حرب الصغار على الكبار…
معن حمية
«أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي». هذا البيت من الشعر ينطبق حفراً وتنزيلاً على هيكل جامعة الدول العربية، الفاقدة الحياة من دون سورية. وينطبق أيضاً على أمينها العام أحمد أبو الغيط، والواقفين خلفه يلقنونه بـ»الملعقة» ما يجب أن يقول، وما يجب أن لا يقول.
وقول أبو الغيط، إنّ الوضع ليس جاهزاً لعودة سورية إلى الجامعة العربية، هو نتاج التلقين، حيث إنّ هذه المسمّاة جامعة دول عربية، صارت كناية عن مجموعة قابضة، تقبض على قراراتها وسياساتها دول الغاز والكاز العربي.
بمفهوم الدول القابضة، طبيعي أن تضيق الجامعة بسورية، لأنّ حجم سورية السياسي والمعنوي والحضاري يفوق أضعافاً مضاعفة حجم دويلات النفط مجتمعة، وعودة سورية إلى الجامعة في ظلّ الوضع الحالي، من شأنها أن تكشف هذا التفاوت في الأحجام والأوزان، بين العمالقة سورية نموذجاً وبين الأقزام دويلات الكاز نموذجاً .
وبمفهوم الدول القابضة، فإنّ العراق أيضاً ليس مرغوباً به في الجامعة، وقد أصدرت هذه الجامعة قراراً يدين بغداد ضمناً على خلفية اتهامها بالتورّط في اختطاف قطريّين. كما أنّ الجزائر ومصر ستكونان في المستقبل مستهدفتين، وربما تستهدف دولٌ أخرى. إنها حرب الصغار على الكبار.
قد لا تكون لدى سورية رغبة في العودة إلى الجامعة العربية بوضعها الحالي، ذلك أنّ الأولوية السورية اليوم هي لإلحاق الهزيمة بالإرهاب، وبهزيمة هذا الإرهاب ينشأ واقع عربي جديد، وتتحرّر مؤسسة الجامعة من قبضة الرشاة والمرتشين، لتلعب دوراً ما في خدمة القضايا العربية.
ما يجمع سورية والعراق والجزائر وحتى مصر، أنها دول منشغلة في محاربة الإرهاب، لذلك لا عجب أن تقرّر الجامعة تجميد عضوية دمشق، أو تسطير بيانات الإدانة ضدّ بغداد، أو تجاهل دور لبنان والجزائر ومصر وبعض الدول الأخرى.
المفارقة، أنّ الدول التي تواجه الإرهاب في ساحاتها وميادينها، تجد مَن يقف بوجهها في مؤسسة الجامعة العربية.. فأيّ علاقة بين الإرهاب وبعض العرب؟
بعقلية الجامعة العربية وأمينها العام ومَن يقف خلفه موجّهاً وملقناً، لن تنجح قمة عربية بلا سورية.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي