الرئيس… والصيت الحسن

رمزي عبد الخالق

اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون له أكثر من ميزة تجعله مختلفاً عن أيّ لقاء آخر، فللرجل تاريخ حافل وتجارب مديدة في العمل العام، وصيت ذائع في الصلابة والتصميم والصبر حتى تحقيق الهدف المنشود… ولا حاجة هنا لسوْق أدلة كثيرة، يكفي واحد فقط: العماد عون هو اليوم رئيس الجمهورية.

في مستهلّ اللقاء مع نقابة محرّري الصحافة اللبنانية لا بدّ من حديث عن أزمة الصحافة الورقية، وهو موضوع يوليه الرئيس عون الاهتمام اللازم ويتابع تفاصيله مع وزير الإعلام ملحم رياشي الذي يعمل بدوره مع أصحاب الشأن لإيجاد الحلول المناسبة…

ثم تطغى على اللقاء الهموم والمشاغل الوطنية، وأولها اليوم قانون الانتخابات النيابية، الذي ما زال يتقلّب على نار المصالح الخاصة والضيّقة لمجموعة محدودة من السياسيين، بعيداً عن المصلحة العليا للبلد بأسره، بمواطنيه واقتصاده ومستقبل أجياله.

لكن موقف فخامة الرئيس يطمئن الذين كادوا يصلون إلى مرحلة اليأس، لأنه ما تعوّد التراجع أمام صعاب مشابهة، بل يرفع السقف إلى حدّ غير متوقّع… «سنذهب إلى الاستفتاء العام، لنقف عند إرادة الناس، هي الأساس والباقي تفاصيل تتمّ معالجتها…»

لا شيء في الدستور يمنع الاستفتاء، هو يقع في منزلة رفيعة بين مندرجات الديمقراطية، والحاجة عندها تصبح لاستنهاض الرأي العام والإرادة الشعبية التي يثق بها الرئيس بشكل مطلق، ولا بدّ أن يكون لها القول الفصل في كلّ ما يتعلق بالحاضر والمستقبل.

يشدّد الرئيس على أولوية أن يكون القانون عادلاً، والعدالة لا تتحقق إلا بقانون يحفظ للجميع حقهم في التمثيل، وهذا ما حرص عليه دائماً في كلّ مشاريع القوانين التي طرحها قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، بما فيها ما سُمّي «مشروع القانون الأرثوذكسي» القائم على النسبية، فلا يمكن بناء المجتمع إذا غابت عنه العدالة بكلّ جوانبها، والعدالة في التمثيل السياسي أحد أهمّ جوانبها.

وانطلاقاً من حرصه على أن يكون فعلاً «بي الكلّ»، يشدّد على أنه لن يسمح لأحد في العائلة التي هو «بيّها» أن ينزع صيتها، بأن يمدّ يده إلى جيب شقيقه أو إلى جيب جاره… بل على الجميع الاقتناع بنصيبهم من التمثيل، والعمل بجدّ والسعي بجهد لكي تبقى العائلة صاحبة الصيت الحسن والسمعة الطيبة…

طبعاً هناك مواضيع وملفات أخرى كثيرة، غير قانون الانتخاب، تشغل بال الرئيس وزوّاره، الاقتصاد والأوضاع الاجتماعية والمعيشية وسبل تحقيق أكبر قدر من النمو، والحفاظ على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي… كلها اهتمامات وأولويات في بعبدا، لكن الأهمّ هو أنّ «الجبل» ميشال عون لا يريد شيئاً لنفسه…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى