الوفد الروسي يجول على المسؤولين: إبادة مسيحيّي الشرق مرفوضة
استهلّ وفد «الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسيّة الروسية – الفلسطينية» جولته على المسؤولين اللبنانيين بزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا يرافقه السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين، وقد ترأّس الوفد رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباتشين، وضمّ العضو السابق في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، نائبة الرئيس إيلينا أغابوفا، ممثّل بطريرك موسكو وسائر روسيا الأب أرسوني.
وقد نقل ستيباتشين إلى رئيس الجمهورية «تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وبطريرك كلّ روسيا كيريل وتمنياتهم له بالتوفيق والنجاح في قيادة الجمهورية اللبنانية إلى شاطئ الأمان». كما أطلعه على «ما تقوم به الجمعية التي تأسّست منذ 135 سنة للمحافظة على الأراضي المقدّسة لأبنائها، وحماية الوجود المسيحي في دول «الشرق الأوسط» عموماً وفي فلسطين خصوصاً، ولتشجيع التفاعل بين الديانتين المسيحية والإسلامية».
وعدّد ستيباتشين ما قدّمته الجمعية من «مساعدات إنسانية للنازحين السوريّين بدعم من الكنائس الروسية»، لافتاً إلى أنّ الجمعية «في صدد نشر حقيقة ما يحصل في سورية والعراق وليبيا، بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظمة «الأونيسكو» والاتحاد الاوروبي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية». وقال إنّ «الجمعية في صدد فتح فرع لها في لبنان، وإقامة مدرسة لتعليم اللغة الروسية والتنسيق لتنظيم السياحة الدينيّة».
ورحّب الرئيس عون بالمسؤول الروسي والوفد المرافق له، منوّهاً بما «تقدّمه الجمعية من مساعدات إنسانية والدور الذي تلعبه على الصعيدين الثقافي والحضاري»، عارضاً «موقف لبنان من التطوّرات الإقليمية وما يقوم به لمواجهة الإرهاب».
وحمّل عون الوفد تحياته إلى الرئيس بوتين ووزير خارجيّته وإلى البطريرك كيريل، مؤكّداً «الحرص على تفعيل العلاقات اللبنانية – الروسية التي تزداد وثوقاً».
وزار الوفد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي ووصف ستيباتشين أجواء اللقاء بـ«الودّية»، وقال: «نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ135 لتأسيس هذه الجمعية، وقد أكّدنا لغبطته مواصلة عملنا الإنساني في لبنان، ومساعدة النازحين السوريين وإقامة مدرسة لتعليم اللغة الروسية والتنسيق لتنظيم السياحة الدينية».
أضاف: «لقد شدّدنا على أنّ المحاولات في سورية لفرض أيّة تغييرات سواء كانت دستورية أم غيرها لن تؤدّي إلى أيّة نتيجة، لأنّ الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الأمر هي وقف الحرب ووضع أُسُس لسلام عادل وشامل وعودة السوريّين إلى أرضهم ووطنهم وبنائه من جديد، وإلّا فنحن لن نتمكّن من إيجاد أيّة حلول لقضايا أخرى».
وأشار إلى أنّ «ما ردّده صاحب الغبطة بأنّ الشعب السوري هو وحده من يقرّر مستقبل بلاده السياسي، هو أمر في غاية الأهميّة»، متمنّياً على الراعي «رفع صوته عالياً في الأمم المتحدة والمحافل الدولية».
وقال: «نحن نعلم بأنّ هناك مشكلة النازحين السوريين في لبنان، والذين بات عددهم يقارب المليوني نازح، الأمر الذي يشكّل عبئاً اقتصادياً على هذا البلد الصغير وقد يؤدّي إلى عدم استقرار سياسي فيه. لذلك، أعربت لغبطته أنّه عند الكنيسة الروسية وروسيا الاتحادية رؤية مشتركة لكي لا يحصل هذا الأمر».
وأوضح أنّ الوفد ناقش مع الراعي «أهميّة الوجود المسيحي، ليس في منطقة «الشرق الأوسط» وحسب، وإنما في أوروبا أيضاً والخطر الكبير الذي يحدق بهذا الوجود».
كما التقى الوفد «اللقاء الأرثوذكسي» في مقرّه في الأشرفية، وتخلّل الزيارة اجتماع عمل وغداء صيامي مع الهيئة الإدارية في «اللقاء» في حضور النائب السابق لرئيس مجلس النوّاب إيلي الفرزلي، العميد في جهاز أمن الدولة إدمون غصن، وأمين عام «الرابطة السريانية» حبيب أفرام، حيث أكّد ستيباتشين «أنّ إبادة مسيحيّي الشرق أمر مرفوض، وهو موضوع مراقبة من الكنيسة والشعب الروسي».
وأعلن عن افتتاح فرع للجمعية الإمبراطورية الروسية في بيروت لتفعيل العلاقات بين روسيا ولبنان.
من جهته، أكّد أمين عام «اللقاء الأرثوذكسي» مروان أبو فاضل على عمق العلاقة وأهميّة التعاون بين الجانبين، واستذكر المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم. وأشاد بدور روسيا الكبير في مواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أهميّة التعاون بين الجمعية و«اللقاء» لما فيه مصلحة البلدين. وأعلن عن يوم ثقافي ينظّمه اللقاء تحت عنوان «روسيا في قلب لبنان».