حدود قدرة ترامب على تنفيذ تعهّداته
حميدي العبدالله
بات واضحاً أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواجه معارضة قوية من جهات عديدة داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى المعارضة الدولية، لمقارباته لكثير من المسائل الدولية.
لم يمرّ أكثر من ثلاثة أسابيع على تولي ترامب صلاحياته الدستورية، حيث حاول أن يحكم عن طريق المراسيم التنفيذية لتدارك أيّ عرقلة لخططه من قبل المشرّعين الأميركيين الذين لا يفضّلون نهجه، بما في ذلك عدد غير قليل من مشرّعي حزبه الجمهوري، حتى تبيّن أنّ قدرته محدودة على تخطي المعارضة القوية لمقارباته، ولا سيما بشأن السياسة الخارجية.
أرغم ترامب على التراجع عن عزمه ووعده بفرض ضريبة بنسبة 20 على الصادرات المكسيكية إلى الولايات المتحدة وتخصيص عائدات هذه الضريبة لبناء الجدار العازل، وقد اضطر إلى ذلك بعد إلغاء الرئيس المكسيكي زيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي الجديد.
وعوده الانتخابية التي تمحورت حول مراجعة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لم تبصر النور على الإطلاق، لأنّ العبث بهذه العلاقات ستكون عواقبه وخيمة على الولايات المتحدة، ولا سيما على الشركات الأميركية الكبرى التي تمثل المستثمر الأساسي في الصين.
تعهّده بتعديل، أو الانسحاب من الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي استبدله ترامب بعملية هروب إلى الأمام بفرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي لإرضاء حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ولا سيما الكيان الصهيوني، ستكون آثار هذه العقوبات سلبية على الولايات المتحدة وفي مصلحة الشركات الغربية، ولن تتأثر بها إيران لأنّ مستوى العلاقات بين البلدين هو صفر، والقطيعة بينهما مستمرة منذ انتصار الثورة الإيرانية.
الأمر التنفيذي يمنع دخول رعايا سبعة دول إلى الولايات المتحدة، جوبه باستنكار عالمي، شعبي ورسمي، والأهمّ من ذلك أنّ المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، وعبر القضاء قامت بتعطيل المرسوم التنفيذي القاضي بمنع دخول رعايا الدول السبع.
يمكن القول إنّ جميع وعود ترامب الانتخابية التي حاول تهريبها من خلال الأوامر الرئاسية التنفيذية، أو من خلال تجاهل بعضها، والالتفاف على بعضها الآخر، قد تبخّرت وتأكّد أنّ ترامب غير قادر على وضعها موضع التنفيذ في ظلّ حجم الاعتراض الخارجي والداخلي عليها.