أيام السينما الصينية في مختلف المحافظات السورية
على وقع الموسيقى الصينية بالأصوات السورية المتميزة من جوقة «قوس قزح»، افتُتحت أيام السينما الصينية في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق. وجال وزير الثقافة السوري محمد الأحمد والسفير الصيني في سورية تشي تشيانجين، بحضور نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، في معرض للصور الضوئية الذي عكس الوجه الحضاري والثقافي للصين، وتاريخها العريق، مبرزاً أهم معالمها السياحية. وليبدأ الافتتاح بفيلم وثائقيّ غلبت الطبيعة على ملامحه، مستعرضاً برفقة الموسيقى والغناء الصينيين، ملامح الصين ببحرها وجبلها وطرقاتها وحضارتها وفولكلورها.
علاقات قديمة وعميقة ومتجذرة بين سورية والصين تتوج اليوم بالتبادل الثقافي من بوابة الفنّ السابع، ليكون مُنطلَقاً للقاء الشعوب وتعرّفها إلى، لأن السينما تبقى أفضل حامل لإرث الشعوب وتاريخهم، وذاكرتهم تبقى عميقة تخلد بها الحضارات.
وفي تصريح صحافي لفت الأحمد إلى أهمية العلاقات الثنائية مع الصين الصديقة، منوّهاً بتفوّق السينما الصينية وبراعة صنّاعها وعلوّ مستواها الفنّي، إضافة إلى كونها حاملةً الإرث الحضاري الإنساني للشعب الصيني. مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد تعاوناً ثقافياً منوّعاً مع الصين للتعرف إلى ثقافات الشعوب والدول.
بدوره، أكّد السفير الصيني أكد رغبة السفارة بتعزيز الفعاليات الثقافية والانسانية بين البلدين، لتعريف الشعب السوري بتاريخ الصين وحضارتها، والحياة اليومية فيها. معرباً عن سعادته بافتتاح أيام السينما الصينية في دار الأوبرا.
وقال: كانت معرفتي بسورية قبل القدوم إليها متواضعة، تقتصر على ما تتناقله وسائل الإعلام وصور الحرب الجنونية. وعندما أتيت إليها رأيت أن القذائف والصواريخ لم تُفقد السوريين حبّ الحياة، وهم يقاومون سطوة الارهاب، وأقدر عزيمة الحكومة والشعب السوري بمواجهة الحرب بصمود عظيم لغد افضل.
وأكّد السفير أنّ الصين وسورية تفخران بحضارتيهما وتاريخيهما، منوّهاً بتفوّق القطاع السينمائي الصينيّ، حيث تعدّ الصين ثالث أكبر دولة في صناعة الأفلام
وأضخم سوق سينمائيّ في العالم، وتم اختيار مجموعة أفلام لأيام السينما الصينية بقضايا متنوّعة لتكون نافذة على ثقافة الصين وتاريخها، متمنّياً تنظيم فعاليات ثقافية أكثر في المستقبل والنجاح للاسبوع السينمائي.
من جانبه، أشار مدير عام المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين إلى أن السينما الصينية تتميز برقيّ طرحها وحرفيّة صنّاعها وقوّة لغتها البصرية. مؤكّداً دور الثقافة في تلاقي الشعوب والحضارات، وأن السينما أهم أداة للتعريف بالأمم، متمنّياً أن تكون هذه الفعالية خطوة نحو فعاليات ولقاءات ثقافية مشتركة قادمة بين البلدين.
وحول مشاركة جوقة «قوس قزح» في الافتتاح لفت قائد الجوقة حسام الدين بريمو في حديث إلى «البناء»، إلى أنها أدّت أغنية «الرعيان» وهي نَصّ صينيّ بنوتات لمؤلفات صينية، وتم تنفيذ الموسيقى في الاستديو والاستعانة بالكمبيوتر لإدخال بعض الآلات الموسيقية الصينية التقليدية، وتميزت الجوقة ببراعة الاداء والاندماج والتآلف مع الغناء الصيني.
وكان افتتاح أيام السينما الصينية بعرض لفيلم «محاربا العاصفة»، وهو يقدّم رحلة إلى عالم الاساطير الصينية العريقة المتميزة بثقافة الكنفو الغنية بالفنون القتالية الانسانية النبيلة، ويحكي عن زعيم عصابة الأشرار الذي يغزو مجتمع الكونفو الأخيار طمعاً بالاستيلاء على أثمن كنوزه، مترافقاً بموسيقى آسرة ومشاهد بصرية أخاذة وأزياء تقليدية لافتة.
والفيلم لا يقدّم مادة سينمائية متقنة وراقية صناعةً وموضوعاً فحسب، بل تلامس مشاعرنا وما يجري في سورية اليوم. فلطالما اختار الشرّ أن يبدأ بالطغيان والعدوان، ولطالما اختار الخير أن ينتصر في مواجهته مهما بلغت التضحيات، وسورية شامخة بكلّ جراحاتها وتضحياتها، وقد اختارت أن تنتصر.
وتستمرّ أيام السينما الصينية إلى 18 الشهر الحالي بفعاليات في دمشق والسويداء وحمص واللاذقية وطرطوس.