يازجي: نقاسي الحرب والإرهاب والتكفير وعازمون على البقاء في أوطاننا
أكّد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، أنّنا «نقاسي الحرب والإرهاب والتكفير، ونقاسي مع إخوتنا من كلّ الأطياف والأديان كلّ أصناف التمييز العنصري». معلناً «أنّنا نتوق إلى السلام ونسعى ونريد وعاقدون كلّ عزمنا أن نبقى في أوطاننا ويبقى إنساننا في أرضه».
وقال يازجي في رسالة إلى رعاة الكنيسة الأنطاكيّة المقدّسة وأبناء الكنيسة لمناسبة الصوم: «نحن في أيام أحوج ما نكون فيها إلى التكاتف ولو بكسرة خبز. نحن شعب أنطاكيّ واحد نثره الله على هذه البسيطة، لكن قلبه يبقى عند إخوة له يستهدفون حتى برمق العيش وبكسرة الخبز. طوال هذه الأزمة التي تعصف بالشرق، حاولنا ككنيسة ونحاول دوماً أن نؤمّن كسرة الخبز لأحبّائنا المترسّخين في أرضهم، والمقاسين كلّ ويلات الحروب والدمار».
وأضاف: «صلاتنا جميعاً قلباً واحداً وفماً واحداً من أجل السلام في سورية ووحدة ترابها والاستقرار في لبنان والحفاظ على ميثاقية العيش فيه، صلاتنا اليوم ودعوتنا إلى كلّ مراكز القرار في الدنيا. كفى بؤساً في هذا الشرق. نحن كمسيحيّين ومع غيرنا نقاسي الحرب والإرهاب والتكفير، ونقاسي مع إخوتنا من كلّ الأطياف والأديان كلّ أصناف التمييز العنصري. نحن نقاسي إرهاباً وخطفاً ومحو أوابد حضارة أولى، نحن نتوق إلى السلام ونسعى ونريد وعاقدون كلّ عزمنا أن نبقى في أوطاننا ويبقى إنساننا في أرضه. ومن يبتغي الخير لهذه الديار فما عليه إلّا أن يساعد الناس على البقاء في بيوتهم وأرضهم ليهنأوا بالسلام».
وتابع: «لا يسعنا اليوم إلّا أن نضع في أسماع العالم والمجتمع الدولي، ومن جديد، قضية مطرانَي حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ ما يقارب الأربعة أعوام. إنّ قضيّتهم وقضيّتنا هي محكّ الحق في دنيا الباطل والمصالح. وموقفنا اليوم هو ذاته قبلاً: إذا كان المقصود من خطف المطارنة هزّ انتمائنا إلى هذه الأرض، فنقول ونؤكّد أنّ الشرق هو مهبط المسيحية على هذه الأرض، ووجه المسيح لن يغيب عن هذا الشرق ونحن من رحم هذه الأرض وباقون فيها إلى أن نلاقي وجه الخالق. وقضيّة المطرانين تختصر ولا تختزل مأساة كلّ المخطوفين والمأسورين، ومن هنا دعوتنا إلى إطلاق المطرانين المخطوفين وكلّ مخطوف وإغلاق قضيّتهما التي تدخل عامها الرابع وسط صمت دولي مطبق».
وختم: «من دمشق، سلام ومحبة لكم يا أبناءنا في الوطن وبلاد الانتشار وصلاة حارّة كي يضع الله عزاءه في قلوبكم وقلوبنا. نرفع صلاتنا في هذه الأيام المباركة إلى ربّ الملائكة كي يرسل سلامه إلى العالم أجمع، ويزيح بصليبه صليب شقاء هذا الشرق ويكلّل إنسانه بسطيع القيامة البهجة».