هل تصبح «الكينوا» حبوب المستقبل؟
بفضل أسرار جينية كشفتها دراسة جديدة، قد تعود الكينوا – نوع الحبوب المقدس في حضارة الإنكا القديمة، الذي حد المستعمرون الأسبان من استخدامه – لتصبح مصدراً للغذاء متنامي الأهمية في المستقبل.
وتوصل علماء إلى الخريطة الجينية للكينوا، وحددوا جينا يمكن تعديله ليتخلص من الطعم المر الطبيعي في تلك الحبوب بما يمهد الطريق لاستخدام تجاري على نطاق واسع.
وحبوب الكينوا قادرة على النمو جيداً في ظروف صعبة مثل التربة عالية الأملاح أو متواضعة النوعية وعلى ارتفاعات كبيرة وفي درجات حرارة منخفضة، بما يعني أنها قد تزدهر في مواقع غير صالحة لزراعة أنواع أخرى من المحاصيل الغذائية مثل الأرز والقمح. لكن وجود كيماويات سامة ومرة المذاق تسمّى صابونين في بذورها كان من أحد العراقيل أمام زراعتها بكثافة.
وقال عالم النباتات مارك تيستر إن الدراسة تحدّد جيناً يوجّه إنتاج الصابونين في الكينوا، وهو ما قد يمكن من زراعة الكينوا دون صابونين بما يمنح بذورها مذاقاً أفضل.
وفي الوقت الراهن تجب معالجة بذور الكينوا بالغسل والتجفيف بعد حصادها لإزالة الصابونين.
وقال تيستر الذي قاد الدراسة «الكينوا حالياً ليست مستغلة، كما ينبغي… إنها تحتوي على قيمة غذائية مرتفعة بالكثير من المحتوى البروتيني الذي يوازن جيداً الأحماض الأمينية وهو أمر غير معتاد في الحبوب الأساسية. إنها خالية من الجلوتين وغنية بالفيتامينات والمعادن أيضاً، وزيادة إنتاج الكينوا قد يحسّن الأمن الغذائي على الكوكب الآخذ سكانه في الزيادة».
لكنه أشار إلى أن هناك احتمالات بوجود عيوب لتقليل الصابونين في الكينوا من بينها زيادة الاشتباه في إصابة البذور بأمراض فطرية أو زيادة معدلات اعتماد الطيور عليها كغذاء. نايتشر