إبراهيم :أمن السوريّين والفلسطينيّين في لبنان من أمنه
أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنّ زمن لبنان الساحة ولىّ، معتبراً أنّ لا مبرّر لإيواء الإرهابيّين والانغماسيين أو السكوت عنهم، مشدّداً على أنّ المسّ بالأمن اللبناني ممنوع.
ووجّه إبراهيم في كلمة خلال حفل تكريم بِاسم أهالي بيروت، تحيّة إلى بيروت «التي تعطي من دون حدود، التي ارتحل إليها كلّ لبنان بحثاً عن علم وعمل، وعن وطن كثر الساعون إلى تمزيقه بنار الفتن، فهبّت ست الدنيا تُجهضها، التي تقرأ في شوارعها كلّ لغات الأرض، بيروت الصروح التربوية والمعالم الدينية، بيروت التي لا ترفع راية بيضاء كما قال فيها وعنها الشاعر محمود درويش، بيروت حاضنة الفقراء والعمال، وملجأ الهاربين إليها من العنف والقمع».
وتابع: «قلت سابقاً وأعود لأؤكّد أنّ للعالم أن يُخطِّط ما يريد وهو يفعل، لكنّ النتائج ليست قدراً إذا ما تمسّكنا بوحدتنا الثقافيّة والوطنيّة والسياسيّة التي صنعها آباؤنا وأجدادنا بالتعب والجهد. وأؤكّد لكم أيضاً، أنّ لبنان الذي تعرفونه جيداً، لا يزال يملك فرصة استثنائيّة للبقاء قوياً في وجه الإرهابَين «الإسرائيلي» والتكفيري إذا ما أحسن أبناؤه صون وحدتهم عبر الحوار والتفاعل الإنساني، وإذا ما أحسنت مكوّناته التي تتميّز بالتعدّدية الثقافية والروحية، الاستثمار بالعقل لا بالغرائز للعبور من غيتوات الهواجس إلى فضاء الوطن».
وشدّد على أنّ «ليس صحيحاً أنّ التوازن الأمني هو المدخل إلى الاتزان السياسي، بالقدر الذي ليس صحيحاً أيضاً أنّ الأخير هو الطريق إلى الأول، بل عين الصواب تكمن في أنّ بقاء لبنان رهن بالاتزان السياسي والتوازن الأمني، وفهم معناه كرسالة في المنطقة والعالم. والضرورة السياسية القصوى في هذه المرحلة تكمن في التمسّك بالوطن والمواطنة وليس بالهويّات الضيقة، والالتزام بالديمقراطية نهجاً وممارسة، وليست كفاصل انتخابي بين محطة وأخرى».
ولفتَ إلى أنّ «النظام السياسي ليس نصوصاً أو هيكليّة، بل إنّه تعبير عن الحياة الوطنية التي ارتضيناها ونشأنا عليها. إنّه مؤسسات فاعلة، وظيفتها، لا بل دورها، صياغة العلاقة الحقوقيّة والإنسانية والأخلاقية بين المواطن والدولة، وبناء الثقة من خلال المشاركة الإيجابيّة في كلّ مناحي الحياة، لتكون لنا دولة آمنة وليس سلطة أمنيّة قمعيّة».
وقال: «وهنا أودّ أن أطرح عنواناً هامّاً هو قضية اللاجئين الفلسطينيّين والنازحين السوريّين التي ترهق البلد، فليس صحيحاً تلك العنصريّة التي تتبدّى من هنا أو هناك، وهي خطيرة، تماماً كما الدعوات إلى التساهل اللامبالية إلى حدّ الاستهتار، بل إنّ في الأمرَين خطورة شديدة، لأنّ في الحالين تخلّى المجتمع الدولي عن هاتين القضيّتين، وأدار ظهره حتى صار الأمر استنزافاً أمنيّاً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وديموغرافياً وبيئيّاً على لبنان واللبنانيّين، وأنّ أي سقوط أمني في أيّ مخيم من المخيمات او التجمعات، سواء كانت فلسطينيّة أو سوريّة، يعني محاولة لتفجير الوطن، لن تمرّ مهما كانت الذرائع ومهما عظمت التضحيات، وعلى من يتوسّل الدم من أجل مناكفات سياسية أن يعرف أنّ زمن لبنان الساحة ولّى، وأنّه ممنوع المساس بالأمن اللبناني، وأنّ لا شيء يُبرر إيواء إرهابيّين وانغماسيّين أو السكوت عنهم، بل على العكس من ذلك تماماً، فمصلحة إخواننا السوريّين أو الفلسطينيّين تكون في إدراكهم أنّ أمنهم من أمن لبنان واللبنانيّين».
ونبّه إلى «أنّنا كلبنانيّين معنيّون بالالتفاف حول الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنيّة لتحصين لبنان في وجه التطوّرات المتسارعة دولياً وإقليمياً، وبوضع الحوار كآلية وحيدة لا بديل عنها لمعالجة الاختلافات والخلافات السياسية، فدروس التاريخ حاضرة، وكلّها أثبتت للجميع عقم محاولة الرهان على الوقت أو على الخارج وفشلها، وهدفنا يجب أن يتركّز على حماية لبنان التنوّع ولبنان الرسالة ولبنان العيش الواحد».
من جهة أخرى، بحث اللواء ابراهيم ورئيس مجلس النواب نبيه بري الأوضاع الأمنية في البلاد. كما عرض ابراهيم مع قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، التنسيق المشترك بين المؤسستين.