انطلاق فعاليات مهرجان عرار الشعري الرابع في بيت عرار في إربد ـ الأردن
رعى وزير الثقافة الأردني الأسبق سميح المعايطة، مساء الثلاثاء الفائت، حفل افتتاح مهرجان عرار الشعري السنوي الرابع، دورة الشاعر أحمد الخطيب/شخصية المهرجان ، الذي أقيم في بيت عرار الثقافي بتنظيم من منتدى عرار، وسط حضور من الشعراء الأردنيّين والعرب المشاركين فيه، وحضور وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية موسى أبو غربية ومدير ثقافة إربد علي عودة وجمع من جمهور محافظة إربد.
واستهلّ الحفل، الذي أداره القاص د. حسين العمري، الافتتاح بكلمة ترحيبية من مدير المهرجان ورئيس المنتدى محمد عزمي خريف، الذي أكد الإرث الثقافي للشاعر مصطفى وهبي التل، «عرار»، حيث أشار إلى أنّ عراراً شاعر الأردن كان مستهدفاً حتى في صموده، واستهدافه كان استهدافاً لأمة بأسرها، معتبراً عراراً مدرسة آمنت بخطابها أجيال المستقبل بل وجميع الأجيال، منوّهاً إلى أنّ الشعراء الأردنيين والعرب في هذا المهرجان يجسّدون حضور عرار بشعره وإرثه الثقافي، وبأنّ المكان الصادق الذي يحتضنك يجسّد في هذا المهرجان بأنك من أمةٍ عظيمة، إذ توافدوا من فلسطين والعراق والحجاز ولبنان ليقولوا في حضرتك أشعارهم.
وعرّج على واقع حال الأمة الراهن داعياً إلى تجسيد فكر المقاومه نهجاً وممارسة، مشيراً إلى أنّ الأمة بدأت تدرك حجم الخطر الذي يحدق بها والمتمثل بالهجمة اليهودية الجديدة عبر أدواتها من العصابات الإرهابية الظلامية، داعياً إلى توحيد كلّ طاقات الأمة في هذه المعركة الجديدة التي سيتحقق فيها النصر، لأننا نؤمن بأنّ الحياة كلها وقفة عز وأننا أبناء حياة. من جهة أخرى، أكد راعي الحفل الوزير سميح المعايطة شرف التكريم له لرعاية هذا المهرجان، إذ قال إنّ ما يكتبه أو ينتجه المبدع لا يمكن أن يكون إرهابياً، بل يضعنا في دائرة الإبداع، مشيراً إلى أننا عندما نكون في حضرة عرار نستذكر مسيرة الأمم والشعوب بما تخلّفه من رموز إبداعية، مضيفاً أنّ من يصنع الثقافة والإبداع هو الأديب والشاعر والكاتب، وليس تجّار الدماء الذي يسعون إلى تفكيك المجتمعات، فعلينا أن نذهب إلى صناعة المؤسّسة الثقافية التي ترعى المبدعين والإبداع، معتبراً أن مدينة إربد تشكل جزءاً كبيراً من ثقافة الأردن.
وقدم الشاعر أكرم الزعبي شهادة إبداعية تناول فيها شخصية الشاعر الخطيب، ومما جاء فيها: «لا يبالي بالشهرة، ولا يحفل بها، هو رجلٌ كيمياءُ الشعر من مكوّنات دمه، تسرقك ابتسامته إلى عوالم مليئةٍ بالحب المحض، وتأخذك سُمرتُه إلى لون الحنطة التي تهبُ الكائنات الحياة، لكنّه عندما يتعلّقُ الأمرُ بالشعر فإنّ الشاعر أحمد الخطيب لا يهادن ولا يساوم. لم يبع نفسه في زمن التردّي والتحوّلات، وظلّ مخلصاً لشعره ومبدئه، ولم تسرقه طبيعة عمله في الصحافة عن الاهتمام بمنجزه الشعري والفكري، كما لم تمنعه عن مواصلة ولعه بالقراءة الورقية حتى في أشدّ الأوقات انشغالاً. لأحمد الخطيب عشرات من دواوين الشعر التي لم تأخذ مكانها الحقيقي واللائق في الدراسة والبحث على المستويين النقدي والأكاديمي».
تالياً تمّ تكريم الشاعر أحمد الخطيب بتقديم درع المهرجان تقديراً له ولمنجزه الشعري والإبداعي في المشهد الثقافي الأردني والعربي، وسلمه له راعي الحفل ومدير المهرجان. أما أولى أمسيات المهرجان الشعري، فحفلت بقراءات للشاعر الفلسطيني يوسف المحمود، حيث قرأ مجموعة من قصائد ديوانه «أعالي القرنفل»، من مثل: الحصان أزرق العينين، الأصدقاء، وزيارة. قصائد عاينت بفنيتها ولغتها العالية تأمّلات الشاعر في مشهدية الحياة. تلاه الشاعر السعودي محمد ابراهيم يعقوب الذي قرأ بدوره باقة من قصائده التي جاءت على شكل القصيدة الكلاسيكية الحديثة بلغتها، إذ اشتبك في قصائده بالهمّ الإنساني المعيش، وما يدور في فلك هذه الأرض.
وقرأ الشاعر القومي نبيل ملّاح من لبنان أكثر من قصيدة عمودية استذكر فيها حالات الشاعر ورؤيته لما يجري على هذا الكوكب السّيار، مستذكراً بلغته جراحات فلسطين، هاتفاً ليبقى الهلال الخصيب.
أما الزميل الشاعر موسى حوامدة فاستذكر الغجر الراحلين إلى الأندلس، وذهب إلى العدم الذي يملأ اليقين، صارخاً و«أنا ميت». قصائد الحوامدة تحمل في ثناياها المادة التاريخية التي أسقطها على المعطى اليومي، بلغة لا تخلو من الفلسفة فلسفة وجدلية الحياة والموت.
واختتمَ القراءات الشعرية الشاعر القومي أنور الأسمر بقراءة قصيدة واحدة، حملت عنوان «لك الرؤيا» ويحيلنا هذا العنوان على نبوءة الشاعر وقراءته لموضوعات الحياة وتجليات العاشق.
وفي نهاية الأمسية، تمّ تكريم راعي المهرجان ومدير ثقافة إربد ووكيل وزارة الثقافة الفلسطينية وجريدتي «الدستور» و«الرأي»، والشعراء المشاركين في المهرجان.