رزق: المجتمع اليمني وجد أنّ حركة أنصار الله تعبّر عن تطلعاته
وأكد الخبير في الشؤون اليمنية الإعلامي حميد رزق، من جهته، أنّ الحوثيين «هم جزء من المجتمع اليمني الذي ظلّ يرزح تحت نير التهميش والإقصاء والاستهداف الثقافي والأمني لعقود من الزمن». وقال: «منذ عقود من الزمن جاءت السعودية بنظام حكم بعد عام 1962، ومعروف أنّ السياسة السعودية تتكامل مع السياسة الأميركية حيث تعامل هذا النظام مع المجتمع اليمني الذي يتألف من تيارين ثقافيين هما الشافعي والزيدي بطريقة ظالمة، ونظرت السعودية إلى الزيدية التي كانت حاكمة على اعتبارها من مخلفات الماضي، فحاولت القضاء على هذين التيارين الموجودين، وجاءت بالمدّ الوهابي للقضاء على ثقافة المجتمع وفكره وهويته، فتحول النظام حينها إلى سفير للوهابية التكفيرية إلى أن جاء السيد حسين بدر الدين الحوثي مؤسس تيار أنصار الله وقام بنهضة دينية إسلامية وطنية صافية، وبدأ بنشر الثقافة التي ركزت على أنّ عدونا كإسلام وكعرب هو الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها «إسرائيل» وأنّ الأنظمة التي تمارس الظلم على شعوبها هي صنيعة الأميركيين، وحينها شعر النظام بحركة وحالة استثنائية متصاعدة وأصيلة وحاول أن يطفئ هذه الحركة في صعدة».
وتابع رزق: «إنّ أنصار الله هم جزء من المجتمع اليمني يعتزون بقيم الأصالة والانتماء والإسلام الحقيقي وليس بإسلام داعش والولايات المتحدة، وقد وجد المجتمع اليمني أنّ حركة أنصار الله تعبر عن تطلعاته».
وعن الجهة التي كانت تعمل على حجب الأنظار عن ما كان يجري في اليمن منذ سنوات، قال رزق: «أعتقد أنّ ذلك كان خطة لإظهار أنّ المنطقة الملتهبة هي في الشام وفلسطين، مع الحرص على إبقاء اليمن في الهامش ومحسوب في خانة المحور الأميركي». ولفت إلى أنّ «ما يميز حركة أنصار الله هو أنها عبارة عن مجتمع بنى نفسه وشقّ طريقه بجهود ذاتية، وكانت تشنّ عليها حروب قاسية، لا يعلم العالم بها، حتى أنّ الصورة لم تكن واضحة لحلفائنا كإيران وهي دولة شقيقة ونعتز بتحالفنا معها». ولفت إلى أنّ «الحركة خاضت معارك الدفاع عن وجودها في حين أنّ الإعلام المتصهين كان متآمراً والإعلام المستقل التابع لمحور المقاومة كان مشغولاً وتمكن هذا المجتمع أن ينتصر باستحقاقات ذاتية واحتضنته المناطق التي حصلت فيها مواجهات في صعدة وغيرها».
وفي ما يخصّ العلاقة مع إيران، أوضح رزق «أنّ الحوثيين لم يقايضوا على الموقف والمبدأ ولو قايضوا في كل الحروب التي خاضوها لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن ولو أنّ أميركا والسعودية جاءتا إلى قيادة أنصار الله وقالتا إذا كنتم تريدون المصالح والأموال فنحن المصالح والأموال، لما كنا تخلينا عن مبادئنا التي تتلخص بالدفاع عن قضايا أمتنا وشعوبنا ولا عن فلسطين القبلة الأولى للنضال، ولما غيرنا موقفنا من عدونا أميركا والصهيونية العالمية». وأضاف: «إخواننا هم من يجب أن ننصرهم وهم رجال المقاومة في فلسطين ولبنان ونفديهم بدمائنا، وهذا لا يعني أننا أتباع أو مجرد أوراق تدار في لعبة الشطرنج».
وعن مدى التشابه بين صعود وتطور حزب الله في لبنان وحركة أنصار الله في اليمن، اعتبر رزق «أنّ هناك من حاول الربط ما بين التظاهرات التي نظمها حزب الله والمعارضة اللبنانية حينها في لبنان ضدّ حكومة السنيورة، وبين حراك حركة أنصار الله في اليمن عام 2007، وقد ذهب هؤلاء إلى حدّ القول إنّ إيران هي التي حركتهم لإسقاط بيروت وصنعاء، وقد حاولوا أن يثبتوا أنّ إيران هي التي ترعى كل هذا». وأضاف: «أما عن تشبيهنا بحزب الله فهو أمر لا يحرجنا وهم تاج رؤوسنا ونعتز ونتمنى أن نشبههم ونستفيد من تجربتهم».