكة السعودية، شبكة علاقات معقّدة، على ضوء قراراته الأخيرة بحظر سفر مواطني دول إسلامية ليس من بينها السعودية التي كثيراً ما تتّهم بالتحريض على التطرّف الذي يزعم مكافحته.
وأوضحت أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي مطلع الأسبوع الجاري ناقشا فيها حزمة متنوعة من المواضيع، منها الحرب في سورية والعلاقات الاقتصادية بين بلديهما. وأردفت أن البيانين الصادرين عن واشنطن والرياض لم يتطرّقا لمناقشة قرار ترامب في شأن الرعايا المسلمين، مستبعدة أن يعلّق الملك سلمان على سياسة لا تؤثر بشكل مباشر في بلده.
وقالت الصحيفة إن السعودية تتحدّث بصورة إيجابية في تصريحاتها الرسمية حول مستقبل العلاقات الثنائية في عهد ترامب الذي أكد مراراً أنه يعتبر إيران مصدر التهديد الاكبر.
ويزعم البيت الأبيض أن قائمة الدول الإسلامية المستهدفة تبلورت بناء على قرار مسبق اتخذته إدارة الرئيس أوباما. واستدركت الصحيفة بالقول إن القائمة لم تتضمّن أيّ بلد إسلامي يملك فيه ترامب مصالح تجارية ـ السعودية والامارات.
بدورها، ركّزت يوميّة «نيويورك تايمز» على قرار ترامب ومثالبه باستبعاد عدد من الدول من قائمة الحظر، ما سيقوّض شرعية واحد من أكثر الاجراءات التنفيذية التعسّفية في التاريخ المعاصر، كما يثير تساؤلات دستورية هامة.
وأوضحت أنّ مخاطر قرار ترامب للتمييز القائم على الجنسية هو محاولة مبطنة للتمييز على أساس الدين، خصوصاً أنّ ترامب أوضح أثناء حملته الانتخابية انه ينوي إيلاء الأولوية لتوطين اللاجئين المسيحيين.
وألقت الصحيفة الضوء على مصالح ترامب التجارية القائمة، خصوصاً بعد زعمه بأنه لا تضارب في المصالح، بينه وبين مصالح الولايات المتحدة لكن بعد أسبوع من تولّيه الرئاسة بدأت تتّضح التداعيات المدمّرة لتضارب مصالحه الخاصة.
واستشهدت الصحيفة بعدد من الدول الإسلامية التي استثنيت من قرار الحظر، علاوة على السعودية والإمارات، فإنّ تركيا والهند والفيليبين قد تشكل تهديدات مماثلة للدول المحظورة. إلا أن ترامب لديه مصالح تجارية في هذه الدول الثلاث، وهي الأخرى مستبعدة.
وأردفت أن إقرار الذمة المالية الأخير لترامب كشف أن لديه عدة شركات ذات مسؤولية محدودة في السعودية، ويملك شركتين مسجلتين في مصر، وصادق ترامب على رخصة استخدام اسمه ماركته التجارية لمنتجع غولف في دبي ومنتجع صحّي وسكني فاخر في دولة الامارات.
غلوبال تايمز
قبل أيام، نشرت الصين، صواريخ بالستية عابرة للقارات، قادرة على حمل رؤوس نووية، أقصى شمال شرق الصين، على مقربة من الحدود مع روسيا، في خطوة تحمل توجيه إنذار مبكر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ونشرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، في 24 كانون الثاني المنصرم، صوراً لتلك الصواريخ، وتأكد أنها من طراز «دونغ فينغ 41»، التي تعدّ الأكثر تطوراً في العالم.
ويبلغ مدى تلك الصواريخ 14 ألف كيلومتر، أي أنها قادرة على بلوغ أيّ هدف على وجه الأرض، باستثناء النصف الجنوبي لقارة أميركا الجنوبية، ويمكن تحميل الواحد منها 10 إلى 12 رأساً نووياً، يمكن لكل منها ضرب هدف مختلف.
وحرصت بكين على إضفاء غموض على الخطوة، وثار جدل كبير في روسيا والولايات المتحدة، حول المعنيين بها، وتحدثت وسائل إعلام روسية عن أن الصين توجه رسائل إلى الطرفين الروسي والأميركي ، رغم الحلف الذي يجمع موسكو وبكين.
فقد لمّح كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي الجديد دونالد ترامب، في الأسابيع الماضية عن تطوير الترسانة النووية لبلديهما، الأمر الذي ينذر ببوادر سباق تسلح جديد بين القوتين النوويتين.
وتحدّث ترامب عن ذلك بوضوح في لقاء مع قناة «MSNBC» الأميركية، في 23 كانون الأول الماضي، إذ قال: فليكن سباق تسلّح، سنتفوق على الجميع في كل مجال ونحافظ على تفوّقنا.
وفي خصوص الخطوة الصينية، سارع المتحدّث بِاسم الكرملين، دميتري بوسكوف، للتأكيد على عدم تشكيلها تهديداً لبلاده، الأمر الذي وافقه فيه، إلى حدّ كبير، مركز «ستراتفور» الأميركي، المختص بالدراسات الاستراتيجية، في 25 كانون الثاني المنصرم.
وأكد المركز أن طراز الصواريخ وموقع نشرها، يشيران إلى أن الولايات المتحدة هي المعنية رقم واحد، دون أن يلغي فرضية سعي بكين لإثبات حضورها في مجال القوة العسكرية لجميع الأطراف الأخرى.
ووفقاً لما سبق، يبدو جلياً أن الخطوة الصينية تعدّ ـ بالدرجة الأولى ـ بمثابة تهديد مبكر لترامب لحمله على عدم التمادي في العداء للصين، نظراً إلى التصريحات التي أدلى بها الأخير حول مسألة تايوان وعلاقتها بالصين.
وبالعودة إلى الوراء، ورغم التحول الاستراتيجي للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، نحو شرق وجنوب شرق آسيا، على حساب الشرق الأوسط، وبالتالي منافسة الصين في المنطقة، إلا أنه أوباما لم يغامر بتهديد الاقتصاد الصيني، كما التزم بسياسة «الصين الواحدة»، التي تحدّث خليفته عن نيّته إنهائها.
ومن المعروف أن سياسة واشنطن تجاه ملف استقلال تايوان عن الصين، هي التزام الحذر والتحفظ منذ عقود، نظراً لأن بكين ترى في الملف الأكثر حساسية وخطراً على سيادتها.
وإن كانت الحكومة الصينية قد ردّت على تصريحات ترامب وفريقه، حول سياسية جديدة تجاه تايوان، بشكل دبلوماسي هادئ، مفاده أن الملف ليس محلّ تفاوض، فإن الصحف الصينية الرسمية مرّرت حجم غضب بكين وتعاطيها مع الموقف بجدّية.
صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية الرسمية، قالت: إذا كان ترامب عازماً على اتباع استرتيجية استفزازية بما يخصّ شؤون تايوان بعد تولّيه منصبه، فلن يبقى أمام بكين سوى خيار واحد، وهو أن تنزع قفازاتها، ولن نتمكن من تجنب مرحلة من التفاعلات الشرسة والمسيئة.
وفي مطلع كانون الثاني، قال ترامب في حوار مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إنّ تايوان جزء من الصين، لكن يمكننا التفاوض على كل شيء مع بكين، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة الصينية آنذاك.
وفي اليوم التالي قالت الخارجية الصينية، رداً على ترامب، إن مبدأ «صين واحدة» يمثل الأساس السياسي الذي لا يمكن التفاوض عليه للعلاقات بين بكين وواشنطن، وحثّت الأطراف المعنيّة في الولايات المتحدة على الاعتراف بحساسية قضية تايوان.
وتتمتّع تايوان بحكم ذاتي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، إلا أنها تسعى إلى الحصول على استقلال كامل عن الصين. بينما تطالب بكين دول العالم، بأن تلتزم بمبدأ «صين واحدة»، الذي يؤكد على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
في هذا السياق، لا بدّ من التساؤل حول قدرة الصين الحقيقية على ردع وإخافة الولايات المتحدة أو روسيا، أو خوض سباق تسلّح معهما، في ظلّ تواضع الترسانة النووية الصينية.
وتشير أحدث تقارير مؤسسة «ستوكهولم الدولية لأبحاث السلام»، إلى امتلاك الولايات المتحدة قرابة 7 آلاف رأس نووي، و7 آلاف و300 لدى روسيا، في حين لا يتجاوز حجم الترسانة الصينية 270 رأساً.
إلا أن مجلة «فورين بوليسي»، نشرت الإثنين الماضي، تقريراً ألقى الضوء على تركيز الصين على امتلاك ترسانة حديثة متطورة وآمنة، ورفع قدراتها التقنية من حيث المسافة والسرعة والدقة.
فاللافت أن صواريخ «دونغ فينغ 41» الصينية التي يدور الحديث حولها، تملك المدى الأطول والسرعة الأكبر من بين جميع الصواريخ العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس نووية.
وتتجاوز قدرات الصواريخ الصينية نظيرتها الروسية، من طراز «ساتان 2» التي أزاحت موسكو الستارة عنها في تشرين الأول الماضي، وتسبّبت برعب في أوروبا، والتي تتميّز بالتركيز على الحمولة النووية، على ما دونها من معايير القوة.
