دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
استطاع الرئيس عون، بكلمته المميّزة، أن يخطو بلبنان خطوة أخرى إلى الاستقرار، وإلى تغيير معادلة النأي بالنفس إلى معادلة الثقة بالنفس.
إلا أنّ موقفه الشجاع والحكيم لم يمحُ من ذاكرتي، وأنا أصغي لخطابات آخرين ما زالوا يعيشون في عالم افتراضي لا علاقة له بالحرائق المشتعلة في كلّ مكان، لم يمحُ ما قلته قبل خمسة وعشرين عاماً بعد صدور البيان الختامي لإحدى القمم العربية.
مما قلته:
العالم العربي يحكمه، اليوم، سماسرة السوق، والدلّال واحد، وإنْ تغيّر لون الكوفية والعباءة، أو شكل اللحية والأسنان،
حتى لا فرق إنْ كان الدلّال بدون لحية.. وكان خنثى.. وكان لا ذكراً ولا أنثى،
الدلال واحد… من كنيسة القيامة إلى حقول المرجان واحد،
من نهر الأردن إلى آبار النفط وبيوت الحريم واحد،
الدلال، يا للعار، مبحوح الصوت، مخصيّ الفكر، ساديّ، مجدور،
الدلّال ينادي:
وطن للبيع… فمن يشتري؟