«أستانة 3» هل يتكرّر سيناريو «أستانة 2»؟

حميدي العبدالله

تقرّر أن تعقد جولة جديدة من لقاءات أستانة تشارك فيها الجماعات المسلحة التي وافقت على وقف إطلاق النار، ووفد الجمهورية العربية السورية، وبمشاركة ممثلين عن الدول الضامنة الثلاث، روسيا وإيران وتركيا.

معروف أنّ «أستانة 2» أخفق في تحقيق أيّ تقدّم باستثناء تكريس مشاركة إيران في الآلية التي سوف تشرف وتنفذ الاتفاق العسكري القاضي بوقف إطلاق النار.

أكثر من ذلك شهد «أستانة 2» توتراً ملحوظاً بين إيران وتركيا واستمرّت ذيول هذا التوتر ما بعد انتهاء أعمال اللقاء، ويمكن القول إنه بسبب ذلك لم يجر أيّ تقدّم في تحقيق أهداف إعلان موسكو، والاتفاق الروسي – التركي، الذي نص صراحة على الفصل بين مواقع قوى المعارضة المسلحة التي وافقت على الاتفاق وبين التشكيلات المسلحة الأخرى التي رفضته، سواء كانت مصنفة إرهابية دولياً أم لا.

السؤال المطروح الآن هل ستكون نتائج «أستانة 3» مشابهة لنتائج «أستانة 2»؟

الجواب يكمن في الواقع السياسي القائم ودرجة الاختلاف بينه وبين الواقع السياسي الذي عقدت في ظله لقاءات «أستانة 2».

لا شك أنّ الواقع قد تغيّر، إذ حصلت تطورات ميدانية وأخرى سياسية قد تجعل نتائج «أستانة 3» مختلفة عن نتائج «أستانة 2»، ومن أبرز التطورات ما يجري في منبج لجهة وقوف الولايات المتحدة بقوة فاجأت تركيا إلى جانب وحدات الحماية الكردية، وزيادة كميات الأسلحة التي قدّمتها واشنطن للأكراد، حيث تنظر أنقرة إلى هذه التطورات بقلق شديد وتعتقد أنقرة أنّ إدارة ترامب تمارس السياسة ذاتها التي مارستها إدارة أوباما، أيّ تفضيل الأكراد والتعاون معهم من دون أخذ تحذيرات تركيا بعين الاعتبار، ومن شأن هذا التطور أن يقرّب تركيا أكثر من محور موسكو وإيران ويجعلها أكثر إيجابية، في حين أنّ «أستانة 2» عقد في ظلّ وعود أميركية بمراجعة السياسية الأميركية إزاء الأكراد.

تطور آخر سيكون له تأثير على لقاء «أستانة 3»، ويكمن هذا التطور في استئناف جبهة النصرة التي تطلق على نفسها تسمية «هيئة تحرير الشام» تصفية الجماعات المسلحة المرتبطة بتركيا في ريف إدلب، وتحديداً حركة أحرار الشام، الأمر الذي يجعل تركيا في وضع صعب لجهة استمرار تعطيلها الفرز بين الجماعات الموافقة على الاتفاق والرافضة له.

يمكن الاستنتاج بناءً على هذه التطورات وغيرها أنّ «أستانة 3» قد يكرّس هذه المرة عملية الفصل، ويعزز وقف إطلاق النار, إذا تمّت عملية الفصل مع الجماعات التي وافقت على وقف إطلاق النار، هذا إذا ظلت لديها مناطق تسيطر عليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى