السيد نصر الله: قانون الانتخاب يشكّل مصير البلد والنظام السياسي والدولة
شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أننا «ضد زيادة الضرائب على الفقراء وذوي الدخل المحدود. وهذا موقفنا منذ دخلنا إلى مجلس النواب»، مشيراً إلى أن هناك إسلوباً يمكن اتباعه في عدم فرض ضرائب جديدة على الفقراء لكن هناك مَن لا يقبل هذا المنطق.
وأطلق السيد نصر الله سلسلة مواقف في كلمة له خلال الاحتفال الذي نظّمه حزب الله في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء. وأوضح أنه «تجب مقاربة ملف الضرائب في لبنان بعيداً عن المزايدة وتصفية الحسابات والأكاذيب»، وأشار إلى أن الشعبوية لا تنفع في مقاربة ملفّ الضرائب، لأنها تربّح في مكان وتخسّر في آخر، والمطلوب الإنصاف لأصحاب السلسلة والإنصاف لأصحاب الأجور المتدنية.
كما أعاد الأمين العام لحزب الله تأكيد أن «حزب الله مع إقرار السلسلة ويؤيدها حتى النهاية»، وقال «إننا لا نجامل 260 ألف عائلة مستفيدة منها بل هذا حق»، سائلاً «ما هي المشكلة في فرض ضرائب على الأغنياء والأملاك البحرية والمؤسسات الكبيرة؟». مؤكداً أن الدول كلها تعتمد هذا الاسلوب.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن هناك بدائل وخيارات لتمويل السلسلة لكنها تحتاج إلى جرأة وإلى تنازلات وعدم مزايدة وتصفية حسابات، وأوضح أنه يمكن تمويل السلسلة المطروحة في المجلس النيابي من دون زيادة ليرة واحدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وطالب السيد نصر الله المسؤولين أن يكونوا ليوم واحد مع فقراء لبنان، وأن يتخذوا موقفاً جريئاً أمام مَن يكدّس أمواله والذهب والفضة من أموال الناس، ولفت إلى أن المطلوب في موضوع السلسلة الجدية للتوصل إلى حلول.
وتحدث السيد نصر الله عن أهمية التوصل إلى قانون الانتخابي، وقال اليوم ضاق الوقت، ضاق كثيراً. اللعب على حافية الهاوية بات خطيراً أيضاً. بعض القوى السياسية يؤجل ويؤجل إلى أن نصل حافية الهاوية. هذه اللعبة خطيرة جداً. اليوم عندما يوضع اللبنانيون أو الشعب اللبناني أمام خيارات متل الفراغ أو التمديد أو العودة إلى قانون الستين، فهم يوضعون أمام خيارات سيئة جداً ـ وأتمنى أن يسمعوني جيداً ـ خطيرة جداً، خطيرة على البلد. الوقت انتهى، اللعب على حافة الهاوية بات مغامرة كبيرة، ليس لقوة سياسية معينة، بل لكل القوى السياسية وعلى مستوى البلد، وخطير على البلد، لذلك خلال ما تبقى من أيام تجب مقاربة قانون الانتخاب بطريقة مختلفة.
وقال: «نحن لا نقترح قانون انتخاب على قياسنا وعلى قياس حلفائنا بل نقترح قانوناً يحقق تمثيلاً عادلاً للجميع». نحن نبحث عن قانون انتخاب ليس لمرة واحدة، الذي يسنّ قانوناً لمرة واحدة يعني أنه يسنّ قانوناً على قياسه، يعني أنه يرى أن ظروفه الآن مناسبة، فيعمل قانوناً لمرة واحدة، مثلما كان يحصل في السابق.
وأشار إلى أنه يجب أن يقبل كل طرف بالعودة إلى حجمه الطبيعي. وهذا ما تقوله العدالة ويقوله الإنصاف.
وفيما شدد السيد نصر الله على أنه يجب أن يكون العمل ليلاً نهاراً حتى الوصول لقانون انتخابي، قائلاً «هذا من أوجب الواجبات الوطنية، بل هو أوجب من الموازنة ومن السلسلة ومن تمويل السلسلة، مع أهمية هذه الملفات، لأن الموازنة والسلسلة تحمل تأخيراً بعدُ لأسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أو ما شاكل، وهي انتظرت سنوات، أما قانون الانتخاب فيشكل مصير البلد والنظام السياسي والدولة، والوقت لم يعد يحتمل».
وتابع: نحن نقترح قانوناً دائماً للانتخابات على أساس عادل. ما نطمح إليه حقيقة هو تمثيل عادل لجميع فئات الشعب اللبناني، وأوسع تمثيل ممكن حتى للأحزاب الصغيرة وللجماعات السياسية الصغيرة وللقوى السياسية المحدودة الشعبية، «نبقى فاتحين لها الباب»، أوسع مشاركة ممكنة في مجلس النواب. هذه مصلحة وطنية وهذه ليست مصلحة حزب أو طائفة أو مذهب أو تيار.
وشدّد على أن عدالة التمثيل التي نتمسك بها جميعاً هي مصلحة وطنية، وهي من مصلحة الجميع. لكن النقاش هو ما يحقق عدالة التمثيل والتمثيل الواسع؟ هنا تعود الناس لتقيس على أحجامها، نحن عندما تحدّثنا عن النسبية، بمعزل هل تريدون نسبية لبنان دائرة واحدة؟ هل تريدون محافظات خمس؟ هل تريدون أكثر من محافظات خمس؟ هل تريدون الصوت التفضيلي؟ كيف يكون الصوت التفضيلي، هذه كلها قابلة للنقاش. نحن نتكلم بمبدأ النسبية. القانون الذي يحقق عدالة تمثيل في لبنان للجميع وأوسع تمثيل للجميع، هو القانون الذي يعتمد على النسبية الكاملة. لا نريد أن نزيد حصتنا ولا نريد أن ننقص حصتنا. نحن تنقص حصتنا وغيرنا يجب أن يقبل بأن تنقص حصته لمصلحة أن يأتي آخرون أيضاً إلى المجلس النيابي ويتمثلوا ويحضروا ويشاركوا في وضع القوانين وفي إعطاء الثقة، في مناقشة الحكومة، في انتخاب رئيس جمهورية، في تحديد سياسات البلد، ما هي المشكلة أن يكون جميع الناس في المجلس النيابي؟
ولفت السيد نصر الله في بداية حديثه إلى التقرير الذي صدر عن منظمة الإسكوا الذي يتهم «إسرائيل» بالفصل العنصري، والضغوط التي تعرضت لها الأمم المتحدة من قبل أميركا و«إسرائيل» لسحب هذا التقرير، مثنياً على السيدة ريما خلف الأمينة العامة التنفيذية التي قدّمت استقالتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة رافضةً سحب التقرير.
فقد قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن منظمة الإسكوا قبل أيام أصدرت تقريراً تصف فيه أعمال الاحتلال الذي يمارسه الكيان «الإسرائيلي» على فلسطين، وأضاف إن «التقرير اتهم «إسرائيل» بإقامة نظام فصل عنصري»، وأوضح أن «أميركا و«إسرائيل» ومَن معهما قاموا بالضغط على الأمم المتحدة من أجل سحب التقرير».
ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة رضخ لضغوط الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل»، مشيراً إلى أن «الأمين العام طلب من الأمينة العامة التنفيذية للإسكوا سحب التقرير، لكن السيدة «ريما خلف» رفضت سحب التقرير وقدمت استقالتها».
كما أشار إلى أن ما حصل يؤكد خضوع المنظمة الدولية لأميركا وللكيان الصهيوني، مؤكداً أنه لا يمكن الرهان عليها، وتابع أنه أمام مشهد السيدة خلف التي تركت مركزها ومصدر رزقها وأخذت موقفاً إنسانياً يعبر عن الضمير، لا يسعني إلا أن أقدم لها التحية باسم المقاومين كلهم.
وطالب «بالعمل لتثبيت تقرير منظمة الإسكوا الأخير في الأمم المتحدة لما له من أهمية على القضية الفلسطينية».
وفي الإطار عينه، تطرق السيد نصر الله إلى الملف الفلسطيني، قائلاً إن «الفلسطينيين يؤكدون صلابة موقفهم وثباتهم. وهذا ما شاهدناه في تشييع الشهيد المقاوم باسل الأعرج»، كما قدّم الأمين العام لحزب الله تحية إلى روح الشهيد الاعرج وإلى أهله وشعبه.
أما في ما يتعلق بالملف السوري، فقال السيد حسن نصر الله إنه بعد 6 سنوات من الحرب على سورية فإن الدول التي تآمرت عليها تقف أمام الفشل، وأكد أن كل المال الذي موّل الحرب في سورية هو مال عربي، موضحاً أن «هذا المال كان يمكن أن يزيل الفقر والأمية من العالم العربي ويبني بيوت غزة وبإمكانه تثبيت أهل القدس ويقضي على المجاعة في الصومال واليمن».
ولفت السيد نصر الله إلى أنه تمّ إنفاق المليارات واستقدام آلاف المسلحين من أقاصي الدنيا من أجل السيطرة على سورية ومقدراتها وموقعها ومواقفها، وقال لقد أتوا بالإرهابيين الذين يضعونهم على لائحة الإرهاب وموّلوهم وفتحوا لهم الحدود.
هذا، وأعاد السيد نصر الله التذكير بقوله للقاعدة منذ 6 سنوات إنهم أتوا بهم إلى سورية ويتم تجميعهم فيها وسيتم القضاء عليهم بعد استخدامهم.
داعش إلى نهايته في الموصل
وأكد الأمين العام لحزب الله أن داعش يتجه إلى نهايته في الموصل ولن يبقى له مستقبل عسكري وسياسي هناك، مضيفاً ان جبهة النصرة ستلقى المصير نفسه الذي سيلقاه داعش قريباً، مشدداً على أن مشروع الهيمنة والتسلط على سورية فشل، وأن سورية تنتظر انتصارها الكبير.
كما خاطب السيد نصر الله المسلحين قائلاً «قتالكم لا جدوى منه، ولا أفق له غير المزيد من القتل والدمار ونزف الدم بين الطرفين والذي يستفيد منه أميركا و«إسرائيل»، وأضاف: لا تصدّقوا أنكم في جبهة الإسلام وقد قاتلتم في جبهة أميركا و«إسرائيل» على مدى 6 سنوات، ونصحهم بترك السلاح والخروج من جبهة النفاق إلى جبهة الإسلام ومن جبهة أميركا و«إسرائيل» إلى جبهة الأمة ومن جبهة العدو إلى جبهة المقاومة.
كما أكد السيد نصر الله أن محور المقاومة في لبنان وسورية والعراق لن يهزم بل سينتصر.