البيئة… مشاكلها وعلاقتها بالإنسان… حلول وبدائل
د. خليل كاعين
1 ـ العلاقة بين الإنسان والبيئة
انّ البيئة بمفهومها العام هو الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان مؤثراً ومتأثراً. نعرف أنّ الإنسان منذ أن ظهر على سطح الأرض وهو يحاول جاهداً أن يستغلّ موارد بيئته الطبيعية بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية والكمالية والمتتبع لهذه العلاقة على المدى الزمني يرى أنها علاقة متباينة وتوصف بالدينامية.
لقد تغيّرت العلاقة بين الإنسان والبيئة مع ظهور الإنسان العاقل الذي امتلك القدرة على الكلام وبناء المساكن وصنع الآلات وأدوات الإنتاج وقام بتنظيم العمل الجماعي، وقد اختلف دوره عن باقي الكائنات الحية الأخرى لقيامه بعملية الإنتاج التي بدورها تؤدّي إلى ظهور علاقات جديدة بين الإنسان وبين البيئة، هذه العلاقات التي تزداد وتتعمّق نتيجة لتطوره العلمي والاجتماعي، فهو جزء من البيئة يتأثر ويؤثر فيها لكن تأثيره كان سلبياً أكثر مما هو إيجابي فهو يقوم بالاستغلال غير المحدود للموارد الطبيعية.
الاستنزاف الخطير لموارد الأرض بكثافة استغلال الموارد الطبيعية والذي يؤدّي إلى تعرّض هذه الموارد الطبيعية إلى عمليات استنزاف وتدمير بمعدلات تزيد عن قدرة الطبيعة على إنتاج هذه الموارد مما يؤدّي إلى تدمير في التربة والمياه والهواء وإلى تخريب في التنوّع البيولوجي والحيواني والنباتي.
الإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها ارتباطاً وثيقاً. لو اختلّ هذا الرباط اختلّت موازين البشر واعتلّت صحتهم وأصابتهم الأوجاع والأمراض المزمنة، لهذا فإنّ الحفاظ على البيئة هو حفظ للإنسان وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورثه من أسلافه مما زاد الرباط بين البيئة ونشاط الإنسان.
2 ـ مصادر تلوّث البيئة
الصناعة والثروة المعدنية، مصانع المنسوجات، مصانع الصلب والحديد والزهر، مصانع المطاط والكاوتشوك والبلاستيك، مصانع الخميرة وتخمير الشعير ومصانع المياه المعدنية، مصانع الإسمنت وأعمال الجير، المصانع التى تنتج الفواكه والخضراوات، أحواض بناء السفن الصلب، استخراج المعادن، أعمال المحركات وورش الماكينات.
الصناعات الكيميائية المتكاملة مثل مصانع السماد، ومصانع زيوت التشحيم ومصانع الكيماويات البترولية وإنتاج الأدوية ومصانع مواد الطلاء والصباغة ومصانع الصابون والمنظفات ومواد النظافة.
المصانع التى تقوم بتصنيع منتجات الأسماك، ورش الغلايات ومصانع المواسير، مصانع إنتاج واستنباط المبيدات الحشرية.
مشروعات التقنيات الكهربائية وتشمل الكابلات وورش البطاريات، تصنيع وتجميع العربات والسيارات، المدابغ التي تستخدم جلود الحيوانات.
مصانع الحراريات مثل صناعة الطوب والبلاط والسيراميك، أعمال صباغة المنسوجات، المشروعات الخاصة بصناعة البورسلين والخزف ومسابك الرصاص. صناعة الأفلام وأوراق التصوير الفوتوغرافي، معامل تحميض الصور الفوتوغرافية، منشآت تكرير الزيوت النباتية ومعالجات أخرى لها.
مصانع الصمغ والغراء، صناعة الزجاج، تعبئة وتغليف الكيماويات السائلة والصلبة والمنتجات، مصانع إنتاج لبّ الورق ومصانع الورق والكرتون. المجازر الخاصة بذبح الحيوانات، مصانع تكرير السكر. التلوث الضوضائي.
3 ـ أسباب اختلال التوازن البيئي
للحديث عن أسباب اختلال التوازن البيئي لا بدّ من التعرّف إلى مكونات النظام البيئي وهي العناصر غير الحية كالماء والهواء والتربة والمعادن والعناصر الحية المنتجة كالكائنات الحية النباتية والتي تصنع غذاءها بنفسها من عناصر غير حية إضافة للعناصر الحية المستهلكة كالحيوانات العشبية واللاحمة والإنسان والمحللات وهي التي تقوم بتحليل المواد العضوية الى مواد يسهل امتصاصها وتتضمّن البكتيريا والفطريات.
إنّ التغيّر في الظروف الطبيعية يؤدّي الى اختفاء بعض الكائنات الحية وظهور كائنات أخرى، مما يؤدي الى اختلال في التوازن والذي يأخذ فترة زمنية قد تطول أو تقصر حتى يحدث توازن جديد وأكبر دليل على ذلك هو اختفاء الزواحف الضخمة نتيجة لاختلاف الظروف الطبيعية للبيئة في العصور الوسطى مما أدّى الى انقراضها فاختلت البيئة ثم عادت الى حالة التوازن في إطار الظروف الجديدة. بعد ذلك فإنّ محاولات نقل كائنات حية من مكان الى آخر والقضاء على بعض الأحياء يؤدي الى اختلال في توازن النظام البيئي.
4 ـ الاحتباس الحراري
يعتبر ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي من آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض والاحتباس الحراري. وقد رجّح العلماء أنه إذا استمرّ فإنّ ذلك سيؤدّي إلى إغراق كثير من المدن الساحلية عالمياً وسيؤدّي إلى تغيّر المناخ العالمي وتصحّر مساحات شاسعة في الأرض.
وقال علماء وخبراء المناخ في حماية البيئة إنّ أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعوادم السيارات هي السبب في ارتفاع درجة حرارة الكون. وإنّ غازات الاحتباس الحراري من ثانيأ الكربون وغاز الميثان تتراكم في غلاف الأرض بسبب أنشطة الإنسان مما يتسبّب في ارتفاع المتوسط العالمي لحرارة جو سطح الأرض وحرارة المحيطات تحت السطح.
ومن المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر 48 سم وذلك سيهدّد المباني والطرق وخطوط الكهرباء وغيرها من البنية التحتية في المناطق ذات الحساسية المناخية، وارتفاع مستوى البحر بنسب عالية يمكن أن يغمر حي مانهاتن في نيويورك بالماء حتى شارع وول ستريت، وتعتبر أميركا أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان، والتي أثبت أنها السبب الأساسي للغازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري، حيث تنبعث الغازات من مصانع الطاقة والسيارات وصناعات أخرى.
شهد العالم أكبر موجة حرارية في تاريخ الأرض خلال العقود الماضية حيث زادت درجة حرارتها 6 درجات مئوية، وهذا يدلّ على أنّ هناك تغيّراً كبيراً في المناخ خطير جداً وذو عواقب سيئة، فلقد ظهرت الفيضانات والجفاف والتصحر والمجاعات وحرائق الغابات، مما أزعج علماء وزعماء العالم حيث عقدوا المؤتمرات للحدّ من هذه الإحتباس الحراري الذي أصبح مشكلة تؤرق الضمير العالمي وتصيب بالهلع، وهذا يعني أنّ الأرض ستملأها الفيضانات والكوارث البيئية والأوبئة والأمراض المعدية، وفي هذا السيناريو البيئي نجد أنّ المتهم الأول هو غاز ثاني أكسيد الكربون الذي أصبح خطراً يهدّد مستقبل الأرض، وهذا ما خلّفه الإنسان بسبب إفراطه في إحراق النفط والفحم والخشب والقش ومخلفات المحاصيل الزراعية مما زاد معدل الكربون في الجو، كما أنّ اجتثاث أشجار الغابات وانتشار التصحر قلّل الخضرة النباتية التي تنتج الأوكسيجن وتمتصّ غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وزاد من تركيزه.
5 ـ التلوّث الضوضائي
يعتبر التلوث الضوضائي أحد أشكال التلوث الذي يتعرّض له الإنسان وخاصة سكان المدن الكبيرة وعمال المصانع والمطارات وذلك بسبب التطور الكبير في إنتاج وصناعة السيارات والآلات والمحركات. لذا من الصعب ان ينعم الإنسان بالراحة والهدوء على الرغم من احتياجنا لتلك الآلات في حياتنا الحديثة.
طرق مواجهة التلوث الضوضائي:
توجد العديد من الطرق الفعّالة والعمليّة التي يُمكن إيجازها لخفض مستويات الصوت بالمنزل. ولذلك يجب وضع قواعد ليتبعها الأطفال والبالغون والعمال والحكومات ومن طرق الحدّ من التلوث الضوضائي.
بالنسبة للأطفال، يفضّل توعية الطفل لتجنّب استخدام اللعب التي تحدث أصواتاً عالية وعدم استخدامها بالقرب من أذنه. وبالنسبة للعمال يفضل ارتداء سدادات الأذن عند استخدام الأدوات في الورش والمصانع او استخدام آلة جز العشب أو ماكينات اخرى تسبب التلوث الضوضائي. ايضاً يجب الإصلاح المستمرّ للمكائن التي توجد بالمصانع. وبهذه الخطوة من الممكن أن يقلل او يُعدم الضوضاء، مع تشديد المراقبة على الصناعات وتعديل العمليات للسيطرة على الضوضاء أثناء إصدار وتجديد رخص العمل.
كما وتعتبر النباتات من أهمّ الطرق لامتصاص التلوث الضوضائي. انّ زراعة الأشجار على طول الطرق أو الشوارع العالية يساعد في تخفيض الضوضاء في المدن والبلدات، ومحاولة إبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر الضجيج وكذلك إبعاد المطارات والمدن والمناطق الآهلة بالسكان مسافة لا تقلّ عن 30 كم. كما يجب أن تكون خطوط السكة الحديدية والطرق السريعة بعيدة عن المناطق السكنية قدر الامكان.
… وللحدّ من التلوث الضوضائي:
ـ العمل على التقليل من استعمال طرق النقل الخاصة والإتجاه الى النقل العام.
ـ الحدّ من استخدام أجهزة التنبيه في المدن وضرورة إقامة عوازل صوت حول المباني المنتجه لتقلل من شدة الضوضاء.
ـ الحدّ من إقامة المصانع ومحطات توليد الطاقة بالقرب من التجمعات السكانية.
ـ استخدام سدادات قطنية للعاملين في المصانع الرئيسة في الضوضاء.
6 ـ الوقاية من التلوث البيئي
تلوث الهواء: بما أنّ الكبريت المسؤول الرئيسي عن التلوث بأكاسيد الكبريت، فيجب علينا انتزاعه بصورة كاملة، ولأنّ هذه العملية مكلفة، موجود في الوقود والفحم والبترول المستخدم في الصناعة فينصح بالتقليل من نسبة وجوده، التقليل من الغازات والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع كمخلفات كيميائية بإيجاد طرق إنتاج محكمة الغلق، كما ينصح باستخدام وسائل عديدة لتجميع الجسيمات والغازات مثل استخدام المرسبات الكيميائية ومعدات الاحتراق الخاصة والأبراج واستخدام المرشحات.
اضافة إلى ذلك، البحث عن مصدر بديل للطاقة لا يستخدم فيه وقود يحتوي كميات كبيرة من الرصاص أو الكبريت، وربما يعتبر الغاز الطبيعي أقلّ مصادر الطاقة الحرارية تلوثاً. الكشف الدوري على السيارات المستخدمة واستبعاد التالف منها. إدخال التحسينات والتعديلات في تصميم محركات السيارات. الاستمرار في برنامج التشجير الواسع النطاق حول المدن الكبرى. الاتفاق مع الدول المصنّعة للسيارات بحيث يوضع جهاز يقلل من هذه العوادم، وذلك قبل الشروع في استيراد السيارات.
تلوث الماء
وضع المواصفات الدقيقة للسفن المسموح لها بدخول الموانئ بما يتعلق بصرف مخلفات الزيوت، وتحميلها مسؤولية خلالها بقواعد حماية البحر، مراقبة تلوث ماء البحر بصورة منتظمة، وخاصة القريبة بمصبات التفريغ من المصانع، إقامة المحميات البحرية على الشاطئ، وفي مناطق تضمّ أدق الكائنات البحرية الحية في العالم. بالنسبة للتلوث النفطي تستخدم وسائل عديدة منها استخدام المذيبات الكمياوية لترسيب النفط في قاع البحر أو المحيطات. ويستخدم هذا الأسلوب في حالة انسكاب النفط بكميات كبيرة بالقرب من الشواطئ ويخشى من خطر الحريق. بالنسبة لمياه المجاري الصحية فإنّ الأمر يقتضي عدم إلقاء هذه المياه في المسطحات البحرية قبل معالجتها.
كما يعتبر تلوث التربة السبب الأبرز لتلوث المياه. فالتربة هي بمثابة المصفاة لمياه الأمطار قبل تخزينها في باطن الأرض لتخرج في ما بعد عبر الينابيع والأنهر. كما للمياه المبتذلة والصرف الصحي السبب المباشر لتلوث المياه، فيجب العمل على حصر هذه المياه الملوثة حسب المواصفات البيئية المعتمدة في اماكن بعيدة عن مصادر الينابيع والأنهر.
لذا يجب معالجة المياه العذبة قبل الشروع في استعمالها وخاصة مياه الشرب التي قد تسبّب الكثير من الأمراض المزمنة والمميتة. كما يجب العمل على المراقبة الصحية للمياه التي تباع والتأكد من إعطاء التراخيص من قبل وزارة الصحة المعنية مباشرة بصحة الناس. وعليها إعطاء التوجيهات الدائمة وتوعية الناس لحسن استعمال المياه ومحاسبة المخلين بالقوانين وللمواصفات.
الضوضاء:
وضع قيود للحدّ الأقصى للضوضاء الناجمة عن السيارات بأنواعها والمسموح بها في شوارع المدن كما هو متبع في بعض الدول المتقدمة، تطبيق نظام منح شهادة ضوضاء للطائرات الجديدة، مراعاة إنشاء المطارات الجديدة وخاصة للطائرات الأسرع من الصوت بعيداً عن المدن بمسافة كافية، عدم منح رخص للمصانع التي تصدر ضوضاء لتقام داخل المناطق السكنية، ويكون هناك مناطق صناعية خارج المدن، الاعتناء بالتشجير وخاصة في الشوارع المزدحمة بوسائل المواصلات، وكذلك العمل على زيادة مساحة الحدائق والمتنزهات العامة داخل المدن.
تلوث التربة
التوسع في زراعة الأشجار حول الحقول وعلى ضفاف البحيرات والقنوات والمصارف وعلى الطرق الزراعية. يجب التريث في استخدام المبيدات الزراعية تريثا كبيراً، يجب عمل الدراسة الوافية قبل التوسع باستخدام الأسمدة الكيماوية بأنواعها، يجب العناية بدراسة مشاكل الري والصرف، والتي لها آثار كبيرة في حالة التربة الزراعية وما ينتج عنها من آثار سلبية كبيرة تسبب بتلوث المياه كما أشرنا سابقاً.
7 ـ النفايات الصلبة
يشهد كوكبنا الأرضي زيادة سريعة في حجم وتنويع منتجات النفايات الصلبة، نتيجة النمو الاقتصادي والحضاري والتصنيع وأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة، مما يخلف آثاراً عالمية خطيرة على الموارد الطبيعية والبيئية والصحة العامة والاقتصاديات المحلية وظروف العيش.
تتضمّن النفايات الصلبة، بصفة عامة، قمامة المصانع والنفايات العضوية وغير العضوية. وتشمل النفايات العضوية بقايا بعض مواد التغليف والتعبئة وعوادم الإنتاج العضوية التي لا نفع منها. وتشمل النفايات غير العضوية بعض مواد التغليف التعبئة ونفايات التشغيل غير العضوية وقليل من المنتجات الجانبية.
وقد اهتمّ القائمون على الصناعة في الآونة الأخيرة بإعادة استخدام النفايات الصناعية الصلبة. وهناك الكثير منها الذى يتولد منفرداً بكميات كبيرة ويصلح كمواد أولية في أنشطة صناعية أخرى. وقد يرى البعض في خليط النفايات الصناعية الصلبة المتولد عن صناعات مختلفة فائدة كبيرة في صناعته.
ولا يوصي المخططون بتطبيق منظومة إدارة النفايات البلدية الصلبة على كثير من النفايات الصناعية الصلبة، فقد يتطلب الأمر منظومة أخرى قادرة على التعامل مع تلك النوعيات من النفايات في إطار بيئي سليم، ولا سيما في مرحلة المعالجة والتصريف.
وفي كثير من الدول هناك حفر ردم صحي مخصصة للنفايات الصناعية الصلبة تراعى فيها احتياطات تكفل عدم تسرّب الملوثات إلى البيئة. ويندرج نفس المفهوم على محارق ترميد النفايات الصناعية الصلبة التي عادة ما تكون صغيرة الحجم وذات مواصفات تلبّي متطلبات الأمن البيئي.
إعادة تدوير النفايات الصلبة
تشكل النفايات الصلبة مشكلة بيئية قائمة بذاتها، لأنها تؤدي إلى تلوث البيئة إذا لم يتمّ إعادة تدويرها والاستفادة منها بدلاً من أن ترمى بشكل عشوائي كما يحصل عندنا حالياً. حيث ترمى القمامة على جوانب الطرق الرئيسية والفرعية، وعلى شاطئ البحر، وكذلك في الأراضي الزراعية، أو أن تنقل إلى مكبّ عام للقمامة ليتمّ تجميعها ومن ثم طمرها دون معالجة، ولقد لجأت بعض الدول إلى استخدام أساليب تقنية حديثة للاستفادة من النفايا الصلبة.
عن أسلوب إعادة تدوير النفايات وأهميتها البيئية فإنه من الممكن الاستفادة من النفايات، حيث انّ الدول المتقدمة تستخدم أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات استخدام المخلفات وإعادة تدويرها من خلال الاستفادة من المخلفات المنزلية بتحويلها إلى سماد عضوي ذي جودة عالية والاستفادة من المخلفات الصلبة بواسطة الفرز الجاف.
وتتوفر عدة طرق لاسترجاع المواد المفيدة من النفايات الصلبة وإعادة الاستفادة منها، ومن هذه الطرق الفرز المغناطيسي والفرز الهوائي وكذلك يتمّ عزل النفايات حسب مكوناتها لإعادة تصنيعها بعد كبسها ويمكن الإستفادة من فضلات الشحوم في صناعة الصابون والشموع ومن قطع الأثاث المنزلي ذات الحجم الكبير في إعادة استخدامه ونقله من قبل شركات متخصصة، وتواجه عملية استرجاع المواد من النفايات مشكلتين رئيسيتين: هما تفضيل استخدام المواد الخام على المسترجعة وارتفاع كلفة فصل وتجميع ونقل ومعالجة المواد المسترجعة. وأحياناً يتمّ إعادة استعمال النفايات دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيراتها الصحية.
