مؤشر الصواريخ السورية بقياس الحرب الإرهابية الكونية
معن حمية
منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، والعدو الصهيوني يؤدي دوراً رئيساً في هذه الحرب لمصلحة المجموعات الإرهابية، سواء من خلال دعم هذه المجموعات بصورة مباشرة، أو من خلال تنفيذ غارات جوية على الأراضي السورية.
هذا الدور «الإسرائيلي» في الحرب على سورية، والغارات التي تكرّرت، أوصلت قيادة العدو إلى سوء تقدير بشأن قدرات سورية وعناصر قوتها، وهذا خطأً صهيوني قاتل في حال تكرّر بعد إطلاق الصواريخ.. لأنه باعتقاد الكثيرين أنّ المسألة ستتخطى قواعد الاشتباك الجديدة إلى حدّ المواجهة المفتوحة.. على قاعدة أنّ ما بعد صواريخ 17 آذار ليس كما قبله.
نعم، أن تضغط سورية على زر إطلاق الصواريخ مستهدفة طائرات «إسرائيلية» كانت تقصف مواقع سورية قرب مدينة تدمر، فهذا يعني انطلاق مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع العدو الصهيوني، قد تكون الأصعب والأدق والأخطر في تاريخ الصراع مع العدو.
ليس مهماً معرفة ما إذا كانت الصواريخ السورية أصابت أهدافها، أم لم تُصبْها، فـ «إسرائيل» تستطيع إخفاء الأمر، والادّعاء بأن أياً من طائراتها لم تُصَب، لكن ما هو أهمّ أنّ زر الإطلاق أصبح قيد التشغيل، وصار في متناول اليد السورية المخوّلة الضغط عليه، ومثلما دخلت الصواريخ السورية إلى عمق المناطق الفلسطينية المحتلة، قد لا يطول الوقت ونرى هذه الصواريخ تحلّق في أكثر من فضاء وحول كلّ أرض.
والأهمّ أيضاً، أنّ مؤشر إطلاق الصواريخ، وبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في هذا الخصوص، يكشف إصراراً لدى القيادتين السياسية والعسكرية في سورية، على التصدي لأيّ محاولة «إسرائيلية» مهما كان حجمها ونوعها. وهذا يدلّ على تبدّل الظروف والأوضاع السورية، وأنّ سورية باتت في موقع يمكنها من التعامل بحزم وقوة مع كلّ جبهة حربية تُفتح أو تتفعّل ضدها.
تزامناً، نفذت الولايات المتحدة الأميركية غارة على قرية الجينة في ريف حلب الغربي، أودت بحياة أشخاص في أحد مساجد القرية، ما يكشف عن تنسيق مشترك في العمليات العدوانية التي تستهدف الأراضي السورية… نصرة للإرهاب.
وعليه، يصحّ القول، بأنّ مؤشر الصواريخ السورية، بات على قياس الحرب الإرهابية الكونية.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي