المحتوري: نسعى إلى إعادة السيادة إلى اليمن والكرامة إلى الشعب الذي لم يكن أولوية لدى النظام
وأكد الخبير علي المحتوري، بدوره، أنّ «الأبعاد الإنسانية والوطنية في الداخل اليمني هي أساس انطلاقة حركة أنصار الله»، لافتاً إلى أنّ «نظرة السيد بدر الدين الحوثي ومنذ أحداث 11 أيلول وشعار مكافحة الإرهاب التي حملته أميركا، تتجاوز الانتماءات والفئات لأنّ اليمنيين جرى سحق إنسانيتهم». وقال: «عندما أعلنت أميركا حربها على المنطقة بعد أحداث 11 أيلول بحجة محاربة الإرهاب، كانت لحظة تهديد أعلن عنها السيد بدر الدين الحوثي من اليمن أنها فرصة للنهوض وحصلت حروب عديدة مع النظام القائم حينها برئاسة علي عبدالله صالح وعلي الأحمر إلى أن حصلت الحرب الأخيرة في عام 2008 وحصل انهيار في الجسم العسكري».
ووصف المحتوري ما يسمى «الربيع العربي» بـ»الحريق العربي» حيث «انفجرت المنطقة بالكامل وقامت ثورة في صعدة ضدّ النظام وجاءت أحداث تونس ومصر لتؤكد أنّ المنطقة مرتبطة مع بعضها والشعوب تتفاعل وتؤثر وتتأثر في ما بينها».
وعن الجهة التي تقدم الأموال للحركة وتحولها من حركة تحمل مطالب سلمية إلى حمل السلاح، أوضح المحتوري «أنّ الحركة رأت نفسها منذ البداية مع نظام يريد أن يسحقها وليس لها من ينصرها إلا الله ولهذا سميت بأنصار الله». وقال: «منذ البداية لا توجد دولة وكنا نمنع من الخروج في تظاهرات، فقد كان محظوراً الخروج على نظام علي عبدالله صالح خصوصاً أنه وقع اتفاقية مكافحة الإرهاب مع أميركا وكان يهاجم من ومتى يشاء باسم مكافحة الإرهاب، لهذا كان يجب أن نتسلح، إضافة إلى أنّ المجتمع اليمني بطبيعته هو مجتمع مسلح. وقد حاول حينها السيد حسين الحوثي أن يحل الأمر مع علي عبدالله صالح لكن كان الغدر والخيانة في صلب سياسة صالح وذهب باتجاه الحرب وكان الدفاع عن النفس، ومن غباء صالح أنه وسع الحرب لتشمل كل الناس وكل المناطق وخدم الثورة من حيث لا يدري، بحيث أصبح كل من هو هاشمي هو حوثي ومن هو زيدي هو حوثي وكل صحافي هو حوثي وهذا ما دفع الناس للاقتناع بأنه لا بدّ من السلاح للدفاع عن النفس والفكر والثقافة». وأشار المحتوري إلى أنّ الأميركيين حاولوا إثارة الفتن بين اليمنيين من خلال انتشار السلاح لكنّ الشعب اليمني استطاع أن يلملم جراحه، ونبذ النزاعات التي يغذيها النظام، واجتمع أبناء الشعب على روحية واحدة على قاعدة أنّ العدو الواحد للأمة هو أميركا وحليفتها إسرائيل، وشدّدوا على التمسك بالقضية الفلسطينية، وما حصل في اليمن كان جواباً على نداء الفلسطينيين بعد كلّ حرب تشنّ عليهم من قبل العدو الإسرائيلي».
وعن تطلع الحوثيين لدور ما في الخليج أو نفوذ إقليمي، أكد المحتوري أنّ «السحق الذي تعرض له اليمنيون والهيمنة الأميركية على المنطقة ولّدا شيئاً جديداً في اليمن يجمع عوامل القوة ويتحرك إلى الأمام، والدور الذي نبحث عنه هو إعادة السيادة إلى البلد وتعريف الشعوب إلى القضية اليمنية والكرامة للمواطن اليمني واحترام العمال اليمنيين في الخليج وإقامة علاقة على قاعدة الاحترام المتبادل لأنّ الشعب لم يكن أولوية لدى النظام».
وحول استطاعة الحركة تطويق القوة العسكرية بقيادة علي محسن الأحمر، قال المحتوري: «علي محسن الأحمر هرب إلى السعودية أو قطر وقد أثار الكثير من المعارك أمام النهوض اليمني والرئيس عبد الهادي منصور لم يستطع أن ينفذ القرار الجمهوري بإبعاد علي الأحمر عن قيادة الفرق العسكرية بل جعله مستشاراً له وظهر أنه هو المهيمن على القرار لكنّ الشعب واجه علي محسن وأي تحدٍّ آخر».