عائلات وفاعليات عين دارة تدعو إلى فتح حوارٍ مع بيار فتوش
أحمد موسى
عقد وجهاء وممثلو العائلات في بلدة عين دارة اجتماعاً بحثوا خلاله موضوع المقالع والكسارات والمجمع الصناعي الذي بدأ بيار فتوش بإقامته في جرود عين دارة ـ ضهر البيدر، وتوقفوا عند الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها البلدية وكذلك عند التصريحات غير المسؤولة التي تطلق عبر وسائل الإعلام وما يرافقها من تحريض وافتراء واعتصامات ومواجهات ومظاهر مسلحة لا أحد يعرف نتائجها.
ورأى المجتمعون «أنّ موضوع المجمع الصناعي والكسارات الموجودة في النطاق العقاري للبلدة هو موضوع معقد وشائك تتداخل فيه حسابات اقتصادية ومالية وسياسية وطائفية، وبالتالي من الخطأ بحقّ عين دارة وتاريخها ومستقبلها معالجته عبر استعراضات إعلامية لا يمكن أن تؤدّي إلا إلى كوارث تطال كل أبناء البلدة».
وذكّروا بمعاناة أهالي عين دارة خلال السنوات الماضية من استغلال المرامل في مناطق قريبة جداً من منازلهم، «بحيث لم تنفع كلّ النداءات والمناشدات في وضع حدّ لها، لأن الحمايات السياسية كانت أقوى حيث سمح مؤخراً باستثمارها يومين أسبوعياً».
وأشار المجتمعون إلى «أنّ بعض الكسارات غير المرخصة تعتدي على مشاعات البلدة وتستغلها بغطاء سياسي واضح، والمؤسف أنّ الذين يثيرون موضوع الكسارات والتشويه الذي أحدثته في الجبال وأضرارها البيئية لا يذكرون في مداخلاتهم إلا كسارة السيد بيار فتوش، لأنهم لا يجرؤون على تسمية أصحاب الكسارات الأخرى خوفاً أو تواطؤاً أو لمنافع معينة. فهناك أكثر من 25 كسارة عاملة، فلماذا التركيز على واحدة فقط». وسألوا: «لماذا افتعال المشاكل مع السيد فتوش فقط وحصر كلّ الاتهامات به؟ ماذا تفعل الكسارات الأخرى؟ من هم أصحابها؟ من يحميهم؟ من يشاركهم الأرباح؟ هل يدفعون الرسوم المتوجبة عليهم؟ ولماذا لا تبادر السلطات المعنية وبلدية عين دارة وكل الغيارى على البلدة ومستقبلها إلى التوجه لأصحاب الكسارات غير المرخصة لتوقيفهم عن العمل؟».
أما بالنسبة الى موضوع المجمع الصناعي الذي بدأ بيار فتوش إقامته على أراض يملكها في النطاق العقاري للبلدة، وبترخيص من وزارة الصناعة ومن كلّ الوزارات والأدارات المعنية، دعت الفاعليات «إلى التعاطي مع هذا الموضوع بروية وهدوء وحكمة وعقلانية. فالحماس الذي تظهره بعض الأحزاب لمناصرة أهالي عين دارة وللدفاع عن البيئة والصحة والسلامة العامة، بدأ يثير القلق والخوف من أهداف مخفية ومخططات مشبوهة محضرة لبلدتنا. فالمسلحون الذين استُقدموا من خارج البلدة، وارتدى بعضهم لباس شرطة البلدية، وقاموا بقطع الطرقات وممارسة التعديات، يشوهون الصورة الحضارية المسالمة لعين دارة. وإننا نسأل مسؤولي هذه الأحزاب إذا كانت معامل الإسمنت أو معامل الموت كما يسمونها، تضرّ بالبيئة وتؤدي إلى أمراض قاتلة، فلماذا لا تبادرون إلى تنظيم المظاهرات والاعتصامات والتحركات لإقفال معامل الإسمنت العاملة حالياً في شكا وسبلين؟ ولماذا لا تتبنى أحزابكم شكاوى أهالي أقليم الخروب والكورة من الأضرار التي أحدثتها وتحدثها هذه المعامل؟ ولماذا تركز هذه الأحزاب جهودها ونفوذها وأموالها وعلاقاتها لمنع السيد بيار فتوش من إقامة معمل إسمنت يتمتع بمواصفات عالمية حديثة ويبعد 15 كيلومتراً عن المساكن؟ ألم يقرأ المعنيون تصريح معالي وزير البيئة طارق الخطيب بتاريخ 18/2/2017 عندما قال: «إنّ أكبر نسبة وفيات بالسرطان في لبنان هي من معمل سبلين في إقليم الخروب»؟
وختم المجتمعون لقاءهم بالدعوة إلى «التحرك السريع لوقف المتاجرة بسمعة وكرامة عين دارة، وتحويل أهلها إلى مجموعة عصابات تلجأ إلى العنف والقوة بدل الاحتكام إلى القانون، كاشفة عن تحركات غير سلمية يتم التحضير لها، «ولن نرضى أن يكون شبابنا وقوداً فيها لتحقيق مطامع معينة».
كما دعوا إلى «فتح حوار عقلاني هادىء بعيداً عن التحدي والمراجل، مع بيار فتوش للاطلاع منه على طبيعة المشروع الذي بدأ بإقامته، وعن فرص العمل التي سيوفرها لأبناء البلدة والجوار الذين تصل نسبة العاطلين عن العمل بينهم إلى 36 في المئة».