بعد قنبلة ديمونا… الرعب الإسرائيلي بحراً
يوسف الصايغ
في وقت لا يزال الجمهور «الإسرائيلي» يحاول استيعاب الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، والذي أرسى فيه معادلة ردع جديدة عندما نصح العدو «الإسرائيلي» بـ«تفكيك مفاعل ديمونا النوويّة»، وبينما لفتَ إلى أنّ «السفينة التي تنقل الأمونيا تمثّل 5 قنابل نوويّة»، إذ لا يزال كلام السيد نصرالله عن قدرة المقاومة على الوصول إلى حاويات الأمونيا في حيفا مهما حاولت «إسرائيل» إخفاءها يتردّد صداه في كيان العدو على المستويين الرسمي والشعبي، كشف الإعلام الصهيوني عن معلومات جديدة من شأنها أن تزيد من منسوب القلق في الشارع «الإسرائيلي» خلال أيّ مواجهة مقبلة مع لبنان.
بدايةً مع موقع «يديعوت أحرونوت»، الذي أشار قبل أيام إلى أنّ البحرية «الإسرائيليّة» تصنّف الحدود البحرية مع لبنان بأنّها نقطة ضعف عمليّاتية، حيث يتدرّب عناصر حزب الله على استغلالها للتسلّل حيث الحزب يستند إلى قدرات قتالية عالية، نتيجة الثقة الكبيرة بالنفس التي راكمها نتيجة دوره المكثّف في القتال على الأراضي السورية.
وتحدّث الموقع عن أنّ «سلاح البحرية «الإسرائيلي» يستعدّ لاحتمال تسلّل غوّاصين من حزب الله سرّاً إلى شواطئ شمال مستوطنة نهاريا، بهدف تنفيذ هجوم ضخم، عبر إطلاق صواريخ ضدّ الدروع من الشاطئ اللبناني باتجاه بحرية العدو، فضلاً عن صليات مكثّفة من قذائف الهاون».
المعلومات السابق ذكرها كانت كفيلة برفع درجة الخوف لدى المستوطنين، لا سيّما أولئك المتواجدين في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلّة وفي منطقة رأس الناقورة تحديداً، والتي يعتبرها الكيان الصهيوني خاصرة رخوة قد تتحوّل في أيّة لحظة إلى ثغرة تستخدمها المقاومة في تنفيذ عمل أمنيّ ما ضدّ قوّاته المتواجدة في هذه المنطقة الحدودية. ومن هنا، كان العمل منذ ما بعد عدوان تموز 2006 على تمتين هذه المنطقة الحدوديّة الحسّاسة، لكنّ المخاوف الأمنيّة لا تزال قائمة بشكل كبير، الأمر الذي استدعى رفع مستوى التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية الصهيونية المتواجدة في المنطقة.
في سياقٍ متصل، وإضافة إلى ما ذكره موقع «يديعوت أحرونوت»، كشف موقع «والاه» العبري أنّ حزب الله تمكّن إلى جانب القدرات الجويّة التي بات يمتلكها من إنشاء وحدات بحرية تتعاظم قوّتها بعيداً عن الأضواء، وفي ظلّ تكتّم شديد بهدف إخفاء قدراته على الحلبة البحرية، وأعاد الموقع العبري التذكير بصواريخ C-802 التي استُخدمت بشكل مفاجئ في العام 2006 بواسطة الوحدة البحرية التابعة لحزب الله، والتي أصابت آنذاك سفينة الصواريخ «حانيت» التابعة لسلاح البحر «الإسرائيلي».
في الخلاصة، بات واضحاً أنّ الخوف «الإسرائيلي» الذي كان مقتصراً على المواجهة البريّة مع المقاومة تعدّاه إلى الجو، بعدما أثبتت المقاومة امتلاكها لطائرات من دون طيار قادرة على اختراق خطوط العدو الخلفيّة والحصول على معلومات دقيقة من جهة، وتنفيذ عمليات أمنية من جهةٍ ثانية. وفي الوقت الذي لا يزال كلام السيد نصرالله عن معادلة الرّدع الجديدة عبر الحديث عن استهداف «مفاعل ديمونا وحافلات الأمونيا» يتفاعل في الأوساط الصهيونية، جاء حديث الإعلام العبري عن قوّة حزب الله البحرية ليعمّق مستوى الرعب «الإسرائيلي» من أيّة مواجهة قادمة. ومن هنا، بات المستوطنون يدركون بطريقة أو بأخرى أنّ الحرب المقبلة ستكون شاملة بكلّ ما للكلمة من معنى، برّاً وجواً، ومؤخّراً بحراً استناداً إلى كلام الصحافة العبريّة نفسها.