بين وهم «الانتقال السياسي» وفعل الانتقال الميداني

معن حمية

تحرص الأمم المتحدة والهيئات التابعة على استخدام تعبير «الانتقال السياسي» حين تتحدّث عن أوضاع البلدان التي تشهد حروباً وأزمات، ويرتبط هذا التعبير بالدور الوظيفي الذي تلعبه المنظمة الدولية، لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. وعلى ما يبدو، أنّ الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لا يستطيع التغريد من خارج سرب الأهداف والمصالح الأميركية ـ الغربية، ولذلك فهو ملزم بالتصريح، أن «الانتقال السياسي» سيكون في صلب مفاوضات جنيف ، متجاوزاً المشهد الذي تشكّل في الآونة الأخيرة، بانعقاد مؤتمر «أستانة» الذي كشف عن دور باهت وأداء ضعيف للأمم المتحدة، نتيجة غياب التأثير الأميركي والغربي.

بما خصّ سورية، فإنّ تعبير «الانتقال السياسي» هو بمثابة «ترجمة حرفية» لمواقف الدول التي عملت من أجل «إسقاط الدولة»، و«انهيار النظام» و «تنحية الرئيس»، ولذلك فإنّ حدوث «الانتقال السياسي» وفق الترجمة الآنفة الذكر، معناه أنّ الدول الغربية والإقليمية والعربية التي تدعم الإرهاب المتعدّد الجنسيات، وتخوض مجتمعة، الحرب ضدّ سورية، قد حققت أهدافها في هذه الحرب، وهذا يخالف الواقع والحقيقة.

واقع الحال في سورية، أنّ المجموعات الإرهابية المتطرفة على اختلاف مسمّياتها، لم تنجح في تحقيق أهداف مشغليها الدوليين والإقليميين والعرب. لا بل إنّ هذه المجموعات الإرهابية بدمويتها وإجرامها ساهمت في إعطاء تفسير واضح لـتعبير «الانتقال السياسي» وهو الانتقال من دولة مدنية مستقرة، سيادية وآمنة، إلى دولة مفتتة وفاشلة تحوي كلّ صنوف الإرهاب والتطرف والهمجية. وهذا يثبت أنّ هذا التعبير الأممي، يستخدم فقط لأغراض عدوانية.

«الانتقال السياسي» وترجماته صار شعاراً ماضوياً، أمّا مسار مفاوضات جنيف فمحكوم بالنتائج التي يحققها الجيش السوري وحلفائه. وإذا كان تحرير حلب عبّد الطريق إلى «استانة»، فما هو وقع تحرير عشرات القرى في أرياف حلب ووادي بردى ومناطق أخرى؟

لعلم الأمين العام للأمم المتحدة، فإنّ منظمته هي نتاج الدول المنتصرة في الحروب، وأنّ الكلمة الفصل هي للمنتصر في الميدان السوري، وليست لرعاة الإرهاب.

من اليوم وحتى موعد جنيف، يكون الجيش السوري قد استكمل عملية الانتقال الميداني، مقوّضاً وهم «الانتقال السياسي» ومقلّصاً مساحة «المناطق الآمنة» العدوانية، وموسّعاً نطاق الأمان السوري.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى