المحكمة العليا تتراجع عن تجريد البرلمان من سلطاته مادورو: الجدل انتهى!
تراجعت المحكمة العليا الفنزويلية الموالية للحكومة عن قرارها المثير للجدل بـ«تجريد السلطات التشريعية من الكونغرس» الذي تهيمن عليه المعارضة، وذلك قبل بضع ساعات من تنظيم تظاهرات متوقعة حاشدة للمعارضة، ضدّ الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.
وبدا أنّ الإدانة الدولية والضغط الذي لم يسبق له مثيل من دول أخرى في أميركا اللاتينية ومعارضة من داخل المحكمة ذاتها كانا الدافع وراء العدول عن القرار.
ونشرت المحكمة على موقعها الرسمي قراراً يُلغي القرار الذي انتزعت بموجبه «مهام الكونغرس ورفعت الحصانة عن نوابه»، وهو القرار الذي أثار استياءً دولياً.
كذلك أعلنت المحكمة «إلغاء قرارها بمنح الرئيس نيكولاس مادورو سلطات موسّعة تتيح له إصدار قوانين تتصل بالجريمة المنظمة والإرهاب».
وكانت السلطات دعت المحكمة العليا إلى «مراجعة قرارها» بشأن الكونغرس للحفاظ على الاستقرار وتوازن القوى.
وعقب قرار المحكمة قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمام اللجنة الأمنية التي عقدت اجتماعاً لبحث قرار المحكمة بإعادة النظر في قرارها، «إنّ الجدل انتهى».
لكن مئات من مؤيدي المعارضة خرجوا إلى شوارع العاصمة كراكاس للتظاهر ضدّ الحكومة أمس الأول، وفرقت الشرطة البعض باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وتزايدت التوترات عندما وقعت مصادمات بين الشرطة المسلّحة بعدّة مكافحة الشغب والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل.
وفيما سعى مادورو لتصوير تلك التطورات بوصفها «إنجازاً من رجال الدولة ممن توسطوا لحل صراع على السلطة»، قال خصومه «إنّها خطوة تراجع تتسم بالرياء من حكومة لا تتمتع بالشعبية بعد أن بالغت في استخدام سلطاتها».
وكانت المحكمة العليا قالت يوم الأربعاء الماضي إنّها «ستضطلع بدور الكونغرس الذي تقوده المعارضة، لأنّ السلطة التشريعية في موقف ازدراء للقانون»، وألغت معظم قرارات الجمعية الوطنية منذ أن فازت المعارضة بالأغلبية في 2015.
وكان مادورو قد جرّد البرلمان الفنزويلي من صلاحياته في 31 آذار، لتعلن المحكمة العليا إثر ذلك أنها «ستتولّى صلاحيّات البرلمان» الذي تسيطر المعارضة على غالبية مقاعده.
الجدير بالذكر، أنّ قرار المحكمة أثار حماس ائتلاف المعارضة الذي كان منقسماً ومنخفض المعنويات، وكذلك أثار موجة إدانة وقلق امتدت من الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى أغلب دول أميركا الجنوبية الكبرى.
وكان مادورو «وهو سائق حافلة سابق» فاز بالرئاسة بفارق بسيط في عام 2013.
وتراجعت شعبيته مع دخول فنزويلا العام الرابع من الركود وندرة الطعام والدواء وما يُعتقد أنّها رابع أعلى نسبة تضخم في العالم.