قطاع غزة تحت القصف.. والدول العربية تطبّع!

سماهر الخطيب

يخضع قطاع غزة لحصار خانق فرضه العدو الصهيوني منذ 2006، ثمّ شُدّد الحصار بعد سيطرة حماس على غزة في حزيران 2007، الذي يشتمل على منع أو تقنين دخول المحروقات ومواد البناء والسلع الأساسيّة، ومنع الصيد في عمق البحر. كما جاء تهديم مطار غزة الدولي، المطار الوحيد في قطاع غزة، كلّياً ليزيد شدّة الحصار والمعاناة.

نتج عن الحصار الطويل الخانق تعطّل جميع المصانع وزيادة نسبة البطالة لتتجاوز 80 وتصبح أعلى نسبة بطالة في العالم، إضافةً إلى النقص الحاد في الأدوية والمواد الطبيّة كافة، كما أنّ حركة البناء تعطّلت تماماً، ممّا زاد أزمة أصحاب البيوت التي دُمّرت في الحرب على غزة.

تعرّضت غزة لعدوان صهيوني شامل، بدأ جويّاً وتطوّر إلى اجتياح برّي من 27 كانون الأول 2008 إلى 18 كانون الثاني 2009. والذي أسفر عن استشهاد 1417 فلسطينيّاً من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة وإصابة 4336 آخرين. وقد اتّهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» دولة الاحتلال باستخدام الأسلحة الفسفورية ونشر موقع «تيمزاونلين» البريطاني في تاريخ 8 كانون الثاني 2009 صورة لجندي «إسرائيلي» يقوم بتوزيع قنابل تحمل الرمز «M825A1»، وهذا الرمز يعني قنابل أميركيّة من الفسفور الأبيض.

كما تعرّضت غزة لعدوان صهيوني في 14 تشرين الثاني 2012، ارتقى خلالها قرابة 154 شهيداً من أهالي غزة، إضافةً إلى مئات الجرحى والخسائر في البُنية التحتيّة.

وفي 8 تموز 2014، تجدّد العدوان الصهيوني على القطاع، ما أدّى إلى شهداء وجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، إضافةً إلى تدمير البيوت وأحياء بكاملها كحيّ الشجاعية، ولم تسلم المؤسسات من تخريب واسع للبُنية التحية.

ومنذ عام 2014، يلتزم الجانبان، المقاومة بفصائلها والكيان الصهيوني، بهدنة هشّة على طول الحدود المغلقة بشكل كبير، بينما تُطلق المقاومة صواريخ بين الحين والآخر على الكيان المحتل، ويردّ العدو باستهداف قطاع غزة، وكان آخر استهدافاته 19 غارة شنّها خلال الساعات الماضية على القطاع، استهدفت أراضي زراعية وممتلكات للمواطنين ومن بينها موقع للشرطة البحرية.

وما يُثير الاستهجان والاستغراب، أنّ الدول العربية تتّجه نحو تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال والتنسيق معها، بينما فلسطين تعاني من دمار أكثر من ثلاثة وعشرين ألفَ بيتٍ في غزّتها فقط، وتحوّل أبناؤها إلى أرقام تُضاف في عداد شهدائها.

في الأثناء، تغلق مصر معبر رفح الوحيد للقطاع، فيما كشفت الوثائق والتقارير الكثير من تلك التنسيقات، منها الوثائق التي كشف عنها العميل الأميركي «إدوارد سنودن»عام 2014 عن استعانة الولايات المتحدة بأجهزة استخبارية عربية لدعم حليفتها «إسرائيل»، وتحديداً الأردنية والفلسطينية التابعة للسلطة ، لتقديم خدمات التجسّس الحيوية المتعلّقة بالأهداف الفلسطينية.

وبخصوص الأردن، قالت وكالة الأمن القومي إنّه يغذيها ببيانات تجسّسية عن الفلسطينيّين، وهو ما أوردته إحدى الوثائق المصنّفة منذ العام 2013، قائلة: «شراكة وكالة الأمن القومي مع مديرية الحرب الإلكترونية الأردنية علاقة موثوقة يعود تاريخها إلى أوائل عام 1980». فماذا نقول للأنين، وماذا نقول للتراب، وماذا نقول للبقيّة الباقية من… العرب؟

ولكن.. هل من عربيّ بيننا يصرخ.. وافلسطيناه؟

لا شكّ ستبقى مؤشّرات العدوان قائمة، وها هي تتّجه نحو إقامة دولة يهوديّة عاصمتها القدس وشرعنة للمستوطنات، ما يعكس تحوّلات كبيرة في الموقف من القضية الفلسطينية، وهو أمر سينعكس سلباً على شعبنا الفلسطيني، إن لم تستفق دولنا من سُباتها وتسعى لفكّ الحصار عن غزّتنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى