الجيش يتقدّم و«الحماية الشعبية» تُعيق «داعش»
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي سبل التعاون مع الشركاء في مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، بحسب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.
وفي أعقاب الاجتماع قال بيسكوف إن «أعضاء مجلس الأمن تبادلوا الآراء حول الأشكال الممكنة للتعاون مع الشركاء الآخرين في ما يتعلق بمكافحة تنظيم «داعش» في إطار القانون الدولي». جاء ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المسلحين في العراق وسورية ما زالوا يحصلون على تمويل من بعض دول المنطقة.
وقال إن عدداً من الدول كانت تساعد المسلحين في سورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد: «في البداية كانت دول كثيرة في المنطقة تحدد الجهات التي ستدعمها من أجل التخلص من الأسد… وبحسب كثيرين فإنه نظرياً ستكون هناك حرب أولى من أجل الإطاحة بالأسد، والحرب الثانية من أجل التخلص منهم».
وتابع كيري قائلاً إنه بحسب معلومات واشنطن فإن التمويل من قبل الحكومات انتهى الآن، لكن هناك أشخاصاً يواصلون تقديم الأموال للمسلحين.
من جانبه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن شعوب المنطقة ستتصدى بكل حزم للإرهاب، مشيراً إلى أن القوات المسلحة والحكومة الإيرانية ستقف معها في صف واحد ضد الإرهابيين.
ودعا روحاني إلى معالجة قضايا المنطقة من قبل دولها وشعوبها وحكوماتها من دون تدخل خارجي، مشيراً إلى أن من يريد إعادة السيطرة على المنطقة يرتكب خطأ كبيراً.
وشدد الرئيس الإيراني على أن شعوب المنطقة عازمة على مكافحة الإرهاب وستنجح في ذلك، داعياً الدول الغربية إلى اتخاذ القرار الحقيقي لمكافحة الإرهاب والاتعاظ من أعمالها الماضية.
وأشار روحاني إلى الممارسات الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية ضد شعوب المنطقة في سورية والعراق من قتل وتهجير وسبي النساء وتخريب المراكز الدينية وانعدام الأمن والاستقرار خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكداً أن إيران كانت أول دولة تقدم مساعداتها لشعوب المنطقة.
وفي السياق، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره السعودي سعود الفيصل في أول لقاء للوزيرين منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني عام 2013، حيث تطرق اللقاء إلى ضرورة التعاون من أجل الأمن الإقليمي في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي.
ظريف رأى في اللقاء الذي استمر لساعة من الوقت، صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، آملاً أن تكون «مقدمة لاستقرار وأمن المنطقة مما يضمن مصالح العالم الإسلامي».
من جهته قال الفيصل إن «الرياض تتحسس خطر المرحلة والأزمات التي تمر بها المنطقة»، آملاً «أن نستفيد من أخطاء الماضي لكي نتمكن من تجاوز الأزمات الحساسة، خصوصاً أن الرياض وطهران بلدان مهمان في المنطقة والتعاون بينهما يساعد على استقرار المنطقة وأمنها». وأضاف: «إن اللقاء المقبل سيكون في السعودية».
ظريف تباحث أيضاً مع كيري في الأخطار التي يشكلها تنظيم «داعش» وفق ما أفاد دبلوماسي كبير في الخارجية الأميركية.
وسجل في نيويورك لقاء جمع كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، كما بحث كيري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي التعاون الدولي من أجل محاربة «داعش»، بحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى قال إن «اجتماعات أخرى ستعقد بين كيري ولافروف على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة للبحث في هذه المسألة». وأفاد المصدر أن الولايات المتحدة ترحب بكل مساهمة في هذه الحرب.
ويعقد كيري الاثنين لقاءين مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والبريطاني فيليب هاموند للبحث في الموضوع نفسه.
ميدانياً، تابعت وحدات الجيش السوري عملياتها العسكرية في عدرا البلد وسيطرت على عدد من التحصينات وكتل الأبنية داخل المنطقة، في حين واصلت وحدات أخرى بالتزامن مع الهجوم على عدرا تقدمها في حي جوبر الملاصق للعاصمة دمشق، وسط قصف جوي ومدفعي مركز ينفذه الجيش السوري على تحركات وتحصينات المسلحين في المنطقتين، إضافة لاستهدافه أرتالهم وتحركاتهم في مناطق دوما ومسرابا وعربين وزملكا ووادي عين ترما، ومناطق متفرقة من الغوطة الشرقية.
وفي السياق، أحكمت وحدات من الجيش السوري سيطرتها على عدد من النقاط في محيط بلدة الطيبة في منطقة الكسوة، في حين استهدفت وحدات أخرى تحركات المسلحين في داريا وخان الشيخ.
وفي السياق، أعلنت «وحدات الحماية الشعبية الكردية» أن مقاتليها أوقفوا تقدم مقاتلي «داعش» نحو الشرق بعد محاولتهم الهجوم على مدينة عين عرب على الحدود مع تركيا.
ونقل عن الناطق باسم الوحدات في سورية ريدور خليل «إن الاشتباكات لا تزال مستمرة لكنه تم وقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية إلى الشرق من عين عرب كوباني منذ ليلة الأحد».
وأضاف خليل أن الجبهة الشرقية شهدت أعنف المعارك في الهجوم الذي يشنه التنظيم الإرهابي منذ يوم الثلاثاء الماضي على مدينة عين عرب.
ودعا حزب العمال الكردستاني أكراد تركيا إلى محاربة «داعش» وإلى التعبئة معلناً أن «يوم النصر والشرف أتى. لم يعد هناك أي حدود للمقاومة».
في سياق متصل أعلن دورسون كلكان المسؤول في الحزب أن على «كل الأكراد توحيد قواتهم لمحاربة متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية»، متهماً تركيا بـ«التواطؤ» مع التنظيم، وبأن لديها مطامع في أراضي سورية والعراق.