فرز وفصل النفايات
إنّ فصل المواد من المصدر له فوائد أهمّا أنّ المواد تبقى نظيفة وغير مختلطة وهو أمر يتطلب تعاون السكان، ومن المواد التي يمكن فصلها من المصدر: الورق، العبوات الزجاجية، اللدائن المواد البلاستسكية والمطاط وغيره من المصادر. وتتمّ عملية الفصل عادة في مصنع فرز النفايات حيث يتمّ فيه فرز النفايات المخلوطة قبل إرسال كلّ مادة مفروزة إلى مصانع الإنتاج، بالنسبة للزجاج والورق والألمنيوم، أو إلى مصانع التدوير بالنسبة للسماد العضوي واللدائن بأنواعها. وهناك نفايات منزلية يتمّ فرزها، لكونها نفايات خطرة كالبطاريات والأصباغ، ويتمّ جمعها من المصدر أو نقلها إلى مواقع جمع النفايات المنزلية الخطرة وهذه النفايات ليست لها علاقة بالنفايات الصناعية الخطرة.
عملية التدوير:
انّ عملية تدوير النفايات الصلبة مترابطة . يمكن تعريف التدوير بأنه عدة عمليات مترابطة بعضها ببعض، تبدأ بتجميع المواد التي بالإمكان تدويرها ومن ثم فرزها حسب أنواعها، لتصبح كمواد خام صالحة للتصنيع، ليتمّ تحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام. وأهمّ النفايات القابلة للتدوير الحديد والألمنيوم والورق والزجاج والخشب. والتدوير يؤدّي إلى التقليل من اعتماد المصانع على المواد الطبيعية، كخامات أساسية لمنتجاتها، مما يؤدّي بالتالي إلى التقليل من استنزاف تلك المواد الطبيعية. ومن الفوائد البيئية والاقتصادية لتدوير النفايات نذكر التقليل من تلوث البيئة نتيجة التخلص من النفايات عن طريق الدفن أو الحرق، المحافظة على المواد الطبيعية، تقليل الإعتماد على استيراد المواد الأولية، توفير فرص صناعية جديدة، توفير فرص عمالة جديدة وتوفير في الطاقة.
والأساليب الجيدة في التجميع لغرض التدوير هي إنشاء مراكز تجميع بالأحياء السكنية، ووضع حاويات تجميع بالقرب من المراكز التجارية، وإلزام المطاعم والمراكز الأخرى بإرسال المواد بعد فرزها لأقرب مركز تجميع. وتقليل النفايات يعني تخفيض كمية النفايات من المصدر بينما تدوير النفايات هو استعمال النفايات بدل المواد الخام في مصانع الإنتاج. وكلتا الحالتين تقللان النفايات الذاهبة إلى مواقع الدفن وبالتالي الادّخار المادي وتوفير الطاقة وعلب الألمنيوم، مثلاً يمكن إعادة تدويرها عدة مرات.
ويتطلب تدوير النفايات الصلبة التعاون الوثيق بين مختلف أصحاب المصلحة، حكومات ومجتمع مدني وقطاع خاص وسلطات محلية ومنظومة الأمم المتحدة وفق تعاون وثيق وتطوير للشراكات، وتبادل للتجارب ونقل للتكنولوجيا المتطورة عبر إشراك القطاع الخاص في تقديم خدمات إدارة النفايات والاستثمار في البنية التحتية.
استرداد الطاقة:
إنّ الحصول على الطاقة من النفايات هدف اقتصادي مهم، فضلاً عن التخفيض في حجم النفايات، وتعتمد كمية الطاقة الناتجة عن مكونات النفايات ونسبة الرطوبة والطاقة الحرارية الكامنة. وتتراوح نسبة المواد القابلة للاحتراق في النفايات بين 70 80 من وزن النفايات، وعادة تستخدم طاقة النفايات لأغراض التسخين وتوليد الكهرباء كما هو متبع في الدول الاسكندنافية.
إنّ إعادة تصنيع النفايات يعتبر الحلّ الأمثل للتخلص من النفايات بيئياً، ويعود بالنفع الاقتصادي عند توفر رأس المال والتكنولوجيا والأيدي العاملة المدرّبة، ومن فوائد تدوير النفايات بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة من التلوث هو تخفيض ميزانية عقود النظافة وخلق فرص استثمارية بسبب توفر المواد الخام وإحلال بعض المنتجات البديلة كإحلال منتجات اللدائن بدل منتجات الخشب مثلاً.
إنّ معظم تكاليف تشغيل برنامج الفرز من المصدر ناتجة عن تجميع النفايات المفروزة وتشغيل مركز الفرز، وأهمّ فائدة للفرز من المصدر هي الحصول على نتائج جيدة، وأسعارها عالية نسبياً في سوق المكاتب والكرتون والزجاج والمطاط. ويحتاج الفرز من المصدر إلى كلفة أقلّ من رأس المال الذي يستخدم لإنشاء مخزن لتجميع النفايات المفروزة. وطريقة الفرز من المصدر مناسبة للتجمعات السكانية البعيدة عن مواقع الفرز المركزية، وهي أكثر الطرق اقتصادية ومفضلة للبلديات، لأنها لا تحتاج إلى نقل النفايات ودفنها في مواقع الدفن. ولكن تحتاج البلديات إلى مشاركة فاعلة من قبل المجتمع وإيجاد أسواق مستهلكة لهذه المواد بشكل مستمرّ. لذلك فهذه الطريقة تحتاج إلى تعاون الجمهور لإنجاحها، ولقد تبيّن أنّ أكثر الناس رغبة للفرز من المصدر هم المتأثرون سلبياً من المدافن الصحية، وخاصة من أجل تنمية إيكولوجية سليمة ومستدامة في جميع البلدان.
8 ـ المسؤول الأول عن تلوّث البيئة؟
ـ النفايات الطبية، نفايات المستشفيات الكيميائية والجرثومية السائلة لا نعرف اين تُرمى في البحر؟ والمواد النووية. انها مسؤولية وزارة الصحة وعلى عاتقها العمل على التنسيق. فمعالجة نفايات المستشفيات وغالباً ما يتمّ حرقها مما يتسبّب في تلوث الهواء، وللعلم هذه أخطر انواع النفايات، وينتج عنها مادة الداكسين وهي عبارة عن 75 مادة عضوية متطايرة مسؤولة مباشرة عن امراض السرطان.
ـ الإشعاعات الناجمة عن الأسلحة التي استعملت خلال الحروب منذ عقود. انّ مناطق عدة قد تعاني من تلوثات إشعاعية مستمرة ويجب العمل على تنظيف وتطهير مصادر الإشعاع التي رميت على الناس الأبرياء خلال الحروب. انها أيضاً مسؤولية وزارة الصحة.
ـ نفايات الصرف الصحي وشبكة الأمطار والمخلفات السائلة الصناعية فهي مسؤولة وزارة الاشغال.
ـ المخلفات المنزلية والنفايات. يجب العمل على إيجاد إدارة للنفايات تعمل على منع إلقائها على الطرق والعمل على تدويرها، إنها مسؤؤلية الهيئة العامة للبيئة والبلديات.
ـ التلوث الضوضائي: يجب إصدار التشريعات اللازمة وتطبيقها بحزم لمنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها وإيقاف تلك المصدرة للأصوات العالية. ومنع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في شوارع المدينة والمقاهي والمحلات العامة على سبيل المثال من الساعة 10 مساء لغاية الساعة 5 فجراً، ونشر الوعي وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ببيان أخطار هذا التلوث الضوضائي على الصحة البشرية بحيث يدرك المرء انّ الفضاء الصوتي ليس ملكاً شخصياً. هذه مسؤؤلية البلديات والحكومات.
9 ـ البدائل: الطاقة المتجددة
هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدّد أو التي لا يمكن ان تنفذ الطاقة المستدامة . ومصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهرياً عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم والغاز الطبيعي، أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطاقة المتجددة في العادة مخلفات كثاني أكسيد الكربون أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الإنحباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضارة الناتجة من مفاعلات القوى النووية.
وتنتج الطاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمدّ والجزر أو من حرارة الأرض الباطنية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت. إلا أنّ تلك الأخيرة لها مخلفات تعمل على زيادة الانحباس الحراري.
الطاقة الشمسية:
الطاقة الشمسية هي الطاقة الصادرة من الشمس يعني هي الضوء المنبعث منه، فالطاقة الشمسية هي الطاقة الأمّ فوق كوكبنا، حيث تنبعث من أشعتها كلّ الطاقات المذكورة سابقاً لأنها تسيّر كلّ ماكينات الأرض بتسخين الجو المحيط واليابسة وتولد الرياح وتصريفها، وتدفع دورة تدوير المياه، وتدفئ المحيطات، وتنمي النباتات وتطعم الحيوانات. ومع الزمن تكون الوقود الإحفوري في باطن الأرض. وهذه الطاقة يمكن تحويلها مباشرة أو بطرق غير مباشرة إلى حرارة وبرودة وكهرباء وقوة محركة. تعتبر أشعة الشمس أشعة كهرومغناطيسية، وطيفها المرئي يشكل 49 منها، والغير مرئي منها يسمّى بالأشعة الفوق البنفسجية، ويشكل 2 ، والأشعة تحت الحمراء.
الطاقة الشمسية تختلف حسب حركتها وبعدها عن الأرض، فتختلف كثافة أشعة الشمس وشدّتها فوق خريطة الأرض حسب فصول السنة فوق نصفي الكرة الأرضية وبعدها عن الأرض وميولها ووضعها فوق المواقع الجغرافية طوال النهار أو خلال السنة، وحسب كثافة السحب التي تحجبها، لأنها تقلل أو تتحكم في كمية الأشعة التي تصل لليابسة، عكس السماء الصحوة الخالية من السحب أو الأدخنة. وأشعة الشمس تسقط على الجدران والنوافذ واليابسة والبنايات والمياه التي تمتص الأشعة وتخزنها في كتلة مادة حرارية. هذه الحرارة المخزونة تشعّ بعد ذلك داخل المباني. تعتبر هذه الكتلة الحرارية نظام تسخين شمسي ويقوم بنفس وظيفة البطاريات في نظام كهربائي شمسي الفولتية الضوئية. فكلاهما يختزن حرارة الشمس لتستعمل في ما بعد.
والمهم معرفة أنّ الأسطح الغامقة تمتص الحرارة ولا تعكسها كثيراً، لهذا تسخن. عكس الأسطح الفاتحة التي تعكس حرارة الشمس، لهذا لا تسخن. والحرارة تنتقل بثلاث طرق، إما بالتوصيل من خلال مواد صلبة، أو بالحمل من خلال الغازات أو السوائل أو بالإشعاع. من هنا نجد الحاجة لانتقال الحرارة بصفة عامة لنوعية المادة الحرارية التي ستختزنه، لتوفير الطاقة وتكاليفها. لهذا توجد عدة مبادئ يتبعها المصمّمون لمشروعات الطاقة الشمسية، من بينها قدرة المواد الحرارية المختارة لتجميع وتخزين الطاقة الشمسية حتى في تصميم المباني واختيار مواد بنائها حسب مناطقها المناخية سواء في المناطق الحارة أو المعتادة أو الباردة. كما يكونون على بينة بمساقط الشمس علي المبني والبيئة من حوله كقربه من المياه واتجاه الريح والخضرة ونوع التربة، والكتلة الحرارية التي تشمل الأسقف والجدران وخزانات الماء. كلّ هذه الاعتبارات لها أهميتها في امتصاص الحرارة أثناء النهار وتسرّبها أثناء الليل.