ترامب يعادي إيران كرمى لعيون «إسرائيل»!
عاد التوتر إلى العلاقات الأميركية ـ الإيرانية، على خلفية تصريحات الرئيس دونالد ترامب المتمثلة بمنع مسلمين من دخول أميركا، ومنهم الإيرانيون، وأيضاً بعد ما سمّي «تجربة صاروخ باليستي» من قبل إيران. إلا أنّ هذا العداء المستجدّ لإيران، ليس سوى هدية لـ«إسرائيل»، التي يسافر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو للقاء ترامب بعد لقائه أمس رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.
في هذا الصدد، نشر موقع «برافدا» الروسي تناول فيه تفاقم العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مجدداً، مشيراً إلى أن روسيا والصين في حال نشوب حرب ستدعمان طهران. ويقول الموقع: ردّت إيران على قرار ترامب، الذي ضم إيران إلى قائمة الدول، المحظور دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، باختبار صاروخ بالستي متوسط المدى. وفي المقابل، تقدم عضو الكونغرس الأميركي إلسي هاستينغز بمبادرة عرض مشروع قرار يحمل عنوان السماح باستخدام القوة ضد إيران على أعضاء الكونغرس، يقترح فيه السماح لرئيس الولايات المتحدة باستخدام القوات المسلحة لمنع إيران من صنع أسلحة نووية.
كما دعت الولايات المتحدة إلى عقد جلسة فورية لمجلس الأمن، حيث صرحت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي بأن العالم يجب أن يكون قلقاً إزاء اختبار إيران صاروخها، وأن مجلس الأمن ملزم باتخاذ تدابير جوابية ملائمة.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً للصحافية صوفي جيمسون تقول فيه إن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أكد أنه سيسعى إلى علاقات أكثر تقارباً مع بريطانيا في مواجهة ما سمّاه «العدوان الإيراني الواضح».
وتشير الصحيفة إلى أن تصريحات نتنياهو جاءت قبل صعوده إلى الطائرة متوجّهاً إلى العاصمة البريطانية لندن للقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الإثنين. مضيفة أن نتنياهو يجهّز نفسه أيضاً لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي التقرير التالي، جولة على أهم مقالات الصحف الغربية والروسية.
برافدا
تناول موقع «برافدا» الروسي تفاقم العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مجدداً، مشيراً إلى أن روسيا والصين في حال نشوب حرب ستدعمان طهران.
وجاء في المقال: ردّت إيران على قرار ترامب، الذي ضم إيران إلى قائمة الدول، المحظور دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، باختبار صاروخ بالستي متوسط المدى. وفي المقابل، تقدم عضو الكونغرس الأميركي إلسي هاستينغز بمبادرة عرض مشروع قرار يحمل عنوان السماح باستخدام القوة ضد إيران على أعضاء الكونغرس، يقترح فيه السماح لرئيس الولايات المتحدة باستخدام القوات المسلحة لمنع إيران من صنع أسلحة نووية.
كما دعت الولايات المتحدة إلى عقد جلسة فورية لمجلس الأمن، حيث صرحت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي بأن العالم يجب أن يكون قلقاً إزاء اختبار إيران صاروخها، وأن مجلس الأمن ملزم باتخاذ تدابير جوابية ملائمة.
ومن الواضح أن واشنطن تعتمد في موقفها هذا على قرار مجلس الامن لعام 2010، الذي ينص على منع إيران من ممارسة أي نشاط يرتبط بالصواريخ البالستية، القادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك إجراء الاختبارات عليها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وعد مراراً أثناء حملته الانتخابية بفسخ اتفاقية البرنامج النووي مع إيران. وقال في كلمته أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ «الإسرائيلية» إيباك إن الأولوية رقم واحد بالنسبة إلى إلغاء هذه الصفقة الكارثية.
الجدير ذكره أن إيران أجرت هذا الاختبار الصاروخي بعد إهانة ترامب الإيرانيين، ووضعهم على قدم المساواة مع موردي الجهاديين الرئيسين، ومنعه في مرسومه لمدة 90 يوماً مواطني العراق، سورية، ليبيا، الصومال، السودان، اليمن وإيران.
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هذا المرسوم بأنه عمل مشين.
