عون: لا تغيير في صورة التمثيل من دون النسبية

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الوصول إلى اتفاق حول قانون الانتخابات هو «شغلنا الشاغل حالياً لأن من دونه لن نتمكن من تغيير صورة التمثيل الذي نريده نحن، ولا يمكن تحقيق هذا التغيير من دون النسبية، لأننا إذا كنا نسعى إلى تحقيق الاستقرار السياسي، فيجب أن يتمثل جميع اللبنانيين في المجلس النيابي، الأقلية منهم والأكثرية، بغضّ النظر عن الطوائف وحجمها، فيساهم بذلك الجميع في إدارة الوطن وحكمه. وعندئذ تتكوّن معارضة حقيقية، مرتكزها شعبي، على أن تكون متمثّلة بشعب له حضوره على الأرض، ولها الفعالية اللازمة، فيتحقق عندها التوازن في الحكم».

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله وفد «مؤتمر بيروت والساحل» العروبيّون المستقلون برئاسة كمال شاتيلا.

وتحدّث عون عن أهمية بلوغ المجتمع المدني البعيد عن الطائفية، لافتاً في هذا الإطار إلى «وجود من يطالب بضرورة إلغاء الطائفية السياسية، وقد أصبح هناك من يزايد على الآخر في هذه المسألة، لأن التدابير التدريجية التي يجب اتخاذها في المجتمع تبدأ بإعداد المجتمع الذي يعيش في ديموقراطية ضمن التعدد، ولكن للأسف لم تتخذ أية تدابير أو إجراءات في هذا السياق، وبقي النهج التربوي والسلوكي على حالهما».

وقال:» إننا نتطلع إلى التحرر من الفساد والمحسوبيات والخلل القائم في النظام، لكون الرئيس عون مصمماً على التغيير والإصلاح والتطوير، لأن نظامنا السياسي تمّ تزويره منذ العام 1992، عندما أنتجت الطبقة السياسية، أو معظمها، لنفسها، بالتفاهم مع قوى دولية وإقليمية، دستورها الخاص، وهو غير دستور الطائف الذي نصّ على المواطنة المتساوية والعدالة والمساواة بين الطوائف، وعلى عروبة لبنان ووحدته الكاملة، والتوازن الاجتماعي ورفع الحرمان في المناطق».

أضاف: «نحن اليوم أمام مفترق خطير، إذ هناك من يريد الإصلاح، ورئيس الجمهورية في طليعتهم، وهناك من لا يريده، لأننا أمام ازدواجية تجاه الدستور القائم ودستور الطبقة السياسية وليس دستور الطائف. وهذا ما يجب القضاء عليه، خصوصاً أن النظام القائم أفلس اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، كما دلّ على ذلك الحراك الشعبي بأنواعه كافة في السنوات الأخيرة.»

وأكد شاتيلا أهمية طرح الرئيس عون لاستفتاء شعبي حول قانون الانتخابات على أن يختار المواطن بين نظامين، الأكثري أو النسبي.»

ولفت الى «أهمية ما ورد في خطاب القسم حول تحرير مزارع شبعا المحتلة، كما ضرورة تطبيق الدستور».

ومن قصر بعبدا، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقائه الرئيس عون أن ما يهمّ رئيس الجمهورية هو الوصول إلى قانون انتخابات جديد، وأن «حزب القوات» مع الرئيس عون بعدم قبول إجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين. وشدد جعجع على أن «الأكثرية النيابية هي على اتفاق حول ضرورة وضع قانون انتخابي جديد، لكن المشكلة تبقى في شكل القانون الذي يجب اعتماده، والمشاورات في هذا المجال متواصلة.»

وأضاف: «في المنطق، لا يمكن لهذه المشاورات ألا تؤدي إلى نتيجة، فإذا وصلت إلى نوع من التوافق، كان به، وإذا لم تُوصل، أنا لا أرى مانعاً أبداً بأن نتوجه إلى المجلس النيابي باقتراحين أو ثلاثة أو أكثر، وعندها يؤدي المجلس دوره في هذا الإطار. ولا أرى أي حل آخر غير ذلك. إذ من غير المقبول أن لا نتوافق، أو أن لا ننزل إلى المجلس. لا يوجد أي بديل عن ذلك للقيام به.»

وشدّد على أن ما يهمّ فخامته هو الوصول إلى قانون انتخابات جديد، وإذا تم ذلك بالتفاهم والتوافق يكون جيداً، أما إذا لم نستطع تحقيق التوافق، فما العمل؟ نحن نقول إن الحل الديموقراطي يتمثل بالذهاب إلى مجلس النواب.»

وقال رداً على سؤال «بالنسبة إلينا: 60 مرة للتصويت في مجلس النواب ولا مرة واحدة لقانون الستين معدلاً او غير معدّل».

وتابع: هناك كتل نيابية عدّة متفهّمة جداً لضرورة تصويب التمثيل، لذلك هي تسير بالأمر بغض النظر عن مصالحها. فكتلة المستقبل مثلاً، في أي قانون جديد، ستخسر بعضاً من حجمها لكنها تدرك أنها ستربح تثبيت الاستقرار السياسي في البلد الذي هو مدخل لأي استقرار آخر. ونحن موقفنا واضح أننا مع القانون المختلط.»

وفي موضوع الكهرباء، لفت جعجع إلى أننا نطرح خصخصة إنتاج الكهرباء، كي يصبح لدينا أمل في حلّ مشكلتها.

والتقى الرئيس عون عائلة المصور اللبناني سمير كساب الذي مضى على اختطافه خلال تغطيته الأحداث في سورية ثلاث سنوات و14 شهراً و14 يوماً. وأكد الرئيس عون تعاطفه الكبير مع عائلة المصوّر كساب وعائلات جميع المخطوفين المدنيين والعسكريين والروحيين لدى المنظمات الإرهابية، مشيراً إلى أنه خلال زياراته الأخيرة إلى الخارج، لاسيما إلى السعودية وقطر، أثار موضوع المخطوفين ومنهم المصور سمير، للمساعدة في معرفة مصيرهم تمهيداً للإفراج عنهم. وهذا الأمر نفسه يتكرر مع الوفود العربية والأجنبية التي تزور لبنان التي يطلب الرئيس من أعضائها المساعدة في تحرير المخطوفين وإعادتهم سالمين إلى ذويهم.

ومن زوار قصر بعبدا، رئيس الجمعية الطبية الأميركية – اللبنانية ALMA الدكتور راي هاشم، رئيسة الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST الدكتورة هيام صقر مع وفد من نواب رئيس الجامعة والعمداء والمدراء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى