«عزّوز يفتقد ماما»… هاجس يوميّ وفاعلية جديدة
في قصة جديدة بطلها صديقنا «عزّوز» الذي وجد نفسه وحيداً كما العادة، جلوس والدته أمام الحاسب لساعات طويلة أو استعمالها لهاتفها الذكي حالة مزعجة لدرجة الاختناق.
لعله تفكير سطحيّ أن يتمنّى «عزّوز» الصغير نفسه حاسباً، لا لشيء، إنما كي يبقى مجاوراً وملتصقاً بأمه. فكم تمنى أن تداعبه أصابعها كما تداعب مفاتيح الحروف. وكذلك الأمر يتمنى أن يصير هاتفاً ذكياً لا يفارقها أبداً كما هو حالها الآن.
ربما كان الراوي والحالم هو الصغير «عزّوز»، لكنها الرسالة الأقوى إلى الأمهات. فمن الغُبن أن تجلس الأمّ اليوم لساعات طويلة لتمارس طقس التواصل عبر أجهزة التقانة وهناك من هو أحقّ في هذا التواصل!
لعلّ «عزّوز» استطاع كسر الحصار بعدما قرر الاحتجاج، لكن بطريقته هو، حين رسم لوحة تجسد حزنه الشديد لإهمال والدته له ولفت انتباهها.
الأمر الذي أعاد له والدته من جديد. حيث صار يجد من يستمع إلى القصص التي كان يقرأ أحداثها، إضافة إلى اللعب معها.
فنياً، أجادت الكاتبة من خلال عامل اللغة والروي على لسان «عزّوز» بطلها أن توصل فكرتها بشكل جيد. لكن تمرير فكرة كالتي تمناها «عزّوز»، بأن يكون حاسباً أو هاتفاً ذكياً، هي أكبر من متخيله كطفل حتى ولو كان يافعاً، أجزم بأن صديقنا «عزّوز» فكر كثيراً على إعطاب الحاسب أو حتى إخفاء هاتف أمه. أعرف أنها فكرة شريرة وليس من الحقّ جرّ الطفل إليها، لكنها الأقرب إلى ذهنه، فهو يعرف تماماً ما الذي أبعد أمه عنه. فحتى نكون أقرب إلى الواقعية وقبول الفكرة يجب أن نكون منطقيين أكثر ما نكون متجهين إلى المثالية التي لا يتقبلها متخيل صديقنا «عزّوز».
وبالطبع هذا لا يسقط القصة بالمطلق، ففيها من العوامل ما يؤصلها ويجعلها نافذة عندما مرََرَتْ فكرة احتجاج «عزّوز» بفاعلية الرسم في كناية للمطالبة بعودة أمه.