وبالفعل، كيف يمكن أن تحارب إيران «داعش» وفي الوقت نفسه أن تكون جهادية؟
إن هذا ممكن فقط إذا تذكرنا أن الولايات المتحدة تعدُّ حزب الله الموالي لإيران مسؤولاً عن أكبر هجوم تم تنفيذه ضد قوات المارينز الأميركية على مدى كل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك على أرض لبنان بتاريخ 23 تشرين الأول 1983. حيث أدى هذا الهجوم على مقر قيادة الأركان الأميركية إلى مقتل 241 عسكرياً أميركياً.
وكان أن أصدر القاضي رويس لامبيرث إثر ذلك قراراً وافق فيه على طلبات التعويض المرفوعة من قبل عائلات العسكريين الأميركيين، الذين قتلوا في لبنان، واتهم جمهورية إيران الإسلامية بالإعداد للهجوم. وتم تصنيف حزب الله في أميركا تنظيماً إرهابياً.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني بعد لقائه نظيره الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي، 31/01/2017، أن الصواريخ الإيرانية غير قادرة على حمل رؤوس نووية، وأنها مصممة فقط لحمل رؤوس تقليدية لأهداف دفاعية ومشروعة. وأعرب ظريف عن أمله بألّا تستخدم الإدارة الأميركية الجديدة قيام إيران بمهمات دفاعية ذريعة لخلق بؤر توتر جديدة.
وفي الواقع، ونظراً إلى حقيقة أن إيران تخلت عن سلاحها النووي، ووضعت برنامجها تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإننا يجب أن ننطلق من حقيقة أنها لا تملك سلاحاً نووياً. وأنها تملك الحق في إجراء اختبارات لأسلحة الصواريخ التقليدية. بيد أن الخطيئة الوحيدة في الكثير من الاتفاقيات الدولية تكمن في سوء التوضيح الدقيق، حيث تترك المجال لكل طرف للاجتهاد في التفسير بما هو يرتئيه، ويستحيل بعدها الوصول إلى الحقيقة.
ولكن، دعونا نقول بضع كلمات في الدفاع عن الموقف الإيراني. لقد كان الرئيس الإيراني حسن روحاني على حق تماماً، حين قال إن ترامب جديد في السياسة، وإن السياسة بيئة جديدة عليه، وإن تصرفاته ستكلف الولايات المتحدة غالياً جداً، ريثما يعرف ماذا يحدث في العالم.
إن إيران تعدُّ في طليعة الدول التي تقف في مجابهة تنظيم «داعش» ولديها نفوذ مؤثر في سورية، وتشارك في مسار جنيف للتسوية السورية منذ عام 2015. وتستخدم إيران وسائل الضغط الممكنة لتكريس الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وهي حليف لروسيا وتركيا في النزاع السوري.
وعلى أي حال، وحتى لو انسحبت الولايات المتحدة من العراق وسورية، إذ لا أحد يعرف بعد توجهات إدارة ترامب في هذا السياق، وفاقمت واشنطن العلاقة مع طهران نزولاً عند رغبات «إسرائيل»، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى خلق بؤرة توتر إضافية، لن تساهم أبداً في القضاء على «داعش».
دكتور العلوم السياسية ميخائيل ألكسندروف، الخبير البارز في مركز الدراسات السياسية ـ العسكرية التابع لمعهد العلاقات الدولية قال إن ترامب هو ممثل اللوبي المؤيد لـ«إسرائيل» في الولايات المتحدة. وأضاف لقد كان لدى إيران برنامجها الكبير في تصنيع الصواريخ قبل قرار مجلس الأمن، ولم تشر القيود، التي صدرت بعد ذلك، إلى البرنامج الصاروخي الإيراني. وهنا، تجري محاولة فقط لإعطاء تفسير موسع لهذه القيود من أجل ممارسة الضغط المعنوي على إيران.
وقد أكد الخبير أن طهران في حال نشوب حرب سوف تتلقى الدعم من روسيا والصين. وستواجه الولايات المتحدة مخاطر كبيرة. وهكذا، فإن الأميركيين ببساطة هم يخادعون.
تلغراف
نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية موضوعاً كتبته الصحافية صوفي جيمسون بعنوان «بنيامين نتنياهو يسعى إلى علاقات أكثر توطيداً مع بريطانيا في مواجهة العدوان الإيراني».
وتقول الصحيفة إن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أكد أنه سيسعى إلى علاقات أكثر تقارباً مع بريطانيا في مواجهة ما سمّاه «العدوان الإيراني الواضح».
وتشير الصحيفة إلى أن تصريحات نتنياهو جاءت قبل صعوده إلى الطائرة متوجّهاً إلى العاصمة البريطانية لندن للقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الإثنين. مضيفة أن نتنياهو يجهّز نفسه أيضاً لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتنقل «تلغراف» عن نتنياهو قوله: إننا في فترة فرص دبلوماسية وتحدّيات صعبة. موضحاً أن الفرص تأتي من وجود إدارة مختلفة في كل من واشنطن ولندن، وسيسعى إلى توطيد العلاقات مع الدولتين.
وتؤكد الصحيفة أن أوّل الملفات على قائمة أولويات نتنياهو هو الملف الإيراني، إذ يرى أن طهران تختبر حدود تصرّفاتها بعدوان غير طبيعي وتحدّ كبير. مطالباً بضرورة الاصطفاف بين الولايات المتحدة وبريطانيا و«إسرائيل» في مثل هذه الأوقات.
وقد أعلنت الحكومة البريطانية أن المباحثات بين نتنياهو وماي ستركّز على العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما الملف التجاري في ظل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الصحيفة أن المتحدّث بِاسم الحكومة البريطانية قال إنه من المتوقع ان تُعرب ماي عن قلق لندن من التوسع في بناء الوحدات الاستيطانية في «إسرائيل» لكن ذلك لن يستغرق جزءاً كبيراً من المباحثات.
ميليتري تايمز
أكد موقع «ميليتري تايمز» الأميركي، أن البنتاغون لم يعلن عن آلاف الضربات الجوية القاتلة التي ارتكبها الجيش الأميركي في العراق وسورية وأفغانستان منذ عام 2001.
ووفقاً للموقع العسكري المتخصّص، ففي عام 2016، وجّهت الولايات المتحدة 456 ضربة جوية في أفغانستان لم تسجّل في قاعدة البيانات المفتوحة، التي يرتكز عليها الكونغرس الأميركي والمحللون العسكريون وحلفاء واشنطن والباحثون.
ويضيف الموقع أن هذه الضربات نفّذت بوساطة المروحيات العسكرية والطائرات المسيّرة من دون طيار، مشيراً إلى أن قاعدة البيانات المتعلقة بالضربات الجوية لم تكن كاملة منذ تشرين الأول منذ بدء الحرب على الإرهاب.
ونقل الموقع الأميركي عن مصدر مجهول في الجيش قوله: الولايات المتحدة لا تحاول إخفاء الضربات الجوية، وهكذا تم رصد هذه الضربات في الماضي، نحن لا نرصد على سبيل المثال عدد الضربات التي تنفذها مروحيات «آباتشي».
لكن الموقع يشير إلى أن مروحيات «آباتشي» التابعة للجيش الأميركي تستخدم في السنوات الـ15 الأخيرة أكثر من غيرها في مكافحة تنظيم «داعش».
ناشونال إنترست
كتبت صحيفة «ناشونال إنترست» التحليلية الأميركية أن الرئيس ترامب إذا ما أراد تطبيق شعار «صنع في أميركا» سيضطر لشراء السلاح من روسيا والصين للحصول منهما على التكنولوجيا المتطوّرة.
وذكّرت الصحيفة بتحذيرات مختلف الخبراء التي تنبّه إلى احتمال فقدان الولايات المتحدة موقع الصدارة في مجال الصناعات العسكرية، وبما خلص إليه مركز بحوث الكونغرس الأميركي ليشير إلى المخاوف نفسها على هذا الصعيد.
مركز الكونغرس المذكور، أشار إلى أن روسيا والصين لا تعكفان على تطوير المعدّات العسكرية المتوفرة لديهما فحسب، بل تطوران أسلحة جديدة بالمطلق لصالح جيشهما وللتصدير كذلك.
وأضاف المركز أنه وفي الوقت الذي تدأب فيه روسيا على إطلاق دبابة «تي 14» الملقبة بـ«أرماتا»، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد على دبابتي «أبرامز» و«بريدلي» المستخدمتين منذ حقبة الحرب الباردة، ناهيك عن أن واشنطن لن تتسلم دبابات جديدة قبل حلول سنة 2035.
وورد في تقرير المركز، كما نقلته الصحيفة: من المرجح ظهور منظومة أو عدّة منظومات قتالية متفوقة على مثيلاتها الأميركية، لافتاً إلى وجود حزمة كبيرة من الأسلحة الأميركية التي فقدت تفوقها على مثيلاتها الأجنبية، أو تأخرت عنها.
ومضت الصحيفة تقول، إن الحظ كان حليف الولايات المتحدة إبان حرب الخليج، حيث لم يواجه جيشها في ذلك الحين الأسلحة المتطورة المطلوبة، ولأن الاتحاد السوفياتي لم يكن يصدّر إلى بلدان العالم الثالث سوى الأسلحة المختصرة، مشيرة إلى أن الحال قد تبدل في الوقت الراهن، وأن روسيا والصين صارتا تبيعان السلاح المتطوّر على قدم وساق.
وأضافت: وهذا يعني أنه إذا ما اندلع نزاع مسلح بين الولايات المتحدة وأي بلد صغير، فإنها ستصطدم هناك بدبابات «تي 90» الروسية و«BT-3000» الصينية.
واعتبرت الصحيفة أن على الولايات المتحدة للّحاق بالدول التي سبقتها في تطوير السلاح، تسخير طاقات كبيرة لذلك، معيدة إلى الأذهان أن قاذفة «F-35» التي اعتمدت مؤخراً في الجيش الأميركي، كانت نتاج أكثر من 20 سنة من البحوث والتصميم.
وأشارت إلى أنه إذا ما استمرت الحال على هذا المنوال في الولايات المتحدة، فإنها لن تحصل على دبابات الجيل الجديد إلا بعد عقود من الزمن، الأمر الذي يثير تساؤلات حساسة تلمح باضطرارها لاستيراد السلاح من الخارج للحؤول دون تخلّفها عن باقي الدول في هذا المجال.
وذكّرت بقدرة بعض الدول على استنساخ أجهزة الرؤية الليلية والدبابات بسرعة قياسية، معتبرة أن الجزم بتفوق السلاح الأميركي لمجرد أنه أميركي المنشأ، ليس إلا وطنية عمياء، مستذكرة استيراد الولايات المتحدة الطائرات «الإسرائيلية» بلا طيار، والمدافع السويدية المضادة للدبابات، فضلاً عن استيراد الكثير من مكوّنات الأسلحة الأميركية الثقيلة من الصين.
وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أن ما يقلقها، هو ما كشف عنه تقرير مركز الكونغرس الذي لمس نوعاً من «القبول بالواقع» في الجيش الأميركي والإقرار باحتمال خسارة الولايات المتحدة سباق التسلح.
وأكدت في الختام أن الجيوش ومنذ القدم، كانت تحسب للعدو ألف حساب وترجح امتلاكه أفضل السلاح، وتبقي على احتمال عثور الصاروخ المعادي على ثغرة تمكنه النفوذ عبرها، إلا أن الولايات المتحدة التي ما انفكت تتفاخر بسلاحها منذ الحرب العالمية الثانية، قد حادت في الآونة الأخيرة عن نهجها وخارت قواها على هذه الحلبة.
إيزفستيا
تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية الأوضاع حول مدينة دير الزور مشيرة إلى بدء الجيش السوري والوحدات الكردية المدعومة من واشنطن بالتنسيق في محاربة «داعش».
وجاء في المقال: اتفقت الحكومة السورية مع الكرد على القيام بعمليات مشتركة في دير الزور. فقد هاجمت قوات سورية الديمقراطية المداخل الشمالية للمدينة واستولت على بعض المواقع. وهذا يعني أن «داعش» سيضطر إلى توجيه قسم من مسلّحيه لمواجهة هذه القوات ما سيخفّف الضغط عن القوات الحكومية السورية بعض الشيء، والسماح لها باستعادة السيطرة على الممر الرابط بين المطار ومقر اللواء 137.
فبحسب وسائل الإعلام المحلية، كثفت قوات سورية الديمقراطية نشاطها في شمال دير الزور بطلب من القيادة العسكرية السورية. وتمكنت هذه القوات، المدعومة بطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من الاستيلاء على عدد من مواقع «داعش»، وشكلت بذلك تهديداً مباشراً للتنظيم شمال المدينة.
أما داخل المدينة، فقد هدأ الوضع بعض الشيء وتحولت المعارك إلى مناوشات هنا وهناك، حيث لم يعد التنظيم يمتلك القوة الكافية لشن هجمات مستمرة على مواقع القوات الحكومية السورية. ومن جانب آخر لم تتمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على الممر الواصل بين الجيبين، على الرغم من النجاح الذي حققه لواء الحرس الجمهوري 104 المحمول في منطقة المقبرة ومحطة توليد الكهرباء. وبحسب الخبراء، فإن الوضع في دير الزور يميل استراتيجياً إلى مصلحة «داعش». لذلك، فإن من المهم جداً للجيش السوري وبالسرعة الممكنة استعادة سيطرته على مواقع منطقة القاعدة الجوية. وهناً يمكن أن يقدم الكرد المساعدة اللازمة حيث تشير وسائل الإعلام المحلية إلى عدم وجود مواقع محصنة للإرهابيين في شمال دير الزور. أي أن خطوطهم الخلفية مكشوفة، لذلك فإن تقدم الوحدات الكردية سوف يجبر «داعش» على نقل قسم من مسلّحيه، الذين يدافعون عن الممر الرابط بين القاعدة والمطار، إلى الشمال لمواجهة الكرد.
وبالطبع، فمن السابق لأوانه الحديث عن فك الحصار عن دير الزور، لأن القوة الأساسية لـ«قوات سورية الديمقراطية» منشغلة بعملية تحرير الرقة حيث تمهد بالتعاون مع الولايات المتحدة للهجوم على المدينة.
ومع ذلك، فإن تكثيف التنسيق بين الحكومة السورية والكرد سوف يسرع في إلحاق الهزيمة بـ«داعش».
وتفيد وكالة «سبوتنيك» الروسية بأن الجانب الروسي تمكن في كانون الثاني الماضي من تنظيم لقاء بين الكرد والحكومة السورية حول بناء الدولة السورية و«آفاق الفدرلة». كما تم خلال هذه اللقاء مناقشة مسائل تتعلق بالتنسيق في عملية محاربة «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى.
وفي هذا الصدد، قال مدير مركز دراسة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون بغداساروف إن دمشق بدأت في الفترة الأخيرة تستعرض تعاطفها مع الكرد، إذ لا بدّ للجانبين من أجل البقاء وبلوغ الأهداف المنشودة من التعاون في ما بينهما.
ويضيف بغداساروف أنهما يتعاونان ليس فقط في دير الزور، بل في مناطق حلب ومدينة الباب. ويمكنهما الاتفاق في شأن إكمال طوق الحصار المفروض على الباب.
وأضاف الخبير أنه بالنظر إلى الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين في منطقة الحسكة خلال الأزمة السورية، فإن الجانب الروسي يبذل جهوداً كبيرة من أجل استمرار الحوار بين الجانبين وتقريب مواقفهما المتعارضة. ويبدو أن هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها.
أوبزرفر
نشرت صحيفة «أوبزرفر» تقريراً بعنوان «أحبّ ترامب، إنه يعمل ما وعد به في حملته الانتخابية»، أعدّه ديفيد سميث من هارغستاون في ميريلاند.
يدخل المراسل إلى متجر للمواد الأثرية، ويفكر أنه لو كان هذا المتجر في واشنطن لكان أصحابه بالتأكيد ممن صوّتوا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنه موجود هنا في ريف واشنطن وعلى بعد 75 ميلاً من المدينة.
وبينما تزخر العاصمة بالاحتجاجات ضد ترامب، فإن وضع الرئيس هنا جيد.
أحب ترامب، يقول مواطن أميركي يُدعى جيمس زاتسكي، ويضيف يحسب له أنه يقوم الآن بما وعد به في حملته الانتخابية، وكثيرون من السياسيين لا يفعلون هذا.
في الوقت الذي يخرج رجال الأمن الأميركيون عشرات الأشخاص من طائرات وصلت لتوها، ويضعون القيود في أيدي بعضهم، هذا ما نجده هنا في ميريلاند.
يقول الرجل عمري 47 سنة ولم أصوّت في حياتي، لكني صوّتت هذه السنة لأننا بحاجة إلى من يملك الشجاعة للوقوف في وجه الليبراليين.
في واشنطن العاصمة، تسبب ترامب بالحيرة والإحساس بالضياع وانعدام البوصلة، حتى بين الجمهوريين الذين يواجه بعضهم صعوبات في التكيف مع رجل لا يستطيعون التنبؤ بما سيفعله في كلّ مرة، بحسب التقرير.
وسائل الإعلام في واشنطن مليئة بالنقد، والسكان الذين انتخبوا هيلاري بنسبة تزيد على 90 في المئة يحسّون بالخذلان، ومسيرة النساء التي جابت شوارع المدينة خلال الشهر الماضي، كل ذلك هو بمثابة بيانات مناهضة لترامب.
لكن في أماكن أخرى من الولايات المتحدة فإن المنظور مختلف تماماً.
وبينما يرى البعض إجراءات ترامب في منع السفر لمواطني سبع دول شرق أوسطية سلوكاً غير أميركي خلق الفوضى ف المطارات، فإن أنصاره يرون أنه يحافظ على الأمن.
كمسمولسكايا برافدا
ذكرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية أن أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة أصبحوا يريدون رؤية باراك أوباما رئيساً.
يكون الرئيس المنتخب حديثاً في ذروة شعبيته عادة، ويعيش فترة شهر عسل في الفترة الأولى بعد اعتلائه سدة الرئاسة. بيد أن دونالد ترامب يعيد صنع التاريخ من جديد. إذ أصبح الرئيس الأميركي يثير الاستياء في جميعا أنحاء العالم بسبب مراسيمه المتناهية القسوة، ولذا أخذ الأميركيون يدعون فعلياً إلى إقالة رئيس بلادهم المنتخب حديثاً.
ويشير استطلاع حديث، أجرته شركة بوبليك بوليسي بوللينغ، إلى أن 40 في المئة من المواطنين مع، وأن 48 في المئة ضد، في حين أن 12 في المئة وجدوا صعوبة في الإجابة. هذا، على الرغم من أن نسبة أنصار استقالة الرئيس الحالي لم تتعد قبل أسبوع 35 في المئة.
ولعل المثير في الأمر أن 52 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع يفضلون رؤية باراك أوباما رئيساً لهم، وأن 43 في المئة يفضّلون الرئيس الحالي.
كما ظهرت أرقام منفصلة أيضاً في شأن مرسوم ترامب المدوي حول الهجرة، والذي حظر سيد البيت الابيض الحالي بموجبه على مواطني سبع دول إسلامية الدخول إلى الولايات المتحدة. حيث كشفت الإحصاءات أن 47 في المئة من المستطلَعين يؤيدون هذا المرسوم، وأن 49 في المئة يدينونه.
يقول دين ديبنام، رئيس الشركة التي أجرت استطلاع الرأي، إن الرئيس المنتخب حديثاً يكون عادة في ذروة شعبيته، ويعيش فترة شهر عسل بعد استلامه مهماته الرئاسية رسمياً، في حين أن دونالد ترامب يصنع التاريخ من جديد.
أما المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتونوف فيوضح أن الولايات المتحدة وجدت نفسها في حالة استقطاب استثنائية بعد نتائج حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهذا الانشقاق الذي حدث في المجتمع الأميركي ما زال قائماً، والبلد لم يهدأ بعد. كما أن هذه الأرقام تظهر أن أنصار هيلاري كلينتون يرفضون القبول بالهزيمة، ويعتقدون أن النصر سرق منهم.
يضاف إلى ذلك، أن هناك فئة من الناس كانت تأمل بألا يوفي ترامب بوعوده أثناء حملته الانتخابية. وبتزايد القلق بين الفقراء بسبب رغبة دونالد ترامب التعامل بشدة مع البرامج الاجتماعية التي تبناها الرئيس أوباما، وهنا يكمن منبع الأرقام التي تبين حنين الناس إلى الرئيس السابق.
وبالطبع، فإن هذه الاستطلاعات لا تشكل تهديداً مباشراً لدونالد ترامب، لا سيما أن عزله هو عملية معقده ليس من السهل بدؤها، ولكن هذا في مطلق الأحوال يشكل إشارة مقلقة.
وحتى الآن، لا يبدو أن لدى الرئيس الجمهوري استعداداً واضحاً للتغلب على الانقسام، الأمر الذي بات يشكل خطراً جدياً على المجتمع الأميركي.