عون: مسيرة الإصلاح انطلقت ولن تتوقف
أشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بالعمل الذي تقوم به وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد، مؤكداً أن مسيرة الإصلاح انطلقت وهي لن تتوقف لأنها تتجاوب مع رغبة جميع اللبنانيين التوّاقين إلى وطن تسوده العدالة والمساواة، وذلك خلال استقباله أمس، في قصر بعبدا وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني الذي أطلعه على العمل الذي تقوم به الوزارة.
بعد اللقاء، أكد تويني أن مكافحة الفساد ليست موجّهة ضد فريق معيّن أو جهة محدّدة، ولا هي عملية استنسابية أو ذات خلفية كيدية للاقتصاص من موظف هنا أو موظف هناك، هي لن تستثني أي قطاع يثبت من خلال التحقيق والتدقيق أن ثمة ارتكابات حصلت فيه أو لا تزال تحصل.
ودعا الجميع إلى «المساعدة في هذه الحملة الوطنية التي لن تتوقف تحت أي ظرف، وذلك من خلال إعلام وزارتنا بأي تجاوزات أو ارتكابات ليصار إلى التحقيق فيها، حتى إذا ما ثبت وجود مخالفات يعاقب عليها القانون، تتولى الجهات القضائية إجراء اللازم بشفافية وعدالة. وإذا لم يثبت حصول مثل هذه المخالفات تتوضّح المعطيات ويزول أي التباس أمام الرأي العام».
وشدد على أن «مردود عملية مكافحة الفساد يعود إلى الشعب اللبناني ككل وليس لطرف أو جهة أو مسؤول، ذلك أنّ وقف الهدر والرشاوى والتعدّي على المال العام، يصبّ في مصلحة استعادة سمعة الدولة اللبنانية في الداخل والخارج وتعزيز هيبة المؤسسات والحفاظ على ملاءة الخزينة، ما يوفّر الاعتمادات لتنفيذ مشاريع إنمائية واقتصادية واجتماعية وتربوية».
وأكد أن تشكيل الهيئة اللبنانية لمكافحة الفساد تأتي ضمن القوانين الأربعة التي يعمل عليها، من بينها قانون حرية الوصول إلى المعلومات الذي يشير إلى الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أما القوانين الأخرى فتتعلق بالإثراء غير المشروع وحماية كاشفي الفساد.
وأشار إلى أن كل الملفات تسير معاً، وعلى القضاء أن يبتّ فيها وأن يتعاطى مع الملفات التي يجد فيها ارتكابات أو إخلالاً في القوانين والأنظمة، ذلك أننّا لسنا جهة قضائية.
وأشار إلى أننا «نعمل هيكلية بسيطة ومرنة لوزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد عاملين بنفقات قليلة كي لا نحّمل المالية العامّة أعباء إضافية».
واستقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف الذي قدّم له تقريراً عن مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد في المدينة الألمانية بحضور شخصيات عالمية منها نائب الرئيس الأميركي ووزراء خارجية روسيا والسعودية وايران والامين العام للأمم المتحدة.
وأوضح الصراف أنه التقى على هامش المؤتمر وزراء الدفاع في كل من اليونان وفرنسا وبريطانيا وإيران، وبحث معهم في التعاون العسكري بين لبنان وبلدانهم. كما شارك الوزير الصراف في طاولتين مستديرتين خصصتا للبحث في أوضاع النازحين السوريين، حيث أكد موقف لبنان الداعي إلى تأمين عودة النازحين ووقف الأعمال العدائية.
واستقبل رئيس الجمهورية بحضور رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، المدير الإقليمي في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج الذي أوضح بعد اللقاء، أنه عرض مع رئيس الجمهورية اهتمامات لبنان في المجال التمويلي وتطوير البنى التحتية والتعاون لتأمين التمويل اللازم والإصلاحات في الإدارات والمشاريع التي تهم لبنان.
وقال بلحاج «إن للبنان أولوية لدى البنك الدولي، خصوصاً بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة وانتظام عمل المؤسسات الدستورية»، لافتاً إلى أن البنك الدولي مهتم بالإصلاحات في الموازنة وفق التوصيات التي صدرت عن لجنة المال والموازنة النيابية، إضافة إلى متابعة انعكاسات الأزمة السورية على لبنان والتجاوب الذي يبديه المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أنه اطلع الرئيس عون على الزيارة التي ينوي القيام بها للبنان نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وإفريقيا، السيد حافظ غانم، والتي ستكون مناسبة للبحث في سبل تطوير التعاون بين البنك الدولي ولبنان.
واستقبل عون رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان فابريسيو كاربوني Fabricio Carboni بحضور رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي والأمين العام جورج كتانة والسيدة باسمة طباجة من اللجنة الدولية.
وعرض كاربوني عمل اللجنة الدولية في لبنان والخدمات التي تقدّمها في مجالات عدة، كما قدّم تقريراً تضمّن توصيات في ما يختص بمسألة الكشف عن مصير الأشخاص الذين فقدوا خلال النزاعات المسلحة في لبنان منذ العام 1975 والتدابير التي يمكن أن تتخذ في هذا المجال، كما أطلع الزغبي عون على عمل الصليب الأحمر اللبناني والخدمات التي يقدّمها من خلال مراكزه المنتشرة في المحافظات والأقضية اللبنانية كلها وبنوك الدم وفرق الإسعاف الأولي والمتطوعين.
وشكر رئيس الجمهورية لرئيس اللجنة الدولية الجهود التي يبذلها مع فريق عمله للقيام بالمهمات الإنسانية والاجتماعية المطلوبة منه. كما نوّه بجهود العاملين في الصليب الأحمر اللبناني والمتطوّعين وفرق الإسعاف الأولي، مؤكداً تقديم المساعدات الضرورية لتمكين المؤسستين من أداء دورهما الإنساني المميّز.
واستقبل عون المديرة العامة للتعاونيات ومديرة المشروع الأخضر السيدة غلوريا ابي زيد واطلع منها على أوضاع التعاونيات في لبنان والتدابير المتخذة لتنظيمها وضبط أدائها وتطبيق القوانين الخاصة بها.
وفي قصر بعبدا، الفنانة عبير نعمة التي أطلعت عون على النشاطات التي تقوم بها والأغاني التي تقدّمها بـ12 لغة تتقنها ما يعكس الوجه الحضاري والثقافي للبنان. فأشاد رئيس الجمهورية بعطاءاتها متمنياً لها التوفيق والنجاح في مسيرتها.