مراد: بالنسبيّة الكاملة نتخلّص من النظام المهترئ
أسف رئيس الجامعة اللبنانية الدولية الوزير السابق عبد الرحيم مراد «لوضع قانون الاتخابات في مزاد السوق السياسي، والمرحّل من موعد إلى آخر منذ سنوات وسنوات طالت كثيرا»ً، لافتاً إلى أنّ «كلّ فريق يحاول أن يجعله على قياسه، لا على قياس الوطن وأهليّة المواطنين وحقّهم في أن يكون لصوتهم الانتخابي وزن راجح، يحقّق صحّة التمثيل السياسيّ والنيابيّ، وهو ما نراه في النسبيّة الكاملة، وضمن لبنان دائرة واحدة، أو دوائر موسّعة، مع ضرورة خفض سنّ الاقتراع إلى الثامنة عشرة، لكي نتخلّص من هذا النظام المهترئ ونؤسّس لوطن تسوده العدالة الاجتماعية وينعم أبناؤه بالهدوء من دون هزّات سياسية وأمنيّة كلّ ست سنوات، أو عند كلّ استحقاق هام».
وقال مراد، خلال حفل الغداء السنوي الأوّل للجامعة في إقليم الخروب: «يجب أن يتغيّر النظام الانتخابي، ليحلّ محلّه نظام عادل تتمثّل فيه كافّة الشرائح من نقابات وأحزاب وشخصيات، حسب حجم كلّ منها، وذلك يكون باعتماد النسبيّة الكاملة باعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة أو عدّة دوائر.
وقال: «مخجل أيها السادة أن نتحدّث في هذا العصر عن مشكلة الكهرباء المستعصية، وهناك دول من الأكثر فقراً في العالم تؤمَّن فيها الطاقة الكهربائيّة بشكلٍ دائم، ونخجل أن نتحدّث عن النفايات المكدّسة في شوارعنا في عصر النظافة والحضارة ومكافحة الأمراض والآفات، ونخجل من أنفسنا عندما نشاهد المواطن يموت على أبواب المستشفيات في زمن ترفع كلّ دول العالم شعار صحة المواطن فوق كلّ اعتبار، ونخجل من رؤية الشباب يتسكّعون على أبواب السفارات طلباً للهجرة وهرباً من البطالة، ونخجل من رؤية عائلات تئنّ من الفقر والعوَز بغياب التخطيط واستفحال الغلاء من دون حسيب أو رقيب».
وفي الشأن التربوي، قال مراد: «لقد آمنّا، أنّ التربية هي الأساس لبناء الإنسان، وأنّ الإنسان الذي يحمل ثقافة البناء وفقاً لقواعد علمية وطنية وقومية وحده القادر على بناء وطن منيع قويّ مزدهر، لذلك وقع خيارنا على التربية مشروعاً للإنسان، فانطلقت مسيرتنا التربويّة منذ أكثر من أربعة عقود، يوم كان الوطن على شفير الهاوية وكانت معاول الهدم تعبث به، وكانت السفن على شواطئنا تحمل خيرة الأبناء إلى المهجر، بل إلى المجهول، وكانت أطراف الوطن تئنّ من الحرمان، والتعليم حكراً على الأغنياء، فكان قرارنا مواجهة الهدم بالبناء ومقارعة الحرمان بدفنه تحت حجر أساس كلّ مؤسسة شمخت بإيماننا».