وبالمقابل يوضح تقرير المجلة الأميركية، أن الترسانة الروسية، لا بل الأميركية أيضاً، تعانيان من القدم، ويتطلب إعادة تأهيلها مليارات الدولارات سنوياً، لا بل يقدّر التقرير تكلفة إعادة تأهيل الترسانة الأميركية الموجودة حالياً إلى تريليون دولار في العقود الثلاثة المقبلة.
علاوة على تكاليف الحفاظ على سلامة تلك الأعداد الهائلة من الرؤوس النووية، والتي ستزداد اطّراداً مع قدمها، والحاجة المتزايدة لتأهيل أجيال جديدة من الخبراء في التعامل معها.
وخلص التقرير، إلى اعتبار الصين القوة النووية الأذكى، وبالتالي الأقدر على بعث رسائل تهديد حقيقية للقوى الأخرى، يتوجب أخذها بعين الاعتبار في إطار أي سباق دولي للتسلح، وعدم إغفالها لدى الحديث في ملفات سياسية حساسة.
ويعود تاريخ امتلاك الصين لصواريخ نووية، قادرة على بلوغ الولايات المتحدة، إلى ثمانينات القرن الماضي، وفق تقرير «ستراتفور»، كان أولها صاروخ «دونغ فينغ 5»، إلا أنها لم تكن بالفاعلية والقدرات التي عليها النسخة 41، الحالية.
تلغراف
نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً لكون كوغلين محرّر شؤون الدفاع في الجريدة بعنوان «صراع الحضارات الذي يشعله ترامب لا يصبّ إلا في مصلحة الإرهابيين الإسلاميين».
يقول كوغلين إنه منذ ظهور الجماعات الإرهابية الإسلامية على الساحة الدولية مثل تنظيم «القاعدة» الذي تبنّى منهجاً عنيفاً قبل نحو عقدين من الزمن، كان هدفها دوماً نشر الضرر في العالم الغربي.
ويوضح أن الأذى الذي يقع على المسافرين من تفتيش دقيق وانتظار طويل في المطارات يعود في الأصل إلى إقدام «القاعدة» على استخدام المواد الكيماوية السائلة في صنع المتفجرات وتفجيرها على متن الرحلات الجوّية.
ويواصل كوغلين مبرّراً إقدام أجهزة الاستخبارات على اختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاص بالأفراد والتنصّت على المكالمات الهاتفية لم يكن إلا بسبب حرصها على إحباط خطط هذه الجماعات والتعرف على الخلايا النائمة.
ويشير كوغلين إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقوم الآن بإضافة بُعد جديد إلى الجوّ العام من الريبة والشك والخوف المبنيين على غير أساس بعدما قرّر منع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأميركية.
ويوضح الكاتب أن ترامب يرى ان هذا الإجراء سيساهم في تأمين حدود بلاده رغم أن الهجمات التي وقعت مؤخراً في الولايات المتحدة لم يشارك فيها أي شخص سافر إليها من أيّ دولة أخرى.
ويشير كوغلين إلى أنّ هذا الإجراء يثير الريبة والشكّ بسبب أن الدور الأميركي تضاءل بالفعل في عددٍ من الدول الإسلامية التي تورّطت فيها من قبل مثل أفغانستان والعراق واليمن كما أن دورها تراجع في الصراعات الجارية في سورية وليبيا واليمن.
ويرى كوغلين أن هذا الاتجاه يصب في مصلحة التيارات الإسلامية المقاتلة في سورية واليمن وليبيا حيث يتموقع قادة تنظيم «داعش» مطالباً بأن يكون هناك تفريق في التعامل مع المسافرين المتوجهين إلى أميركا من هذه البلدان وبين المسافرين القادمين من بلدان أخرى، لا تشكّل تهديداً على الولايات المتحدة.
أرغومينتي إي فاكتي
تناولت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية المرشحين المتنافسين لخوض الانتخابات الرئاسية في فرنسا مشيرة إلى فرص نجاح كلّ منهم.
وجاء في المقال: أُجريت يوم الأحد 29 كانون الثاني 2017، الانتخابات التمهيدية في الحزب الاشتراكي الفرنسي. وقد فاز بنتيجتها وزير التعليم السابق بينوا هامون، الذي فاز على رئيس الوزراء السابق مانويل فالس.
وتسأل الصحيفة: من هم المتنافسون على كرسي الرئاسة في قصر الإليزيه؟ وكيف هي مواقفهم من روسيا؟
هكذا وصفت بعض وسائل الإعلام زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» مارين لوبان، المرشحة لخوض الانتخابات الفرنسية عن حزبها «الجبهة الوطنية»، الذي تتزعّمه لوبان حالياً، والذي أسّسه والدها جان ماري لوبان. وقد طُرد من الحزب عام 2015، بسبب انتقاداته الشديدة لابنته، التي رفضت سياسة معاداة السامية والتفرقة العنصرية.
وخلافاً لمنافسيها، خاضت لوبان منافسات الانتخابات الرئاسية عام 2012 واحتلت المرتبة الثالثة. وفرصة فوزها في انتخابات 2017 أكبر بكثير، وهذا ما يقلق النخبة الأوروبية.
ولوبان تدعو إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وتتشدّد في مسألة الهجرة، وتعترف بروسيّة شبه جزيرة القرم، وتقول إن سكان شبه الجزيرة أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى روسيا والانضمام إليها عبر الاستفتاء العام. لذلك، فهي تعتقد أن ليس هناك ما يستدعي الشك بنتائجه.
مرشح الجمهوريين، كان فترة طويلة في ظل رفيقه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، حيث شغل منصب وزير العمل ووزير التعليم ومنصب رئيس الوزراء. وفي السنة الماضية، فاز على منافسه في الانتخابات الداخلية للحزب الآن جوبيه. وتشير نتائج استطلاع الرأي إلى أن فيون يتصدّر قائمة المتنافسين على كرسي الرئاسة.
لكن فضيحة أثيرت في الأسبوع الماضي حوله قد تمنعه من دخول الإليزيه، حيث تبيّن أن زوجته سجّلت في المجلس الوطني كمساعدة له وكانت تتلقى مرتّباً عالياً، من دون أن تقوم بأيّ عمل. بيد أن فيون فنّد هذه الاتهامات، مؤكداً أن زوجته هي يده اليمنى. ومع ذلك، فإذا رفعت دعوى ضدّه فسينسحب من المنافسة على كرسيّ الرئاسة.
هذا، ويدعو فيون إلى إلغاء أسبوع العمل، الذي يتألف من 35 ساعة، ورفع سنّ التقاعد إلى 65 سنة وتقليص الهجرة. ويدعو إلى علاقات جيدة مع روسيا، لذلك أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب «صديق بوتين».
إيمانويل ماكرون 39 سنة ظهر في صفوف النخبة السياسية من حيث لا نعلم. وهو مصرفيّ كان يعمل في شركة «روتشيلد». وفي عام 2014، عُيّن وزيراً للاقتصاد في حكومة مانويل فالس، لكنه استقال من منصبه في آب عام 2016 ليتفرّغ لمستقبله.
وقد انتقد ماكرون زملاءه القدامى في الحزب الاشتراكي، وأعلن عن نيّته الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية. الصحافيون يحبّون ماكرون لأنه شاب وسيم وناجح إضافة إلى نمطه الخاص في الحبّ، حيث تزوّج من معلّمة اللغة الفرنسية بريجيت تروني، التي تكبره 24 سنة التي وقع في غرامها مذ كان تلميذاً وكان عمره 15 سنة.
ماكرون كما يقول، لا ينتمي إلى اليسار أو اليمين، بل هو ليبرالي يدافع عن مصالح رجال الأعمال، وينوي تحسين العلاقات مع روسيا. ويقول: يجب علينا أن نطبّع العلاقات مع روسيا كشريك، وأن نناقش معها القضية السورية. ويجب أن يكون الحوار مستقلاً، لأنه ليس من حق الولايات المتحدة إملاء سياستها على فرنسا في المحافل الدولية.
لم يُدرَج بينوا هامون بعد في قائمة المرشّحين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية رغم فوزه في الانتخابات التمهيدية في الحزب الاشتراكي. وقد يتغيّر الوضع إذا ما أصبح المرشّح الوحيد للحزب لخوض الانتخابات الرئاسية. لقد كان هامون عضواً في البرلمان الأوروبي، وزيراً للتعليم، ويعدُّ يسارياً أكثر من اليساريين.
وبحسب رأيه، يجب أن يحصل كل مواطن فرنسي بلغ 18 سنة من العمر على مرتب شهري لا يقل عن 750 يورو. وهو لا يعارض الهجرة، ولكن يجب أن تكون برأيه هناك تأشيرات إنسانية للمهاجرين. كما يدعو إلى إضفاء الشرعية على استخدام الماريغوانا. وهو إلى جانب اتخاذ موقف متشدّد من روسيا، ويرى في روسيا دولة إمبريالية عدوانية يجب التعامل معها بشدّة ومواجهتها.