جابر لـ«الشرق الجديد»: الحرب الدولية لن تقضي على «داعش»
أكد رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة» العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر تعقيباً على الحملة الدولية التي تترأسها الولايات المتحدة بمساندة بعض الدول العربية والغربية للقضاء على تنظيم «داعش» «أنّ للجغرافيا الميدانية أهمية بالغة في سورية، خاصة أنّ الجيش السوري يعتبر الأكفأ والأقدر على تحقيق تقدم، والاستفادة من خلوّ بعض المواقع التي تتركها عناصر تنظيم «داعش» بعد تعرّضها لضربات جوية، في حين أنّ الولايات المتحدة يهمّها أن يسيطر «الجيش الحر» على بعض المواقع في شمال سورية مع العلم أنه من أضعف الفرق المتواجدة على الأرض السورية».
وحول فعالية الضربات الجوية وتأثيرها على الجماعات الإرهابية، شدّد جابر على أن «لا تأثير لتلك الضربات على الإرهابيين»، مشيراً إلى «أنّ الحرب طويلة الأمد وتتضمّن العديد من الثغرات، ولا نهاية محدّدة لها حتى الآن، مما سيرفع من نسبة الصراع في المنطقة، ولن تقضي تلك الحرب على داعش».
ورداً على سؤال حول آفاق التنسيق القائم بين الدولة السورية والجانب الأميركي بواسطة الجانب العراقي وأكثر من طرف غربي، قال جابر: «لا يمكن القيام بأي عمليات فوق الأراضي السورية من دون موافقة الجانب السوري، لأنه يُعتبر عملاً غير شرعي واختراقاً لسيادة دولة، ومن الممكن أن يعمد إلى فتح صراع جديد، فهنالك العديد من العبارات التي تستخدم في هذا المجال: التحالف الدولي التعاون أو التنسيق، في حين أنّ التنسيق ليس خياراً بل ضرورة حتمية، فهنالك العديد من الأسباب التي تجبر الأميركي على التنسيق مع الدولة السورية، فهو لم يعمد إلى التنسيق بشكل مباشر مع النظام السوري لأنّ العلاقات مقطوعة بين الطرفين، فتمّ الأمر عن طريق طرف ثالث».
وفي ما يتعلق بما يُسمّى «الحزام التركي» الذي تسعى الدولة التركية إلى إنشائه على حدودها مع سورية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين المتدفقين إلى أراضيها، اعتبر جابر «أنّ الأمر شبه مستحيل، تركيا تدرك تماماً أنّ المشروع لن يتحقق، لكنها تحاول كسب المزيد من الوقت، فقد صدر القرار 2170 من مجلس الأمن تحت البند السابع وهو يمنع تدفّق المسلّحين أو انتقالهم، إلا أنه لا تعليمات تطبيقية لهذا القرار على الأرض، فتركيا تعتبر هذا القرار غير موجود، وهي تستفيد من علاقاتها مع داعش لعدة أسباب منها: النفط ومقاتلة داعش للأكراد على الحدود التركية، لأنّ داعش يشكل نوعاً من المنطقة العازلة بين كردستان العراق والدولة التركية».
وأشار إلى أنّ إنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية أمر مستحيل للعديد من الأسباب:
1 – وجود مسافة 900 كلم بين سورية وتركيا.
2 – لأنّ المشروع يحتاج إلى غطاء شرعي وقرار بحظر الطيران فوق الأراضي السورية، حيث حاولت الولايات المتحدة منذ بداية الأحداث تنفيذه ولم تستطع، لأنه يُعتبر إعلان حرب على سورية الأمر الذي يحتاج إلى موافقة من مجلس الأمن، وهو ما لم يحصل بسبب رفض روسيا التامّ له، بالإضافة إلى الموقف الإيراني، وتركيا تحرص على أن تكون علاقاتها جيدة مع إيران».