التاريخ يؤكّد أنّ دولاً كثيرة استطاعت تحمّل أعباء العقوبات الاقتصادية بهدف حماية مصالحها الاستراتيجية… وروسيا لن تكون استثناءً

إعداد: ليلى زيدان عبد الخالق

إنّها الأزمة الأوكرانية، التي يمكننا القول بأنّها تلخّص أزمات العالم المتفرّقة في كل البقاع، من الشرق الأوسط إلى شرق آسيا، مروراً بأوروبا ووصولاً حتى القارة الأميركية.

وإذا كانت هذه الأزمة ناشبةً بين دولتين جارتين في الظاهر روسيا وأوكرانيا ، فإنّها في الحقيقة تعبّر عن صراع محتدم بين قوّتين كبيرتين في العالم: الولايات المتحدة ومعسكرها المؤلف من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وروسيا التي نهضت من «كبوتها» بعد الحرب الباردة، لتكسر أحادية القطب، وأحادية القرار، وكلّ أحادية في هذا العالم الرحب.

إذاً، الأزمة الأوكرانية ليست إلا تفصيلاً صغيراً في ذلك الصراع. وعلى أوكرانيا أن تعي تماماً وضعها، فلا يغرنّها ما تصوره لها واشنطن ومعها الناتو، وأيضاً عليها ألا تخاف من التهديدات الروسية التي يراها بعض المحللين حقاً لموسكو.

في هذا التقرير، مختارات من دراسة معمّقة عن الأزمة الأوكرانية، مقرونةً بحقائق تاريخية أتقن جمعها الكاتب والمحلل البروفسور جون ميرشايمر، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، وشارك مع ستيفن والت في تأليف بحث عن قوة اللوبي «الإسرائيلي» التي لا تضاهى في أميركا ودوره الرئيس في رسم السياسات الخارجية الأميركية، خصوصاً في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى