ألمانيا: خوف أنقرة من المؤامرة مَرضي
فتحت النيابة الفدرالية الألمانية في مدينة كارلسروه تحقيقاً في قضية التجسس من قبل الاستخبارات التركية على أنصار المعارض فتح الله غولن على أراضي ألمانيا.
ونقلت صحيفة «فوكس» الألمانية عن مصدر من النيابة قولها، بهذا الصدّد: «إنّ نجاح التحقيق سيتوقف بشكل ملموس على المعلومات التي ستقدّمها لنا الاستخبارات المضادة الألمانية».
وأوضحت الصحيفة أنّ «التحقيق يشمل عدداً من الأشخاص الذين لم يتمّ تحديدهم بعد في إدارة الاستخبارات الوطنية التركية، ويشتبه في تنفيذهم عمليات تجسّس في أراضي ألمانيا».
وبحسب معطيات النيابة الألمانية الفدرالية فقد «جمعت الاستخبارات التركية معلومات حول أكثر من 300 شخص ومؤسسة تعتقد أنهم على صلة بفرع منظمة غولن فيتو في ألمانيا».
ويأتي هذا التطورعلى خلفية توجيه وزير الداخلية في مقاطعة ساكسونيا السفلى شمال غرب ألمانيا «بوريس بيستوريوس» للسلطات التركية اتهامات بممارسة تجسس «لا يحتمل وغير مقبول» في ألمانيا على مؤيدي غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا.
وقال بيستوريوس: «بالنسبة لسلوك السلطات التركية، علينا القول بوضوح تام، إنّه ينمُ عن خوف من المؤامرة يمكن وصفه بأنه مَرضي».
وكشف المسؤول الاشتراكي الديموقراطي الذي يشرف على أجهزة الاستخبارات المحلية أنّ «أنقرة طلبت من برلين مساعدتها في التجسس على 300 شخص ومنظمة في جميع أنحاء ألمانيا، تعتبرهم مقربين من فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف خلف محاولة الانقلاب».
وقال بيستوريوس إنّ «هذا لا يحتمل وغير مقبول إطلاقا»، داعياً حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى «التصدي لأنقرة بكلمات عادلة وواضحة»، مشيراً إلى «الخلاف الذي خاضته ألمانيا مؤخراً مع أنقرة حول الحملة التي تخوضها السلطات التركية تمهيداً للاستفتاء حول توسيع الصلاحيات الرئاسية في 16 نيسان».
وأوضح بيستوريوس أنّه «سيتم إبلاغ 10 إلى 15 من الأهداف الواقعة في سكسونيا السفلى، بينها مدرسة وشركتان على الأقل، بأنها عرضة للتجسس».
وأكد أنّه لا يملك «أيّ عنصر يربط أنصار غولن بأيّ جرم جنائي، أو يشير إلى ضلوعهم في محاولة الانقلاب على الرئيس أردوغان في تموز الماضي».