محاضرة لسفير الصين في «اللبنانية»: طريق الحرير يعزّز التعاون بين الدول ويخلق أقطاباً عدة
حاضر سفير الصين كيجيان وانغ عن «الصين: طريق الحرير والحزام الاقتصادي»، في المعهد العالي للدكتوراه في سن الفيل ـ حرش تابت، بحضور العميد البروفسور محمد محسن، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية ـ الصينية د. مسعود ضاهر، رئيس بلدية بيت مري المحامي أنطوان مارون، وعدد من الأساتذة وطلاب الدكتوراه.
استهلت المحاضرة بكلمة للعميد محسن رحب فيها باسم رئيس الجامعة اللبنانية وباسم المعهد العالي للدكتوراه «فالجامعة اللبنانية قطعت أشواطاً في إرساء دعائم التعاون الأكاديمي والثقافي بين لبنان والصين. أساتذة من الجامعة اللبنانية ومثقفون لبنانيون زاروا الصين بدعوة كريمة من السفارة الصينية، ولجان وهيئات التعاون اللبناني الصيني، وقد عادوا بانطباعات وقناعات جيدة حول التطور الأكاديمي والثقافي للجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات في أهم المدن الصينية. وقد وفد إلى الجامعة اللبنانية عدد من الوفود وطلاب الدكتوراه أكملوا مسيرة التعاون والتقارب بين الشعبين الصديقين».
وتابع: «إنّ طريق الحرير والأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية للتجربة الصينية تحديات كبيرة في عالم متغير بسرعة هائلة، والإصلاح والانفتاح الصيني واقتصاد السوق الاشتراكي ومواجهة العولمة هي من الموضوعات الأساسية لفهم موقع الصين في العالم».
وقال السفير كيجيان: «أحاول أن أضع بعض الأفكار التي أجدها مفيدة لفهم السياسات الصينية وتوجهاتها والصعوبات التي تواجهها الصين. وأعرف أنّ الأصدقاء اللبنانيين مهتمون جداً بحزام طريق الحرير، والذي سبق لي أن قمت بعدة حوارات حول هذا الموضوع في لبنان. وهذه المبادرة هي مبادرة حزام الطريق المقصود به الحزام الاقتصادي أي الطريق البحري للقرن الحادي والعشرين، وهذه مبادرة طرحت من قبل الرئيس الصيني في العام 2013، عندما زار كازاخستان. والفكرة الأساسية لهذه المبادرة هي بناء حزام اقتصادي يربط بين الصين شرقاً وأوروبا غرباً مروراً بشرق أوروبا وروسيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الشرقية».
وقال: «نجد على الخريطة أنه كانت شبكة مواصلات منذ ألفي سنة بين شرق آسيا وغربها وصولاً إلى أوروبا وأفريقيا وكانت أبرز البضائع هي الحرير والخزف الصيني والتوابل العربية، حيث بدأ طريق الحرير من عاصمة الصين القديمة شيان مروراً بآسيا الوسطى والشرق الأوسط من البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. وكانت شبكة الطرقات تشكل عدة مسارات وهي المسار الشمالي من الصين إلى روسيا حتى بحر البلطيق. ومسار الوسط يبدأ من الصين مروراً بآسيا الوسطى وصولاً إلى البحر المتوسط. وطريق الجنوبي من الصين إلى جنوبي شرقي آسيا ثم الهند والخليج إلى غرب آسيا ثم أفريقيا، وهذه الخطوط كانت تشكل حزاماً عريضاً لآسيا الوسطى وآسيا الشمالية والجنوبية إلى أوروبا وأفريقيا».
وأضاف: «الآن نفكر في إنعاش الطريق البحري للقرن الواحد والعشرين حيث يبدأ طريق الرحلات من الصين إلى اتجاهين واحد نحو أستراليا أو التوجه إلى أوروبا عن طريق جنوب شرق آسيا بما يأتي بالمنفعة الاقتصادية لكلّ الدول الواقعة على هذه الطرق. وتعزيز التواصل التجاري بين هذه الدول والتعاون المالي والمصرفي، بالإضافة إلى التواصل الإنساني حيث كان طريق الحرير القديم يمثل الانفتاح والفائدة الاقتصادية بين كل الدول والبعض طرح هذه المبادرة لاقت ترحيباً كبيراً من العديد من الدول التي تقع على هذا الحزام. وقد تم إنشاء صندوق طريق الحرير وبنك استثماري وقد حصلت منجزات كثيرة خلال هذه الفترة».
وقال: «هذه المبادرة تشكل منصة جديدة للتعاون بين هذه الدول، فنجد تعاوناً سياسياً وثقافياً، وتخدم الدول النامية عموماً وزيادة التعاون على مختلف الأصعدة. ونحن نرى من الناحية السياسية أن طريق الحرير يعزّز التعاون بين الدول ويخلق أقطاباً عدة بخلاف الأحادية في النظام العالمي. ما هي نقاط النمو الجديدة في الاقتصاد الصيني؟ إذ أننا نركز على أطر التعاون مع مختلف مناطق العالم إلا أننا نجد مناطق التي تقع بين الصين وأوروبا وهي بمعظمها روسيا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وهي دول تنقصها رؤوس الأموال والتكنولوجيا والخبرة مع العلم بوجود موارد طبيعية كبيرة فيها».
وختم: «أنتهز هذه الفرصة لأضعكم في بعض النقاط الأساسية حول ما قامت به الصين أخيراً، اقتصادياً حيث توقفت نسبة التراجع في الاقتصاد الصيني ويتجه اقتصادنا نحو الاستقرار».
ثم دار حوار مع الحضور حول دور الصين في السياسة العالمية وعلاقاتها مع أميركا ودول بريكس والعالم العربي ولبنان.