مجريات الأحداث في فلسطين المحتلة بين أزمة قيادة العدو السياسية والعسكرية والانتهاكات المستمرة بحقّ الفلسطينيين وسكان قطاع غزة على وجه الخصوص
محمد زياد
نتحدث اليوم عن فلسطين، الجامع الأكبر لأعظم أحداث التاريخ القديم والحديث ومركز الصراع فيه، حيث شهدت الكثير من الأحداث على مرّ العصور مروراً بنكبتها عام 1948 وصولاً إلى الأحداث المتسارعة التي تحدث هذه الأيام على الساحة الفلسطينية، نكبات لم تنتهِ بعد، ولا تزال تجدّد ويلات أخرى لشعبنا يوماً بعد آخر.
هذه النكبات تنطوي على الكثير من الوقائع والجدير ذكره هنا أنّ فلسطين تتعرّض للعديد من الاعتداءات والجرائم، جرائم تاريخية وأخلاقية، وإنسانية من خلال السياسات والممارسات الهمجية لحكومة وجيش الاحتلال «الإسرائيلي»، ممارسات يرتكبها كيان العدو من خلال الاعتداءات المستمرة والمتواصلة بحقّ أبناء شعبنا على مرأى ومسمع من العالم بأسره.
أحد أبرز تلك الانتهاكات التي يمارسها كيان الاحتلال هي مشروع تهويد مدينة القدس التاريخية بما فيها المسجد الأقصى، كنيسة القيامة، وباقي المعالم الحضارية التاريخية لسورية الجنوبية، من خلال سرقة الآثار ونسبها زوراً لكيان الاحتلال. كما تستوقفنا هنا الخطط الممنهجة لمشروع توسيع بقعة الاستيطان على أراضٍ شردَ مالكوها عبر إصدار أحكام النفي بحقهم لتسهيل سلب أراضيهم وبيوتهم، مع الإشارة إلى أنّ آلة الاستيطان لم تتوقف ليوم واحد منذ نشأة كيان العدو حتى هذه اللحظة، حتى في صباح توقيع كافة اتفاقيات التسوية عبر التاريخ والتي تتضمن اتفاقات دولية لوقف الاستيطان، يضاف إلى ذلك قيام حكومة الاحتلال بالتضييق على أهالي القدس عبر الاعتداء المستمر عليهم إلى أن وصل بها الحدّ لهدم البيوت بحجة قيام الأهالي ببناء مساكن غير شرعية، علاوة على انتهاك حرمات المقابر وهدمها لوهميتها، ولم تتوقف الاعتداءات هنا، بل إنّ حكومة الاحتلال حوّلت تلك المقابر منذ بدء الألفية الثانية إلى حدائق عامة وفنادق ومواقف للسيارات، في ظلّ صمت عربي ودولي. وما هذه الانتهاكات إلا دليلاً واضحاً على محاولات الاحتلال الدائمة لطمس هوية هذه المدينة والعمل على تهويدها.
في فلسطين يحكم على الإنسان بالقهر والتعذيب والضغط حيناً وحيناً يحكم عليه بالموت لمرات عدة، وعند حديثنا عن الموت نتحدث عنه بكافة أشكاله، شعبنا يستشهد كلّ يوم دفاعاً عن أرضه، ولا يزال يدافع عن حق أبناءه بالحياة على تلك الأرض، في ظلّ تلك الانتهاكات الحقوقية والأخلاقية وفي ظلّ التعرض لكلّ أنواع السلب والنهب والطمس بشكل متواصل.
الموت هنا لا يشكل موضع خوف لشعبنا الذي أصبح مؤمناً بأنّ «كلّ ما فينا هو من الأمة، وكلّ ما فينا هو للأمة، «إننا نحب الحياة لأننا نحب الحرية، ونحب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة». سعاده
حسناً، إرادة الحياة أبقى، ولكنّ ظلم ذوي القربى أشد وأقسى، فنحن نشهد اليوم أحكاماً باطلة بالموت بحق أبناء شعبنا وآخرها بفعل الشقيقة مصر، جراء الحصار الذي يستهدف أوليات مصالح البقاء على هذه الأرض. حيث أمسى الفلسطيني سجيناً قسرياً للانتهاكات الحقوقية والإنسانية الممارسة عليه في ظلّ صمود وإرادة حياة مستمرة تثبت أنّ الارتباط بالأرض أبقى من كلّ السياسات الإقليمية والدولية ومشاريعها.
في ظلّ الوضع العام الصعب الذي يعيشه أهلنا في فلسطين خصوصاً في قطاع غزة، وبعد خوض ثلاث مواجهات متتالية مع جيش الاحتلال، حروب همجية متسارعة لم يتمكن شعبنا ولتسارعها من لملمة جراحه والوقوف على قدميه. فلا تزال تداعيات الحصار تلقي بظلالها على شتى مناحي حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، وتتفاقم هذه المأساة والمعاناة بعد كلّ عدوان لتزيد من إنهاك أهلنا في قطاع غزة.
ومع مرور أكثر من 10 سنوات على حصار القطاع منذ العام 2006 عقب وصول حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى سدة الحكم عبر انتخابات تشريعية لم تقبل بها «إسرائيل» وأدواتها في منطقتنا، تستمر مصر وحكومتها بإحكام قبضتها على معبر رفح الحدودي، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة من دون التوصل إلى أي أفق يؤدي إلى حلّ هذه المعضلات التي يصبر على تحمُّلها أبناء شعبنا في القطاع.
معاناة الأهالي في قطاع غزة
حيث بلغ عدد سكان القطاع قرابة المليوني نسمة، 40 في المئة منهم يقعون تحت خط الفقر، و80 في المئة منهم يتلقون مساعدات دولية، فيما تواجه 73 في المئة من عائلات القطاع ارتفاعاً في حوادث العنف القائم على الصعيد الاجتماعي.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإنّ أكثر من 50 في المئة من الأطفال يحتاجون دعماً نفسياً، و922 ألف نازح فلسطيني بحاجة إلى المساعدات، و55 في المئة يعانون اكتئاباً،
إضافةً إلى أنّ 6 من بين 10 عائلات تعاني من انعدام الأمن الغذائي نتيجة الحصار القائم، منها 27 في المئة تعاني من انعدام حاد للأمن الغذائي، و16 في المئة تعاني انعداماً متوسطاً للأمن الغذائي.
وبحسب أرقام المرصد الأورومتوسطي أيضاً انخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى 50 في المئة، فيما وصل دخل الفرد إلى أقل من 32 في المئة منه من عام 1994، إضافة إلى انخفاض الصادرات لأقل من 44 في المئة مقارنة بما قبل الحصار. كما بلغ انكماش القطاع الصناعي 60 في المئة، وبلغ عجز الوحدات السكنية 100 ألف وحدة سكنية، لا سيما في ظلّ البطالة التي بلغت نسبة 43 في المئة وهي النسبة الأعلى عالمياً. كما قدرت نسبة الإناث العاطلات عن العمل نسبة 63 في المئة، والذكور37 في المئة، إشارةً إلى أنّ نسبة البطالة بين فئة الشباب وصلت إلى 62 في المئة.
وعلى صعيد تردي الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة، ارتفع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 16 ساعة يومياً.
وعلى صعيد إمدادات المياه، يتلقى 40 في المئة من السكان المياه كل ثلاث أيام، ونحو 90 في المئة من هذه المياه غير صالح للشرب، إضافةً إلى أنّ المستشفيات تعمل بأقلّ من 40 في المئة من إمكانياتها، حيث أُجلت للبعض عمليات جراحية لفترات تصل إلى 18 شهراً.
أما على صعيد حركة المعابر، فإنّ أكثر من 75 في المئة من الفلسطينيين لا يُسمح لهم بالمرور عبر معبر بيت حانون «إيرز» مقارنة بالعام 2005، والمعبر التجاري الوحيد الذي يعمل هو معبر كرم أبو سالم من أصل خمسة معابر حدودية تجارية، بالإضافة إلى وضع الحركة المتدني جداً على معبر رفح البري والذي فُتح لمدة 24 يوماً في العام 2015، وهناك 300 ألف فلسطيني بحاجة إلى التنقل عبر هذا المعبر.
وللإضاءة على ما خلفته الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، هناك 100 ألف فلسطيني يعانون من التشرد داخل القطاع، و20 ألف وحدة سكنية دمرت في الحرب الأخيرة، و150 وحدة سكنية تضرّرت بشكل جزئي، و40 في المئة النسبة التي نفذت من التعهدات الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك كله بفعل الجرائم الهمجية لجيش العدو والتي مارسها على المدنيين عندما عجز عن تحقيق الأهداف التي كان يضعها لصالحه آنذاك. جدير بنا أن نضيء على تلك الجرائم والمجازر التي ارتكبها هذا العدو الهمجي في حربه الأخيرة على قطاع غزة، والتي كان أبشعها قساوةً، المجزرتان اللتان ارتكبتا في منطقتي الشجاعية وخزاعة.
انطلاقاً من حجم الدمار والخسارة في الأرواح وارتفاع نسبة الإعاقات والتشوهات الخلقية التي خلفتها آلة الحرب الصهيونية في حربها الأخيرة على قطاع غزة صيف العام المنصرم، متجهين نحو الحالة المعيشية السيئة التي يعيشها أهالي القطاع، وصولاً إلى الطوق والحصار الممنهجين اللذين يفرضان هناك منذ أكثر من 10 سنوات على الصعد كافة، لا سيما الاجتماعي، الاقتصادي، والمعيشي بفعل الاحتلال وممارساته.
«نحن لسنا مستسلمين، نرى في الحياة متاعب، ونرى أننا قادرون على حمل المتاعب والانتصار عليها» سعاده.
الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكرّرة
وفي السياق يقول الكاتب والصحافي إبراهيم المدهون: أعتقد أنّ الاحتلال «الإسرائيلي» كان يحدد أهدافاً ويتخذ بعض الذرائع من سقوط بعض الصواريخ الفردية غير الفصائلية لقصف هذه الأهداف وتدميرها، وهي جولات محدودة أعتقد أنها ليست أهدافاً بقدر ما هي استهداف لبعض المواقع التي يريد الاحتلال «الإسرائيلي» التخلص منها في حالة استنزاف دائم أو ما يسمى قصف العشب ولكن ليس بعملية كبيرة وإنما باستهداف مركز جداً يستهدف عادةً المناطق الفارغة والمناطق التقنية التي يمكن أن تطورها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية.
الجبهة الداخلية في قطاع غزة أعتقد أنها تحملت عدوان العام 2008 والذي كان قاسياً جداً، وعدوان العام 2012، وعدوان العام 2014 لأكثر من 51 يوماً، وباعتقادي فإنّ من تحمل كلّ ذلك مؤهل ليتحمل أكثر من ذلك بكثير. إنّ الحروب والاعتداءات السابقة أهّلت قطاع غزة لمزيد من الصبر والصمود والتحدي ولكن لا أحد منّا يرغب في الحرب لأن لا أحد يرغب في الدمار خصوصاً أنه لا توجد أهداف سياسية استراتيجية في ظل الانقسام، فالجميع يحاول أن يتأبى الحرب. ولكن من المعروف أنه مهما حاولت فصائل المقاومة تجنب الحرب ومهما حاولت الجبهة الداخلية الابتعاد عن الحرب إلا أنّ هذا احتلال، والاحتلال بطبعه وحشي وعدواني وقاتل، ولهذا المشكلة ليست في الجبهة الداخلية أو في فصائل المقاومة، الإشكالية هنا هل ينوي الاحتلال «الإسرائيلي» شنّ عدوان آخر أم لا، وهذا ما تفعله فصائل المقاومة أن تجعل كلفة أي حرب أو أي عدوان على غزة كبير، وباعتقادي أنّ قطاع غزة الآن لم يعد جناحاً مهيضاً يمكن الاعتداء عليه بكلّ سهولة، لأنّ هذا القطاع المحاصر من جميع الاتجاهات بدءاً بمحاولة صياغة معادلات ردع، وصياغة معادلات تكلف الاحتلال «الإسرائيلي» ولذلك هناك حالة من حالات دائمة للتفكير «الإسرائيلي» بشكل أو بآخر. وباعتقادي أنّ الذي سمح للاحتلال «الإسرائيلي» باختراق التهدئة هو تذرعه بوصول صواريخ فردية، الآن المقاومة الفلسطينية لم تعد تستوعب أو تقبل هذه الذرائع وقد أطلقت معادلة جديدة بأنّ هذه الصواريخ غير مسؤولة عنها ولهذا فإنّ أي عدوان يأتي رداً على الصواريخ الفردية لن يمر مرور الكرام. وباعتقادي أيضاً أنّ الاحتلال «الإسرائيلي» فهم هذه الرسالة وأدرك أنّ استمرار حالة العدوان المتكرر بذريعة وبدون ذريعة وبسبب وبدون سبب أعتقد أنها انتهت ولن تعود للسابق، ولهذا هناك حالة من حالات المراجعة لدى المقاومة الفلسطينة في آليات التعامل وباعتقادي أنها ستستطيع التعامل حتى من دون أن توصل المرحلة إلى حرب، ولكن بعد استمرار القصف من دون رد أدركت المقاومة الفلسطينية أنّ هذا السلوك يشجع الاحتلال على المزيد من القصف والمزيد من العدوان، ولذلك هي تريد أن تضع الكرة في ملعب الاحتلال «الإسرائيلي» من خلال التصريح الأخير الذي أطلقه أبو عبيدة الناطق باسم القسام والذي أوضح فيه «أنّ أي عدوان سيرد عليه بمقدار هذا العدوان»، حيث أنّ هذا التصريح يعطي مساحة للوسطاء بأن يضغطوا على الاحتلال «الإسرائيلي» وأن يلجموه إذا هم كانوا حريصين على استمرار الاستقرار والهدوء في قطاع غزة.
أعتقد أنّ السلطة الفلسطينية أعجز من أن تفعل شيئاً أو أن تكون لها ردة فعل على هذه الانتهاكات، أو أن تشارك في هذه المعادلة، وللأسف السلطة الفلسطينية نأت بنفسها عن الانتهاكات والإشكاليات التي يواجهها القطاع، حيث أنّ غزة بفصائل المقاومة المتعدّدة بما فيها الفصائل التابعة لحركة فتح أو كتائب شهداء الأقصى التي تلقى رعاية خاصة من الجهاد ومن حماس، وباعتقادي أنّ الجميع أصبح يدرك جيداً أنّ السلطة الفلسطينية أضعف من أن تتدخل في هذه المعادلات وأضعف من أن يكون لها دور سواء في الجانب الإيجابي أو السلبي، ولهذا هي في حكم المتفرج أكثر من أنها في حكم اللاعب، ولهذا المطلوب من السلطة الفلسطينية فقط هو أن تصمت أو أن تحاول أن ترفع معاناة الشعب الفلسطيني إلى المحافل الدولية، وحتى هذه اللحظة السلطة الفلسطينية مقصّرة في ذلك، ولكن يؤمل في المراحل المقبلة أن يكون لها دور فعّال، خصوصاً أنّ السلطة الفلسطينية الآن تدفع ثمن سلبيتها تجاه قطاع غزة وذلك عن طريق توحش الاحتلال «الاسرائيلي» وابتلاعه مزيداً من الأراضي وإهانة السلطة الفلسطينية.
أما بالنسبة للمجتمع الدولي فهو باعتقادي غير قادر على فعل أي شئ، ولكنه سيقف في دور المتفرج، كما أنّ المقاومة الفلسطينية إذا ما استطاعت أن تؤذي الاحتلال «الإسرائيلي» وأن تضغط عليه وما استطاعت من الضغط على الأعصاب الحساسة لن يتدخل المجتمع الدولي، والاحتلال «الإسرائيلي» للأسف ما زال أكثر تأثيراً على المجتمع من القوى العربية، كما أنّ المجتمع الدولي لا يعرف لغة التودُّد أو لغة الاستجداء.
قوة المقاومة في المواجهة
من جهة أخرى، أكد محلل سياسي مختصّ بالشأن «الإسرائيلي»
أنّ الاعتداءات «الإسرائيلية» الأخيرة، وخصوصاً العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، ناهيك عن العدوانين اللذين سبقا العدوان الأخير، تكشف حجم وقوة المقاومة في المواجهة، خصوصاً أنّ الاحتلال جاء إلى هذه الحرب وهو يضع في تقديره أياماً معدودة لا تزيد عن 7 أو 10 أيام ولكنّ قوة المقاومة وصمودها فرضا على كيان الاحتلال خوض حرب استمرت 51 يوماً، وبالأمس القريب كانت هناك محاسبات على هذه الأيام وعلى هذا العدوان.
باعتقادي إنّ المقاومة استطاعت أن تثبت مرة أخرى أنّ القوة العسكرية المفرطة لا يمكن أن تكسر من مقاومة الشعب الفلسطيني وأنّ المقاومة الفلسطينية قادرة من تلقاء نفسها على تجديد نفسها وتحديث نفسها بشكل دائم ومستمر. أيضاً يمكن أن نقول إنّ الاحتلال أصبح يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ قرار الحرب على قطاع غزة. كان القرار في السابق أسهل لكيان الاحتلال للتخلص من مشاكله أو الهروب من بعض المشاكل الداخلية، ودائماً كان القطاع هو الحلقة الأضعف قياساً بجبهتي الشمال والجنوب.
اليوم أصبح القرار الصعب على طاولة الاحتلال هو اتخاذ قرار الحرب على قطاع غزة، خصوصاً بعد الحربين الآخيرتين، والسبب أنّ هناك سؤالاً أصبح عالقاً في حلق كيان الاحتلال وهو: ماذا نريد من هذه الحرب؟ إلى أي سنصل بهذه الحرب؟ عدم قدرة كيان الاحتلال، سواء القيادة السياسية أو القيادة العسكرية الإجابة على هذا السؤال، هي التي تجعل هذه الحرب الآن صعبة وصعبة جداً، وخصوصاً أنه أصبحت هناك خسائر كبيرة تواجه كيان الاحتلال في أيام دموية من الحرب، ففي الحرب الأخيرة قتل أكثر من 68 جندياً يهودياً بشهادة كيان الاحتلال وهذا العدد لم يشهده الاحتلال منذ بدء حرب عام 1948 أو في الحروب التي خاضها الاحتلال مع الفلسطينيين أو العرب بشكل كامل. وبالتالي قرار الحرب أصبح صعباً وهذه تشكل معدلة جديدة، أضيف إلى ذلك إلى أنّ الأسرى الذين يخسرهم كيان الاحتلال وهو أصعب موقف يحرجه طبعاً على المستوى الداخلي في الكيان أو على المستوى الخارجي، وهو أنّ وجود أسرى في يد المقاومة في كلّ عدوان يخوضه جيش الاحتلال يفرض على كيان الاحتلال كما آخراً بعد الحرب.
يمكن أن نضيف إلى هذه المعادلة أنه بالأمس القريب كان هناك تصعيد «إسرائيلي» وقصف لكثير من المواقع الفلسطينية داخل قطاع غزة، لأول مرة في تاريخ كيان الاحتلال تقوم باعتداء وعدوان وتصعيد ثم تخرج مباشرة بعد نصف ساعة من هذا القصف وعلى لسان وزير الحرب في الكيان والذي يعتبر من أكثر اليهود تطرفاً أفيغدور ليبرمان ليقول مبرراً هذا العدوان: «نحن لا نريد أن نذهب إلى مواجهة مع قطاع غزة، لا نريد أن نفتح جبهة مع قطاع غزة من خلال هذا التصعيد، كل ما نريده هو الحفاظ على المستوى القائم من الهدوء، والحفاظ على مستوى الردع القائم»، وبالتالي باعتقادي أن هذه الأمور كلها وضعتها المقاومة وفرضتها المقاومة على كيان الاحتلال.
تقرير مراقب الاحتلال
وحول تقرير مراقب كيان الاحتلال، والذي كشف حجم الإخفاقات الكبيرة لجيش العدو خلال الحروب المتتالية على قطاع غزة، أجاب المحلل السياسي: التقرير الذي صدر قبل يومين تحدث عن إخفاقات كبيرة لكيان الاحتلال ومن بين هذه الإخفاقات: مسألة الأنفاق والتي ما زالت قائمة والتي ما زالت مستمرة والتراشقات التي تحدث بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية بسبب هذه الأنفاق ونتيجة لهذه الأنفاق، والحديث عن أنّ هناك 15 نفقاً هجومياً اكتشفوا من جديد. والسؤال إذا كانت دولة الاحتلال تتحدث عن معرفتها لـ 15 نفقاً جديداً، ماذا تنتظر حتى الآن؟ ولماذا لم تبادر إلى هدم تلك الأنفاق؟ ولماذا لم تبادر إلى شن عدوان من أجل وقف هذه الأنفاق؟ هذا إن دلّ على شيء يدلّ على أنّ هناك حسابات أخرى اليوم دخلت إلى المعادلة، وهذه التراشقات بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية سببها عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية وفيما يتعلق بقطاع غزة، وفيما يتعلق أيضاً بالسكان.
والنقطة الأخرى التي تحدث عنها التقرير أنّ هناك وضعاً إنسانياً صعباً في قطاع غزة لا تتخذ القيادة العسكرية ولا القيادة السياسية بالمطلق أي إجراءات من أجل تحسينه، هذا الوضع الإنساني السيئ في قطاع غزة له تأثير على الأمن «الإسرائيلي». إذاً اليوم كيان الاحتلال يتحدث بشكل مختلف تماماً عما كان عليه في السابق، ففي السابق كانت القوة العسكرية هي اللغة التي يتحدث بها كيان الاحتلال، من خلال التهديد بالعدوان والتهديد بالحرب على قطاع غزة، اليوم يفرض على القيادة السياسية والقيادة العسكرية أن تبحث عن حلول أخرى غير العدوان، وبالتالي أصبح العدوان ليس الحلّ الوحيد، وأصبح الوضع الإنساني المتفجر والمتفاقم في قطاع غزة بحاجة إلى حلّ وإلى تفكير من القيادتين السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال. وبالتالي أيضاً يمكن أن نضيف هذا إلى إنجازات المقاومة الفلسطينية وقدرة المقاومة على الصمود وقدرة المقاومة على تجديد نفسها وعلى التصدي لكل عدوان برغم الخسائر، اليوم نقول إنّ المقاومة أصبحت قوة عظمى ولكن برغم الخسائر التي يتعرض لها الفلسطينيون في كلّ عدوان وبرغم تعداد الشهداء الذين يسقطون وبرغم الخسائر البشرية والمادية، إلا أنّ صمود فلسطينيي قطاع غزة وصمود المقاومة أوجد معادلة أخرى وبالتالي اليوم عندما يذهب كيان الاحتلال «الإسرائيلي» إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية من أجل فرض حلول على الفلسطينيين في قطاع غزة والبحث عن بديل دائم للوضع القائم في القطاع سواء بما يعرف بدولة غزة أو ما يعرف بالبدائل في سيناء، وكل هذه الأمور نتيجة حقيقية ونتيجة واقعية لفشل كيان الاحتلال في التعامل مع قطاع غزة.
وحول محاولة تجيير الائتلاف الحكومي اليهودي وبعض قيادات هذا الإئتلاف لمصالح حزبية، خصوصاً أنّ هناك من طالب باستقالة نتنياهو، وهناك من طالب بانتخابات مبكرة، بالإشارة إلى أنّ الجميع يحاول أن يظهر بمظهر الأكثر صرامة والأكثر حدة في التعامل مع قطاع غزة، قال: نحن نعرف أنّ هناك مشاكل كبيرة يعيشها الائتلاف الحالي وللتحديد بشكل أخص «نتنياهو» والمشاكل المتعلقة بقضايا الفساد المرفوعة في «المحاكم الإسرائيلية» ضدّ نتنياهو والتي تتعلق بضعفه أمام قادة الائتلاف القائم حالياً. وجاء
تقرير مراقب الدولة الأخير ليضيف مسائل أخرى إلى مسائل نتنياهو، اليوم إشارة أصبع الاتهام إلى نتنياهو تشكل بالنسبة إليه مسألة مقلقة جداً وخصوصاً أنّ شريكيه في هذا الموضوع وفي هذا الاتهام هما ووزير الحرب موشيه يعلون وبينيغيتس الذي كان قائد الأركان. وباعتقادي إنّ شركاء نتنياهو الذي هاجم قطاع غزة والذي قاد الحرب على القطاع يحاولون استفزازه وابتزازه من خلال التأكيد على ضعفه وأنه هو من فشل وتأكيد أن من قاد الحرب وحده بعدم إشراكهم، نحن نتحدث عن نفتالي بينيت رئيس البيت اليهودي وشريك نتنياهو في الإئتلاف والذي يرى في نفسه بأنه البديل لنتنياهو في قيادة معسكر اليمين ولكنه يريد أن يبقى في الحكومة وأن يحفظ بقاءه في الحكومة. أيضاً يمكن أن نقول إنّ هناك من يبتز نتنياهو وكان شريكاً لابيد وهو من جيش المستقبل ويوجد جيش عتيد حاول إبان العدوان على قطاع غزة الضغط على نتنياهو لخوض معركة برية في قطاع غزة، اليوم هو يقول إن نتنياهو هو من فشل. وبالتالي هو من يدفع ثمن هذا الفشل، وهذه التراشقات التي نراها في «الساحة الحزبية الإسرائيلية» لم تكن موجودة قبل 2014، هذا التعامل بهذا الشكل وهذه التسريبات التي خرجت من «الكابينت» عن إدارة العدوان على قطاع غزة، وكلّ هذه الأمور لم تكن موجودة من قبل في الساحة السياسية «الإسرائيلية» ولكنها فرضت نفسها.
ان ما فرض هذا الأسلوب وهذا الواقع، هو أيضاً نتيجة فشل العدوان الأخير على قطاع غزة كما العدوان الذي سبقه. وبالتالي هذه التغييرات داخل الحلبة السياسية في كيان الاحتلال، من يدفع ثمنها الآن هو نتنياهو، حيث أنه يعرف نفسه الشخص الأقوى في كيان الاحتلال ولكنه في حقيقة الأمر هو قوي بسبب ضعف من حوله.
التوسُّع الاستيطاني
كيف تنظرون إلى رفع وتيرة قمع كيان الاحتلال في أراضينا المحتلة عام الـ 48 وتصاعد مشاريع ومخططات الاحتلال الاستيطانية وهدم المنازل في أم الحيران، والنقب، وفي الداخل المحتل؟ وكيف يمكن مواجهة هذه المخططات؟ وأين هو المجتمع الدولي من هذه الإدانات، خصوصاً أن هناك إدانات كبيرة للمستوطنات والتي لا تمتلك أي غطاء قانوني. ماذا يمكن أن يقدم المجتمع الدولي بعيداً عن هذه الإدانات التي شبعنا ومملنا منها؟ وكيف يمكن أن يتعاظم الفعل الفلسطيني أمام هذه الانتهاكات؟
الضعيف يفكر بشكل أكثر افتراساً وبشكل قوي لأنه لا يملك بدائل وهذا ما يحدث بالضبط في كيان الاحتلال، نتنياهو يحاول أن يطيل أمد بقائه في الحكومة لأن كل المشاكل التي تحدثنا عنها وبالتالي هو يريد إرضاء جميع الأحزاب معه في الائتلاف وهي جميعها أحزاب يمينية متطرفة تؤيد الاستيطان والاستيلاء على الأراضي وتؤيد مصادرة حقوق الفلسطينيين وبناء المستوطنات وخصوصاً إذا كنّا نتحدث عن البيت اليهودي وبينيت الذي هو يعتبر من أكثر الضاغطين الذين يمارسون الاستبداد السياسي على نتنياهو الذي يحاول أن يفشل كل هذه المخططات من أجل استرضاء هؤلاء الشركاء ومن أجل البقاء في الحكومة والنقطة الأخرى أن نتنياهو يهرب من مشاكله الأخرى ويحاول أن يهرب من الضغط الذي يمارس عليه من الداخل «الإسرائيلي» سواء في ما يتعلق بملفات الفساد أو تعطيل المسيرة السياسية من خلال الهروب إلى مواصلة الاستيطان ومصادرة الأراضي.
وبالنسبة إلى ما حدث في أم الحيران على سبيل المثال كان هناك قرار من المحكمة «الإسرائيلية» لتأجيل تنفيذ القرار أو تمديده لكن نتنياهو سارع إلى التنفيذ من أجل التغطية على التحقيقات التي كانت تجري معه من قبل الشرطة «الإسرائيلية» وبالتالي حدث ما حدث. ويجب أن ندرك تماماً أن ما يقوم به نتنياهو هو السياسة العامة المفروضة الآن في كيان الاحتلال من خلال القيادة اليمينة لهذا المعسكر. أضف إلى ذلك أنّ نتنياهو يحاول استغلال التغيير السياسي الحاصل الآن في الولايات المتحدة الأميركية ودخول ترامب إلى البيت الأبيض وإلى تأييده المطلق لكيان الاحتلال والاستيطان، وأنه لا يرى مع الاستيطان مواصلة للعملية السلمية، ويذهبون بشكل مباشر من أجل استثمار هذه الحالة في اقتلاع أكبر عدد ممكن من أراضيهم ومصادرة الكثير من الأراضي، إلى جانب أن هناك توقفاً كاملاً للمسيرة السياسية، وضعف الموقف الفلسطيني السياسي الرسمي في ملاحقة كيان الاحتلال وفي مطالبة كيان الاحتلال وفي المفاوضات، وعدم رؤية السلطة الفلسطينية أنها شريك.
الكنيست «الإسرائيلي» يدعم هذه المخططات بقرارات عنصرية داخل «الكنيست» لمحاولة قوننة أو إصدار قوانين تؤيد هذه الأمور فيما يتعلق بقانون التسوية على الأراضي الفلسطينية، كلّ هذه محاولات حديثة وجادة من أجل تفجير الواقع على الأرض وتفجير معادلة جديدة حتى وإن تدخلت الولايات المتحدة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي، وأن تصبح الأمور في حال السيطرة الكاملة لكيان الاحتلال.
عندما نتحدث عن الموقف الأوروبي وعندما نتحدث عن الإدانة الدولية، كلّ هذه الإدانات لم تستطع بالمطلق أن تغير من منطق كيان الاحتلال، لأنّ هذا الكيان يتعامل باستعلاء مع القانون الدولي كما يتعامل مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ومع الجميع وبالتالي كل هذه القرارات التي تصدر يلقي بها كيان الاحتلال بعرض الحائط، لأن ليس هناك محركاً فلسطينياً يستطيع أن يستثمر هذه القرارات، وليس هناك عملاً سياسياً فلسطينياً يستطيع أن يحمل هذه القرارات إلى محكمة العدل الدولية في جنيف أو لاهاي.
ولكنّ الموقف الفلسطيني الرسمي ضعيف وبالتالي حتى المواقف الأوروبية التي تصدر لا يمكن استثمارها لأنّ العمل الفلسطيني في الساحة الدولية سواء في المحاكم الدولية أو حتى في الأمم المتحدة لا يشكل ضغطاً كبيراً على كيان الاحتلال.
دائماً عندما يحدث شيء ضد كيان الاحتلال أو عندما يصدر قانون لمصادرة الأراضي نسأل: أين مسؤوليات الأمم المتحدة؟ وأين مسؤوليات دول الاتحاد الأوروبي؟ وأين مسؤوليات جامعة الدول العربية؟ ولكن لم نسأل أنفسنا مرة أين هي مسؤولياتنا، وأين مسؤوليات السلطة الفلسطينية تجاه ما يحدث؟ وأين مسؤولية الفلسطينيين أنفسهم من ما يحدث؟ لماذا لم يتم مثلاً توقيت وقف التنسيق الأمني مع كيان الاحتلال؟ لماذا لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن انتهاء عملية «أوسلو»؟ لماذا لا يعيد رئيس السلطة الفلسطينية ملفات «أوسلو» إلى الأمم المتحدة وإلى الولايات المتحدة الأميركية، ويقول بالحرف الواحد أنتم أعلنتم عن انتهاء حل الدولتين ولكنّ هذه القوانين التي يقوم بإصدارها كيان الاحتلال من مصادرات للأراضي وانتهاكات، دعونا نتنازل عن «اتفاقية أوسلو» والتي هي بالحرف الواحد هي اتفاق بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال على الاعتراف بكيان الاحتلال قبل إقامة السلطة.
«إسرائيل» الآن تتحدث عن انتهاء هذا الحل، ما الفائدة من أن نبقى متمسكين بـ «اتفاقية أوسلو». باعتقادي يجب أن يكون هناك تحركاً فلسطينياً جديد لأنّ الفلسطينيين يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم أولاً.
وحول التصعيد الأخير من قبل جيش الاحتلال بقصف مواقع في قطاع غزة، هل هي جولات محدودة أم هي ردة فعل وفعل فقط؟ وما هي الرسالة منها؟ وهل تتحمل الجبهة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة أي عدوان جديد؟ وهل من الواجب على حركات المقاومة أن تضع معادلة جديدة للرد على الانتهاكات وخرق الاحتلال مرات عديدة اتفاق وقف إطلاق النار إبان الحرب الأخيرة على القطاع، في ظلّ التزام تام من حركات المقاومة بعدم الردّ والانضباط الكامل باتفاق التهدئة؟ يجيب: كيان الاحتلال أعلن أكثر من مرة أنه غير معني بأي عدوان جديد على قطاع غزة وبحكم متابعتنا وقراءتنا لما يجري على الساحة «الإسرائيلية» ومجريات الأحداث داخل كيان الاحتلال فإن «إسرائيل» الآن أبعد ما يكون عن عدوان واسع على قطاع غزة وهي لا تريد هذا العدوان. لكن أحياناً المعادلات لا تقاس بالقراءة، أحياناً الواقع يفرض نفسه وبالتالي أعتقد أنه لو حدث إطلاق للقذائف الصاروخية التي تسقط في الأراضي المحتلة في أوقات معينة، ولو وقع قتلى أعتقد أنّ كل هذه الأمور ستتغير وليس لأحد أن يعرف إلى أين ستصل.
أما ما يتعلق بالجبهة الداخلية الفلسطينية، فإن سكان القطاع يعيشون تحت الحصار في أوضاع معيشية صعبة ونعيش في وضع اقتصادي سيئ. نعيش في بقعة سكنية مكتظة بالسكان وهي عبارة عن كتل إسمنتية في وقت يمكن أن تنفجر فيه الأمور، وبالتالي حتى برغم كل هذه الظروف كان الشعب الفلسطيني يصمد وبعد كل عدوان يخرج على أنه منتصر في هذا العدوان طالما أنه ما زال حياً، وواقفاً على قدميه.
نعم المقاومة لديها ما تقوله في هذا الأمر، والمقاومة تسيطر على الأمر في قطاع غزة، وأعتقد أن المقاومة أيضاً غير معنية بخوض أي معركة مع جيش الاحتلال في قطاع غزة، خصوصاً أنها ما زالت في مرحلة الانتهاء من الإعداد والبناء، ولكن لو فرضت هذه المعركة أعتقد أن المقاومة جاهزة لأي مواجهة، وأعتقد أن المقاومة في أكثر من تصريح تحدثت أنها جاهزة لمثل هكذا عدوان وإن كانت هي أيضاً تحاول أن ترسل رسائل كما يوصل الاحتلال رسائل للمقاومة بأنهم غير معنيين بهذا التصعيد، وكل ما يريده الاحتلال هو أن يبقى الوضع كما هو عليه أطول فترة ممكنة للمحافظة على الهدوء من ناحيته.
وختاماً نقول إنّ هذه الرسائل المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال تعني أنّ المواجهة يتم تأجيلها في كل مرحلة وباعتقادي أنّ الأيام القليلة المقبلة ستشهد نوعاً من التغيير إما على الساحة السياسية «الإسرائيلية» أو نكون أمام عدوان جديد على قطاع غزة.
ولأن شعبنا يأبى أن يكون لقيطاً على موائد الأمم، بقي محافظاً على قراره السيادي. ولحين الإجابة على تلك التساؤلات، سننتظر ظهور الحقّ وإبطال الباطل وستتضح الرؤية. وسنرى…
«إن حقيقة فلسطين هي عقيدة أمة حية وإرادة قومية فاعلة تريد الانتصار» سعاده