تظاهرات ضد استضافة سيول منظومة «ثاد» وبكين تهدد
نظم متظاهرون في كوريا الجنوبية، أمس، مسيرة احتجاج ضد نية بلادهم استضافة قاعدة أميركية للدفاع الصاروخي، المعروفة بمنظومة «ثاد» المثيرة للجدل. وحذرت الصين مجددا وبشدة من إقامة المنظومة على أراضي كوريا الجنوبية، مؤكدة عزمها اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها الأمنية.
وهدد بعض سكان المنطقة، التي من المنتظر أن تتموضع فيها المنظومة الصاروخية الأميركية، برفع دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، بحسب ما أفاد به محامون. واجتمع المتظاهرون في العاصمة الكورية سيول، رافعين لافتات ومرددين شعارات تندد بالاتفاق الأميركي – الكوري الجنوبي، علما أن هذا الاتفاق الذي وقع عليه الجانبان أمس، يمنح واشنطن نشر نظام دفاع صاروخي متطور في ملعب للغولف، بعد أن تم التخلي عن موقع النشر الأولي، بسبب معارضة السكان أيضا.
و«ثاد» منظومة متطورة مصممة لاعتراض صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ متوسطة المدى، قبل بلوغها الهدف، خصوصا أن المنظومة مجهزة برادار بعيد المدى. ويعتقد أنها ستكون قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية متوسطة المدى الكورية الشمالية.
ويأتي الاحتجاج، أمس، كما ذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، إثر ورود معلومات عن أن الجيش سوف يستخدم طائرات الهليكوبتر، لجلب سياج من الأسلاك الشائكة، لإغلاق ملعب الغولف بعد أسابيع من الاحتجاجات اليومية. وقال منظمو الاحتجاج، إن مئات من الجنود وشرطة مكافحة الشغب، انتشروا في الملعب لحراسته.
من جهتها، أكدت حكومة كوريا الجنوبية، أمس، أن الصفقة الاتفاق تهدف إلى الدفاع عن النفس ضد صواريخ كوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشو يونيو هيوك، إن قرار نصب منظومة «ثاد» هو عمل سيادي للدفاع عن النفس. مؤكدا أنها تهدف إلى حماية بلاده وشعبها من التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، بحسب ما نقلت عنه «يونهاب».
الصين
أما الصين فحذرت مجددا وبشدة، من إقامة المنظومة الصاروخية الأميركية «ثاد» على أراضي كوريا الجنوبية، مؤكدة عزمها اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها الأمنية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، كنغ شوانغ: إن عملية نشر «ثاد» التي بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بتنفيذها بالفعل، تقوض بشكل خطير التوازن الاستراتيجي الإقليمي والمصالح الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة، بما فيها الصين.
وأضاف: إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تتحملان جميع العواقب الناتجة عن هذه العملية، التي تمثل تهديدا لسلام واستقرار شبه الجزيرة الكورية. وحثهما على إيقاف عملية نشر الصواريخ وعدم المضي قدما في هذه الطريق الخاطئة.
وأشار المتحدث الصيني، إلى أن الصين أكدت مرارا وتكرارا، أنها تتفهم المخاوف الأمنية المنطقية للأطراف المعنية، لكن على كل دولة أن تتفهم أن حماية أمنها، لا ينبغي أن يكون على حساب المصالح الأمنية للبلدان الأخرى. معربا عن أسفه لاستمرار تجاهل البعض لما تبديه الصين من مخاوف بشأن التهديد الماثل لمصالحها الأمنية. مؤكدا معارضة بلاده التامة واستيائها الشديد من موقف واشنطن وسيئول إزاء تلك القضية.
مناورات «فرخ النسر»
هذا ومن المقرر أن تبدأ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات عسكرية سنوية مشتركة، اليوم، وسط تفاقم التوترات بعد التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية ووفاة الأخ غير الشقيق لزعيمها. وقال مسؤول في وزارة دفاع كوريا الجنوبية، لوكالة «يونهاب» للأنباء: سيبدأ الحلفاء مناورات «فرخ النسر» غدا اليوم . وستستمر حتى نهاية نسيان. وسوف تقام تدريبات الحل الرئيسي ابتداء من 13 آذار المقبل.
و«فرخ النسر» مناورات للتدريب الميداني، تعتمد على القوات البرية والجوية و البحرية. و«الحل الرئيسي» هي مناورات مركز القيادة بمحاكاة «الكمبيوتر».
وقد نددت بيونغ يانغ بالمناورات الأميركية – الكورية الجنوبية المشتركة، باعتبارها بروفة للغزو. في حين ذكر مسؤول كوري جنوبي أن واشنطن تعتزم إرسال آليات رئيسية عسكرية استراتيجية، مثل حاملة الطائرات «كارل فينسون يو إس إس» وطائرات «أف-35» وقاذفات «بي- 1 بي» و «بي-52» للمناورات المشتركة.
ومن المرجح أن يقوم الحليفان بضم الآليات الاستراتيجية الرئيسية إلى التدريبات العسكرية، لتوجيه تحذير شديد اللهجة ضد استمرار الاستفزازات الكورية الشمالية. وذلك، إثر إطلاق بيونغ يانغ، في 12 شباط، صاروخا بالستيا متوسط المدى تم تطويره حديثا، في أول تجربة لها منذ تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.