الثلج الفنان يده الريح وآياته جليد ولوحات
راشيا ـ شبلي أبو عاصي
مَن كان له حظ ان يشاهد آيات الطبيعة في راشيا وفي الهضاب الشمالية لحرمون البهي، شيخ الجبال، يتشهّد من منحوتات سحرها ولوحات تلوينها، ومادتها ثلج وماء زلال تهاطل من سماء وشّحها القطب بغيوم جليدية فمسحت كل شيء من ذاتها.
وما تحتاجه الطبيعة لتنحت وترسم وتعرض مجاناً في غاليري مفتوح مداه الأفق وسقفه السماء، سوى يد ريح مبدعة، لعوب، تثور حيناً وتخفت حيناً آخر تسحب هنا من مجسّم فيغدو رشيقاً وتضيف هنا في فجوة فتمتلئ حتى يتوازن. أنى لنقاد فن أن يقرأوا سحرها.
وكانت عمّت موجة الجليد المناطق اللبنانية وخاصةً البقاع والجبل وقد شكلت خوفاً كبيراُ لدى المواطنين بعد عزل القرى عن بعضها بعضاً، وعدم إمكانية التنقل إلا بالسيارات المجهزة بسلاسل معدنية ما أدى إلى توقف المدارس بسبب خطورة الطرقات وتأخير فتح أبواب المؤسسات الرسمية والخاصة لحين وصول الموظفين.
موجة الجليد التي بدأت قسوتها منذ يومين ولا زالت، يعود ذلك إلى الانخفاض بدرجات الحرارة فوصلت في أماكن عدة ليلاً ما بين 7 و8 تحت الصفر. وهذا ما شكل طبقات سميكة من الجليد في البلدات التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر وما فوق.
موجة الجليد شلّت حركة السير صباحاً وسببت حوادث وانزلاقات للسيارات وكسور عدة أصابت مواطنين خاصةً المسنين منهم وسببت أضراراً جسيمة في المزروعات وأعطالاً في شبكات المياه.
هنا، بعض ما التقطت عدسة «البناء» من آيات الثلج والجليد!