اكتشاف أنفاق في المليحة واشتعال جبهة البوكمال بين داعش والنصرة
دمشق سعد الله الخليل
مع تقدم الجيش السوري في بلدة المليحة كشف شبكة أنفاق يستخدمها الإرهابيون في التنقل، وهو ما قد يسرّع في سيطرته على البلد في وقت زاد الإرهابيون من استهدافهم المناطق القريبة بقذائف الهاون، فيما كان اللافت اشتعال القتال على الحدود العراقية بين داعش وجبهة النصرة أوقعت 51 قتيلاً في صفوف النصرة.
شبكة أنفاق
أوقعت وحدات من الجيش السوري قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين من جبهة النصرة في بلدة المليحة وعثرت على أنفاق عدة في البلدة، كما اشتبكت مع مجموعات إرهابية قرب مبنى البلدية وفي مزارع المليحة وأوقعت عدداً منهم قتلى من بينهم نضال شوكة وحسن أبو عائشة، ترافق ذلك مع مقتل عدد من الإرهابيين وتدمير ما لديهم من أسلحة وذخيرة في عين ترما.
ويرى الدكتور حسن الحسن الباحث والخبير الاستراتيجي أن الأنفاق ليس بتكتيك عسكري جديد، ولكن مفهوم استخدامها بالحديث وهي تطوير لتكتيك الخنادق وأكثر استخداماتها في حرب العصابات، بهدف تفادي الرصد والوقاية من الضربات الجوية وبغية التخفي والقدرة على التواصل بعيداً عن أنظار الخصم، والقدرة على الوصول لمناطق تحت سيطرة الطرف الآخر، والوصول لأهداف حيوية كما في مستشفى القصير .
وميّز الحسن بين نوعين من الأنفاق، الأول استثمار شبكات الصرف الصحي والهاتف وغيرها من مشاريع البنى التحتية التي لم تُستثمر بعد، كما حصل في مدينة حمص التي اعتبرت مدينة تحت المدينة، وهو ما يدل على وجود مؤامرة مُعدّة مسبقاً هيأت البنية التحتية تحت مسميات عدة كتطوير وتحديث المدينة، وبعد العثور على أنفاق عدة وضخمة في داريا البعض منها مكيف ومتطور، تم العثور على حفارات استخدمها المسلحون بحفر تلك الأنفاق صناعة ألمانية باهظة الثمن، أما النوع الثاني فهي الأنفاق العادية التي تخضع لعمليات توسيع بطرق شتى، سواء عبر آلات الحفر الحديثة، أو بالطرق البدائية التقليدية عبر حرق التربة ما يسهل الحفر ومن دون أن يترافق بأصوات عالية ما يسهل مهمة الحفر.
وعن دور حركة حماس بالتورط في دعم المجموعات المسلحة في حفر الأنفاق قال الحسن: «طورت المقاومة عبر حزب الله آليات حفر الأنفاق لمواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي، ونقل الحزب التجربة لحماس في غزة وللأسف نقلت الآلات والتقنية للمجموعات المسلحة». وأضاف: «هناك أيضاً أدوات للحفر وللكشف عن الأنفاق تستخدمها الشركات والمؤسسات العاملة بالاستثمار النفطي والجيولوجي».
وعن أهمية تدمير الأنفاق في شل حركة المجموعات قال الحسن: «طالما أن المواجهة حرب عصابات فتدمير أي نفق يعني منع إمكانية استثماره للتنقل ونقل العتاد والذخيرة، وهو ما يحد من قدرة المسلحين كما يلزم من تحت الأرض بالخروج من النفق وبالتالي يمكن بالرصد استهدافهم». ولفت الحسن إلى استخدام المنازل كنهايات للأنفاق ولكن الرصد يمكن كشفها.
وعن القدرة السريعة بحفر الأنفاق قال الحسن: «كل المناطق التي دخلتها المجموعات المسلحة، بكثافة اختطفت المدنيين وسخرتهم بحفرها والاعتماد على جهودهم وأكبر شبكة أنفاق في العالم مترو الأنفاق الروسي حفره الأسرى الألمان.
وخلال سنوات الأزمة السورية كشف الجيش السوري على مئات الأنفاق حول سورية مجهّزة بأحدث معدات التهوية والإنارة وشبكات اتصالات وقد استخدم بعضها كمقرات لنوم المسلحين.
وردّ المجموعات على هزائم المليحة كان باستهداف المدنيين، حيث استُشهد مواطنان أحدهما طفل وأصيب 15 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على مناطق القصاع والدويلعة والطبالة وكشكول القريبة من المليحة، حيث ألقت ثلاث قذائف هاون على الأبنية السكنية ووسط الشارع فى محيط المستشفى الفرنسى بالقصاع، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين إضافة إلى وقوع أضرار بعدد من المنازل والسيارات.
وسقطت أربع قذائف بالدويلعة ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة ثلاثة آخرين وأضرار مادية بمدرستين، فيما أصيب ثلاثة مواطنين بشظايا قذيفتى هاون فى الطبالة، كما سقطت قذيفة أخرى على حي الكشكول وأدت إلى إصابة مواطنين اثنين وأضرار مادية بعدد من السيارات.
اشتعال الحدود العراقية
على الحدود العراقية، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض عن تقدم مسلحي داعش باتجاه البوكمال وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلي النصرة ما أدى لسقوط 51 قتيلاً .
وفي حمص، استهدف الجيش تجمّعات للإرهابيين في قرى مسعدة والبرغوثية وعرشونة بريف حمص الشرقي ، وأوقع عدداً منهم بين قتيل وجريح، وسقط قتلى وجرحى أيضاً لدى استهداف الجيش تجمعات الإرهابيين في تلبيسة وعين حسين والرستن وكفرلاها.