«القومي» في الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة القومية أنطون سعاده: مستمرّون في المقاومة بالأشكال والوسائل كلّها ضدّ الاحتلال والعدوان والإرهاب
أصدر عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي معتز رعدية بياناً لمناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، وتضمّن البيان بعض المواقف وجاء فيه:
في الأول من آذار من كلّ عام يحتفل السوريّون القوميون الاجتماعيون بذكرى ولادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده، باعث نهضة الأمة وواضع مبادئ بنائها الاجتماعيّ والسياسيّ المؤسّسة للدولة الحديثة ونظامها الجديد.
الأول من آذار، هو ميلاد القضيّة القوميّة، عقيدة وفكراً، هوية وقيماً، حضارة وتاريخاً. وهذه المناسبة، تُمثل لنا نحن السوريين القوميين الاجتماعيين بزوغ فجر الحرية الجديد، صراعاً في سبيل تحصين هويّتنا وسيادتنا وتثبيت حقنا القومي ووعياً قوميّاً صحيحاً هو «إرادة قوميّة قويّة وإيمان يزول الكون ولا يزول».
ميلاد حضرة الزعيم، شعاع ضوء شقّ الطريق لتأسيس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، «فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها» لبناء الإنسان الجديد.
وعليه، فإنّ احتفالنا بالأول من آذار، هو احتفاء برسالة الحق والخير والجمال التي وضعها سعاده، وبقيم الصراع دفاعاً عن حقنا ووجودنا التي أرساها.
إنّ أمتنا، بكياناتها كلّها، من فلسطين إلى الشام والعراق، إلى لبنان والأردن، تواجه احتلالاً يهودياً عنصرياً، مباشراً ومستتراً بأدوات داخليّة وخارجيّة، وتواجه إرهاباً وعدواناً مستمراً يقتل الإنسان ويدمّر العمران ويرمي إلى طمس معالم حضارتنا العريقة التي هي رائدة الحضارة الإنسانيّة. إنّ هذه التّحدّيات هي الويل بعينه، ويل استشرفه باعث نهضتنا، ووضع لمواجهته عقيدة حيّة وأطلق حركة صراع من أجل الوجود لنكون أحراراً من أمّة حرّة…
هذا الويل المتعدّد الوجوه والمخالب، والذي يتهدّدنا من كلّ حدب وصوب، لن ينالَ من إرادتنا المصمّمة على بلوغ أهدافنا، فنحن أصحاب قضية عادلة ومحقّة، وحزب فكر وثقافة، وحزب عقيدة وصراع، نحارب العدو اليهوديّ الذي يغتصب أرضنا في فلسطين، لتحرير فلسطين كلّ فلسطين، ونحارب «الاستعمار» والاحتلال والإرهاب حتى تحرير الأجزاء السليبة كلّها، ونحارب الفساد والطائفيّة والتجزئة والتقسيم والتفتيت، ونُستشهَد في سبيل استعادة حقنا القومي وتثبيت وحدة أمتنا وشعبنا.
إننا نواجه تنيناً حادّ الأنياب وأفاعيَ متعدّدة الرؤوس والأذناب، نواجه العدوّ اليهوديّ الذي يهوِّد أرض فلسطين ويقيم المغتصبات ويقتل أبناء شعبنا في فلسطين لتهجيرهم بغية تصفية المسألة الفلسطينيّة، ونواجه حلفاء العدو، الولايات المتحدة الأميركية ودولاً أوروبية وإقليمية وبعض العرب، ممن ينشرون الخراب والدّمار والإرهاب في بلادنا باسم الحرية وحقوق الإنسان، ويستهدفون حضارة بلادنا وإنسانها.
في عيد مولد باعث نهضتنا، نؤكد أنّ ما من خيار لنا، إلا خيارُ المقاومة والصراع المرتكز على عقيدتنا القومية وها هم رفقاؤكم القوميّون يملأون ميادين الصراع كفاحاً وتضحيات، يحققون وقفات العز ويبذلون الدماء دفاعاً عن أرضنا وشعبنا في مواجهة يهود الداخل والخارج معاً.
أعداء أمتنا يريدون القضاء على مكامن قوّتنا، وتصفية مقاومتنا وما نشهده من حروب إرهابيّة ومخطّطات فتنويّة وتفتيتيّة، يندرج في سياق الحرب المفتوحة التي تستهدفنا أرضاً وشعباً وحضارة وثروات. لكن، بصبر شعبنا ونضال مقاومتنا في فلسطين ولبنان وبصمود الشام، الحاضنة القوميّة، هُزم المشروع الصهيونيّ في لبنان، واندحر الاحتلال في العام 2000 عن معظم الأرض اللبنانيّة، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة هُزمت «إسرائيل» في عدوان 2006 التي شنّته على لبنان، وبصمود ومقاومة شعبنا في فلسطين فشلت أهداف الحرب على غزة 2008 و2009 و2014. وهذه الانتصارات لم تكن لتتحقق لولا الشام حاضنة المقاومة في لبنان وفلسطين، وهذا هو السبب الذي دفع الأعداء لشنّ حربهم الكونيّة المباشرة ضدّ الشام منذ ست سنوات، بعد حرب غير مباشرة كان ذروتها القرار العدوانيّ الدوليّ 1559. واستطاعت الشام قيادة وشعباً وجيشاً، الثبات، بوعي الشعب وصموده وبتضحيات جيش تشرين وشجاعته وما قدّم من شهداء، وبثبات الرئيس بشار الأسد وحكمته، وبوقفة نسور الزوبعة الأبطال في كلّ ساحٍ وميدان، وبدماء شهدائنا، وشهداء المقاومة وكلّ الحلفاء، استطاعت أن تصمد بوجه الحرب الإرهابيّة وتفشل أهدافها التفتيتيّة.
كلّ ذلك، يؤكد صوابية خيار المقاومة الذي اتّخذه حزبُنا نهجاً، ويؤكّد صحة رهان سعاده على القوميّين، وأبناء شعبنا: «إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، وإنّها لفاعلة»، وهي الآن تفعل وتغيّر.
نحن مستمرّون في المقاومة بالأشكال والوسائل كلّها ضدّ الاحتلال والعدوان والإرهاب، لن يردعنا عن حقنا رادعٌ، ولن تنالَ من عزيمتنا ترساناتُ الأعداء ومؤامراتهم.
أولويّتنا فلسطين كلّ فلسطين، ولذلك ندعو إلى وحدة القوى الفلسطينية كافة، ورفض كلّ التسويات والمساومات، وإلى إعادة الاعتبار للثوابت وخيار المقاومة ضدّ العدو.
أولويتنا القضاء على الإرهاب في الشام، ونؤكد أنّ الحلّ السياسيّ، يجب أن يكون صناعة سوريّة بامتياز، على أساس وحدة الأرض والشعب والدولة والمؤسّسات والاستراتيجيّة القوميّة. وكلّ ما عدا ذلك من صيغ تقسيميّة وتفتيتيّة، نرفضه ونواجهه بكلّ ما أوتينا من عزم وقوة. كما نؤكد أنّ الاحتلال التركيّ لن يكون له موطأ قدم جديدة على أرضنا، بل يجب على هذا الاحتلال أن يهيّئ نفسه للاندحار من لواء الاسكندرون والأراضي السورية السليبة كلّها.
وأولويّتنا أيضاً تحصين مجتمعنا بالوحدة الروحيّة والاجتماعيّة والقضاء على آفات الفساد والطائفيّة والمذهبيّة الهدّامة، وعليه، فإنّنا ننادي بقوانين عصريّة لترقية الحياة المجتمعيّة في بلادنا كلّها. وفي لبنان المأزوم بنظامه الطائفيّ، نؤكد أنّ خلاصه هو بقانون انتخابيّ يحقّق صحة التمثيل وعدالته. وهذه الصيغة نصّ عليها مشروع القانون الذي اقترحه حزبكم، ويرتكز على ثالوث ذهبيّ أساس هو الدائرة الواحدة والنسبية وخارج القيد الطائفيّ.
ونؤكد، على ضرورة أن يلقى الشأن الاجتماعيّ والاقتصاديّ كلّ اهتمام، وأن تعالج المشكلات كلّها التي ترهق كاهل الناس، وأن يُنصفَ المنتجون فكراً وغلالاً وصناعة، في أيّ ميدان ينتجون، بما يلغي التفاوت الاقتصادي الحقوقيّ الاجتماعيّ. وما دام لبنان يناقش موازنة بعد سنوات طويلة من عدم إقرارها خلافاً لأية أصول وأعراف دستورية، فإننا نرى ضرورة إقرارها، على أن تنصف الشأن الاجتماعيّ، بإقرار سلسلة الرتب والرواتب بكونها حقاً مكتسباً مشروعاً للموظفين العسكريّين والمدنيّين على السواء، وعدم فرض أيّ ضرائب جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود، في مقابل التواطؤ أو غضّ النظر عن ضبط الإصلاح الماليّ ومكافحة الفساد ورعاية الأملاك العامة، مؤكّدين رفضنا القاطع لزيادة الضريبة على القيمة المضافة.
وفي هذا السياق، نؤكد بأنّ الإيرادات الماليّة لتغطية «السلسلة» وغيرها متوفرة، لكن هذه التغطية تلزمها إرادة سياسية تكافح الهدر والفساد والسرقات والسمسرات. وعندها لا تعود هناك حاجة إلى تحميل الشعب أعباء مالية إضافية.
اعلموا أنّ حزبكم عظيم، وقد لعب أدواراً مهمّة منذ تأسيسه بلا انقطاع ولا شيء سيمنع فاعليته التاريخيّة عن التقدّم والبناء، فلا تلتفتوا إلى حملات التشويش والتشكيك، ولا تكترثوا إلى أوهام الواهمين، فحزبكم عصيّ على المؤامرات، بفضل عقيدته ونظامه وروحيّة أعضائه، وبفضل التزامكم المتين بقواعد النظام الحزبيّ. وأن مهمّتكم الحفاظ على هذه الروحيّة وعلى حزبكم العظيم ودماء شهدائه وتضحيات القوميّين الاجتماعيّين.
التحيّة زاوية قائمة للمؤسّس الزعيم في ذكرى ميلاده لسعاده، الشهيد الأول، ولشهداء حزبنا الأبطال كافة، ولشهداء الأمة جميعاً وللشهداء الشرفاء المقاومين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن أرضنا وشعبنا.