موسكو تحتفل بعيد «حماة الوطن» وتذكّر بـ«الأوفياء الثلاثة»

احتفلت روسيا، أمس بعيد حماة الوطن، بمشاركة الرئيس فلاديمير بوتين، حيث تشهد البلاد مراسم رسمية لإحياء هذه الذكرى السنوية، بالإضافة إلى فعاليات احتفالية واسعة. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين، بالمناسبة: «إن لروسيا ثلاثة حلفاء أوفياء هم: الجيش الروسي والأسطول البحري الروسي والمجمّع الصناعي العسكري». وبعثت اليابان مذكرة احتجاج رسمية على إعلان وزير الدفاع الروسي عزمه تعزيز قوات بلاده في جزر الكوريل، التي تطالب طوكيو باسترجاعها منذ عقود. وذكرت وكالة «تاس» الروسية، أن روسيا تجري مفاوضات بشأن توريد منظومات «أرباليت» إلى بعض الدول في الشرق الأوسط.

وشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المراسم الاحتفالية بهذا العيد، حيث وضع إكليلا من الزهور عند نصب الجندي المجهول، عند أسوار الكرملين في وسط العاصمة موسكو. وشارك في هذه المراسم، إلى جانب رئيس الدولة، رئيس الوزراء دميتري مدفيديف وعدد من المسؤولين الكبار والمحاربين القدامى.

ويعود تاريخ «عيد حماة الوطن» إلى العام 1922، عندما أعتمد في روسيا السوفياتية عيد رسمي لقواتها المسلحة. وعلى مدى الحقبة السوفياتية، كان يسمى بـ«عيد الجيش والأسطول البحري السوفياتيين». أما في روسيا الحديثة، فأطلق على هذه المناسبة اسمها الحالي وهو عيد «حماة الوطن»، الذي يحيي المواطنون الروس فيه، ذكرى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم في ساحات المعارك، دفاعا عن الوطن داخل البلاد وخارجها. كما يعبرون عن احترامهم للمحاربين القدامى.

وفي سياق متصل، هنأ تلاميذ من مدارس روسية، العسكريين الروس المتواجدين في سوريل بالمناسبة، حيث أرسلوا إليهم آلافا من الصور عن الأسرة والبيت والطبيعة. كما بعثوا برسائل يتمنون لهم فيها العودة إلى الوطن بسلامة.

من جهته، كتب رغوزين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: أهنئ حلفاءنا الثلاثة الوفيين بيوم حماة الوطن.

وعلى خطى القيصر ألكسندر الثالث، الذي كان كلما اجتمع بوزرائه ردد أمامهم عبارته الشهيرة، التي ظلت متداولة حتى يومنا هذا وهي: في كل الدنيا لدينا فقط حليفان اثنان وفيّان، هما جيشنا وأسطولنا. أما الباقون فإنهم في أول فرصة سيتحدون ضدنا. أما روغوزين، فقد أضاف إلى جانب الجيش الروسي والأسطول البحري الروسي، المجمع الصناعي العسكري، ليصبحوا ثلاثة.

تنسيق روسي أميركي

على صعيد آخر، كشف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، بيوتر تولستوي، أن وفدي روسيا والولايات المتحدة إلى الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بحثا تشكيل فريق عمل خاص بمحاربة الإرهاب.

وقال تولستوي، في تصريحات صحافية أدلى بها بعد مشاركته في اجتماع بين وفد البرلمانيين الروس مع نظرائهم الأميركيين، عقد على هامش أعمال الجمعية، أمس، في فيينا: تحدثنا عن ضرورة تكثيف الحوار بين البرلمانين وتشكيل فريق عمل معنيا بالقضية الأكثر إلحاحا اليوم بالنسبة للجميع، أي محاربة الإرهاب.

من جانبه، أوضح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما النواب ، ليونيد سلوتسكي، الذي شارك أيضا في الاجتماع، أن الوفد الروسي عرض على أعضاء الكونغرس الأميركي مقترحا بشأن «تشكيل فريق عمل معني بالقضايا التي يجب ألا تكون بشأنها خلافات بين روسيا والولايات المتحدة». مؤكدا أن الحديث يدور، بالدرجة الأولى، عن التصدي للإرهاب الدولي.

وتوقع سلوتسكي، أن تحمل الاتصالات بين البرلمانيين الروس والأميركيين طابعا دائما في وقت قريب، مشيرا إلى أن الاجتماع المنعقد في فيينا، يبعث على الأمل بشأن استئناف التعاون بين موسكو وواشنطن على مستوى البرلمانَيْن.

بدوره، أعلن نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، فلاديمير جاباروف، أن البرلمانيين الروس بحثوا مع الوفد الأميركي إلى الجمعية العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا «دائرة واسعة من القضايا»، بما في ذلك الوضع في أوكرانيا وملف شبه جزيرة القرم. وشدد على أن هذه المباحثات جرت بشكل بناء جدا ووسط أجواء ودية للغاية. وأشار إلى أن البرلمانيين الروس، دعوا الوفد الأميركي لإجراء اجتماع جديد في شهر نيسان المقبل، في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.

احتجاج طوكيو

في سياق مختلف، أعلن الأمين العام للحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، أمس، أن اليابان احتجت على خطط روسية لنشر ثلاث فرق من قواتها في جزر الكوريل.

وقال سوغا في مؤتمر صحافي: تم توجيه الاحتجاج عبر قنوات دبلوماسية، يومي 22 و23 شباط. وسيكون من المؤسف إذا قامت القوات المسلحة الروسية بتعزيز الحضور العسكري على الأراضي الشمالية التسمية اليابانية لجزر الكوريل . وهذا يتعارض مع موقف بلادنا.

وردا على مذكرة الاحتجاج اليابانية، قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية، دميتري نوفيكوف، لوكالة «نوفوستي»: إن جزر الكوريل هي أراض روسية. وبالتالي، فإن الجانب الروسي لديه الحق في استخدامها للدفاع عن البلاد، بما في ذلك نشر قوات عسكرية إضافية فيها.

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن في وقت سابق أمام مجلس الدوما الروسي، أن وزارته تأمل باتمام نشر ثلاث فرق على الحدود الغربية والجنوبية الغربية. وأكد أن موسكو مستمرة في العمل على حماية جزر الكوريل، حيث من المقرر نشر فرق من القوات المسلحة الروسية هناك.

منظومات «أرباليت»

من جهة ثانية، أكدت وكالة «تاس» الروسية، إجراء الأعمال الضرورية، بغية التوصل إلى اتفاقيات بشأن توريد منظومات «أرباليت»، إلى عدد من الدول في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية، التي آثرت في وقت سابق أسلحة روسية على نظيرتها الغربية الصنع.

يذكر أن «أرباليت» عبارة عن منظومة رشاش أوتوماتيكية ذات تحكم عن بعد، مخصصة لتركيبها على آليات مدرعة مختلفة. وقد تزود هذه المنظومة برشاش ذي عيار 12.7 ملم مع سعة مخزن الذخيرة 150 طلقة، أو برشاش ذي عيار 7.62 ملم مع سعة مخزن الذخيرة 250 طلقة.

وتتمكن منظومة «أرباليت» من تحديد الهدف ومتابعته بشكل آلي من الثبات وأثناء الحركة، فيما تسمح كاميرا تلفزيونية مزودة بها، بالكشف عن الهدف عن بعد 2.5 كيلومتر، أما الكاميرا الحرارية فتتيح فرصة الكشف عن الهدف عن بعد 1.5 كيلومتر. والمنظومة مزودة كذلك، بجهاز تقدير مسافة يعمل عن طريق الليزر، وبـ4 قذائف دخانية تستطيع إنشاء ستار من الدخان، إذا اقتضى الأمر ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى