دي ميستورا ينتظر توحيد وفد المعارضة وردود المتفاوضين على جدول الأعمال
لا تبدو هناك انفراجات في المباحثات التي تُجريها الحكومة السورية مع الوفود المتواجدة في جنيف، مع استمرار وضع ممثّلي «منصّة الرياض» الـ22 شروطاً غير مقبولة سوريّاً ومن قِبل المبعوث الدولي إلى سورية، وتمّ الإعلان عن رفضها مراراً لجهة الحكم السياسي. وقد بدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا لقاءات ثنائيّة مع الوفود المشاركة في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف 4. لقاءات اليوم الثاني هدفها التحضير لبدء النقاشات حول البنود المطروحة على طاولة البحث في المفاوضات غير المباشرة التي تجريها الحكومة السورية مع «وفود المعارضة».
وتواصلت أمس، الجولة الرابعة من محادثات جنيف حول سورية لليوم الثاني، حيث عقدت لقاءات ثنائيّة بين الوفود المشاركة والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، الذي كان وصف المفاوضات بالصعبة، محمّلاً كلّ الأطراف مسؤولية الدمار وإراقة المزيد من الدماء في حال فشلها.
واستهلّ دي ميستورا اليوم الثاني بلقاء وفد الحكومة السورية برئاسة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي قال عقب الاجتماع إنّ النقاش تركّز على شكل المحادثات، وإنّ الوفد تسلّم من دي ميستورا ورقة سيناقشها ثمّ يبلغه الردّ في الجلسة المقبلة، والتي سيتمّ تحديد موعدها عبر القنوات المعتادة. وبعد وفد الحكومة، التقى دي ميستورا وفود المعارضة تباعاً، علماً أنّ كلّ هذه اللقاءات الثنائيّة تبقى في إطار التحضيرات للمحادثات، بحيث إنّها لن تدخل في تفاصيل البنود الثلاثة التي وضعها دي ميستورا على طاولة المباحثات، والمتعلّقة بالقرار الدولي 2254 بما فيها مسألة الحكومة وإعداد دستور جديد وإجراء الانتخابات على أساس هذا الدستور.
من جهته، أكّد عضو وفد «منصّة موسكو» إلى محادثات جنيف يوسف سلمان، أنّه «نحن مع تشكيل وفد واحد للمعارضة، وليس موحّداً»، مشيراً إلى أنّ «هناك من يسعى لدمج وفد المعارضة»، وهو ما ترفضه المنصّة.
وقال سلمان، إنّ وفد الرياض «قدّم مقترحات غير منطقيّة بشأن تشكيل وفد واحد للمعارضة»، مضيفاً أنّه «للمرّة الأولى نلمس موقفاً واضحاً وإيجابياً من قِبل الأمم المتحدة حيالنا».
من جهته، أعلن نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا للمعارضة منصّة الرياض ، عن أنّ الأمم المتحدة سلّمت الوفد ورقة عمل بشأن القضايا الإجرائيّة والأفكار المتعلّقة بالانتقال السياسي. وأضاف عقب محادثات مع دي ميستورا، والتي استمرّت نحو ساعتين، «طبعاً في توجد ورقة عن القضايا الإجرائيّة وبعض الأفكار للبدء في العملية السياسية.»
ميدانيّاً، أحبطت وحدات من الجيش السوري والقوات المسلّحة هجوماً لإرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» المرتبط بكيان العدو الصهيوني على حيّ المنشية بمنطقة درعا البلد، ودمّرت لهم عدداً من الآليّات والعربات المفخّخة.
وأفاد مصدر عسكري لوكالة «سانا»، بأنّ وحدات من الجيش «تصدّت لاعتداءات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على حيّ المنشيّة، وكبّدته خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد ودمّرت له عدداً من الآليّات والعربات المفخّخة».
الجيش يلاحق فلول «داعش» بريف تدمر الغربي
كما فرضت وحدات الجيش السوري العاملة بريف حمص الشرقي سيطرتها على مساحات جديدة شرق منطقة البيارات وباتجاه جبل الهيال الاستراتيجي بالريف الغربي لمدينة تدمر.
ودمّرت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة آخر تجمّعات إرهابيّي تنظيم «داعش» في منطقة صمامات أنابيب الغاز شرق البيارات لمسافة تزيد على 4 كم، لتصبح بذلك على بعد أقلّ من 7 كم عن مثلث مدينة تدمر الاستراتيجي.
وتُعدّ المنطقة المعروفة بمثلث تدمر نقطة انطلاق استراتيجية مهمّة باتجاه إحكام الطوق على إرهابيّي تنظيم «داعش» داخل مدينة تدمر، الذين يستهدفون بجرائم حقدهم كلّ شيء في المدينة بما فيها الآثار المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وإلى الجنوب من منطقة البيارات، واصلت وحدات الجيش عمليّاتها على اتجاه جبل الهيال الاستراتيجي وحقّقت تقدّماً كبيراً باتجاه السفوح الغربيّة للجبل، وسط انهيار كبير في صفوف إرهابيّي «داعش» الذين سقط بينهم العديد من القتلى والمصابين بنيران الجيش، بينما ولّى الباقون الأدبار باتجاه الشرق.
ومقتل جنديّين تركيّين وإصابة ثلاثة آخرين شمال سورية
قُتل جنديّان تركيّان وأصيب ثلاثة آخرون أمس، خلال عمليّات للقوات التركية التي تشنّ عدواناً على الأراضي السورية في شمال سورية.
ونقلت وسائل إعلام تركيّة عن جيش النظام التركي قوله في بيان، إنّ «انفجار عبوة ناسفة قرب منطقة الباب شمال سورية أسفر عن مقتل جنديّين وإصابة ثلاثة آخرين».
يُشار إلى أنّ النظام التركي شنّ عدواناً على الأراضي السورية في منطقة جرابلس ومحيطها بريف حلب في آب الماضي، متذرّعاً بحجج واهية عن محاربة الإرهاب الذي يرعاه ويدعمه في المنطقة لتحقيق مطامعه وأحلامه في إعادة إحياء السلطنة العثمانية، مستعيناً من خلال ذلك بحلفائه من التنظيمات الإرهابيّة بمختلف مسمّياتها.