بوتين: منع أيّ تدخل خارجي يحفظ وحدة سورية

أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الانطلاق الرسمي للمفاوضات السورية في جنيف، مؤكداً أن لا حلّ عسكري للأزمة السورية ولا شروط مسبقة للتفاوض. وقال في كلمة ألقاها خلال مراسم الافتتاح الرسمي لمؤتمر جنيف الرابع، أمس، عن أمله في أن يكون مقر الأمم المتحدة في جنيف منطلق الحل الأزمة السورية.

وأعرب دي ميستورا، «نيابة عن الأمم المتحدة»، عن شكر المنظمة لكلّ من روسيا وتركيا وإيران وكازاخستان على إجرائها المفاوضات حول الأزمة السورية في أستانة، قائلاً إنّ الاجتماعات في العاصمة الكازاخستانية فتحت فرصة للتسوية السياسية للأزمة السورية. وشدّد على أنّ الدول المذكورة «أسهمت بشكل كبير» في ضمان عمل الهدنة في سورية، مؤكداً أنّ هذه الهدنة «هشة ولكن لا تزال صامدة». وأشار إلى أنّ «الهدنة أعطت فرصة لوضع خريطة طريق للتطوير اللاحق للعملية السلمية»، مضيفاً «علينا ألا نفوّت هذه الفرصة».

وتعليقاً على مفاوضات جنيف، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في إحراز تقدم في المحادثات السورية – السورية مشدداً على ضرورة منع أيّ تدخل خارجي في سورية لدى حل مسألة الحفاظ على وحدتها. وخلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي الذين شاركوا في مهمات عسكرية قبالة سواحل سورية، قال الرئيس بوتين، إنّ أداء ضباط البحرية الروسية كبّد المسلحين الإرهابيين في سورية خسائر جسيمة، ما أسهم في تهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية. مشيراً إلى أن مهمة قطعات البحرية الروسية قبالة سواحل سورية جرت في ظروف معقدة بسبب «محاولات بعض شركائنا المزعومين لعرقلة جهودنا في مواجهة الإرهاب الدولي بدلاً من أن يساعدونا».

وشدّد الرئيس الروسي على ضرورة عمل ما يمكن عمله لمنع أيّ تدخل خارجي في سورية لدى حلّ مسألة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد قائلاً: «علينا ألا نضع أمامنا هدفاً بالتدخل في الشؤون السورية الداخلية ونحن لا نقوم بذلك. وعملنا يتمثل في مساعدة السلطات الشرعية على تحقيق الاستقرار وتوجيه ضربات حازمة ضد الإرهاب».

وأضاف «نحن نعرف سورية كدولة علمانية متعدّدة القوميات والطوائف الدينية. باتت هكذا على مدار عقود طويلة، وكان ذلك ضماناً لوحدة أراضي هذه البلاد. وهذا ما سنسعى إليه، مع أن القرار الحاسم يعود إلى السوريين أنفسهم».

ولفت إلى أن قرابة تسعة آلاف إرهابي من روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق تجمّعوا في سورية، أربعة آلاف منهم من روسيا وحدها، بحسب معلومات إدارة الاستخبارات العامة وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى