المثال المُحتذَى

أسعد البحري

أن نحتفل بميلادك يا زعيمي، فلأنك رسمت مستقبل أجيالنا ووضعت أسس ومرتكزات العقيدة القومية السورية التي أسست لنهضتنا ووضعتنا على سكة التفكير والنهج السليمين .

استشرفت الخطر على أمتنا وأدركت تنازع الأمم البقاء وتعمّقت بدرس نشوء وارتقاء الجماعات البشرية ونشوء الأمم، والتفاعل الاجتماعي أنتج المزيج السوري الراقي فأعطى للإنسانية بعدها الحضاري الذي يستطيع أن يكون أمة مستقلة تشكل حجر الزاوية في بناء العالم الراقي وأممه.

آمنتَ بنا قائلاً لم آتكم مؤمناً بالخوارق، بل بالحقائق التي هي أنتم».. آمنتَ إيماناً مطلقاً بوطنك سورية وأمتك السورية فمنحتهما كل ما لديك من عبقرية وكل ما لك من الحبّ والصمود..

أقسمت على أنك وقفت حياتك عليهما في الأول من آذار وبرّرت بقسمك العظيم فجر الثامن من تموز من دون أن تتراجع قيد أنملة عن قسمك فأعطيتنا العبرة ومنحت التاريخ درساً قلّ نظيره في الوفاء والفداء فكنتَ الرمز الذي نقتدي به ونقسم فيه وله وعليه .

أعطيت علمَك وحياتك لنا من دون منية ومن دون مقابل فكان المقابل وفاء القوميين واستمرارهم في دروب نهضتك التي ابتدعت.

اكتشفتَ حقيقتنا التي هي حقيقة الأمة ووضعتَ لها مرتكزاتها ومبادئها التي أسست للعقيدة القومية السورية، فغدت موئل النضال القومي في بلادنا وإيماننا بها لا يتزعزع وكيف يتزعزع؟ وأنتَ زعيمي من أعطانا أعظم درس في صحة التعاقد من تعاقد فردي إلى التعاقد على القضية القومية السورية التي تساوي وجودنا والتي تثبت يوماً تلو اليوم أنها وحدها فيه الخلاص لكل ما تعاني منه بلادنا والردّ الواقعي الصحيح للويل الذي يتعرّض له شعبنا، وهو السؤال الذي سألته لنفسك منذ نشأتك، فكان الجواب منك شافياً حاسماً.

نعم زعيمي، نحن نحتفل بذكرى ميلادك إنسانأً مثلت قيم التفاني والتضحية والأخلاق السورية الأصيلة، وأنتَ القائل إذا تخلّت عني جموع القوميين الاجتماعيين فإني أخاطب أجيالاً لم تولد بعد . لم يتخلَّ القوميون، وهذه الـ إذا أجابوا عليها بالتشبث بالفكر والنهج والمبادئ مجسّدين حياتهم عملاً كفاحياً نضالياً، فعبّد القوميون دروب النهضة وما زالوا يسلّمون الأمانة من جيل إلى جيل، وبقي تعاقدنا، نحن المقبلين على الدعوة معك بموجب قسم الانتماء من خلال المؤسسة التي أسستها وأعطيتها بعدها القانوني والأخلاقي، فأصبحت المثال المحتذى منّا جميعاً. فلقد حوّلت المؤسسة الذكرى إلى عيد تعمّ فيه كل المناطق والوحدات احتفالات مميزة وخاصة بالذكرى، يتسابق فيها القوميون على الإبداع، كل ذلك للتعبير عن وفائنا لك، زعيمي.

في عيد ميلادك نجدّد لك العهد والوعد على مواصلة مسيرة النضال والفداء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى