لافروف: تم الاتفاق على 95 في المئة من القضايا النووية مع إيران
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره والروسي سيرغي لافروف ضرورة مواصلة المفاوضات مع مجموعة دول خمسة زائد واحد بشأن برنامج إيران النووي.
جاء ذلك خلال اجتماع ظريف مع لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث بحث الجانبان مسيرة المفاوضات النووية بين إيران والسداسية والمشاورات بشأن أعمال قمة الدول المطلة على بحر قزوين التي انطلقت أعمالها أمس في مدينة آستاراخان الروسية.
وانتهت الجولة السابعة من المفاوضات النووية بين إيران والدول الست في نيويورك، فيما قال مسؤول إيراني إن المفاوضات لم تتح إحراز أي تقدم ملموس بشأن المواضيع الخلافية، وإن الجانبين قرراً استئنافها قريباً.
وكان الوزير الروسي قال إن المحادثات النووية مع إيران تسير باتجاه صحيح، وحصل اتفاق على 95 في المئة من القضايا النووية، مشيراً إلى أن القضايا الـ 5 في المئة المتبقية تشمل اثنتين أو ثلاث قضايا شائكة.
وأضاف لافروف أنه يشعر بأن جميع الأطراف حريصة على التوصل إلى اتفاق، وأن هناك مزيداً من الوقت حتى 24 تشرين الثاني المقبل لتحقيق مثل هذا الاتفاق على رغم أن الجوانب الصعبة للمفاوضات لا تزال متبقية.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الإيراني: «أمامنا وقت قليل للمحادثات النووية، إلا أن تسوية القضايا المتبقية ليس أمراً بالغ الصعوبة»، مشيراً إلى أن محادثات يوم السبت الماضي كانت «جادة ومكثفة وصريحة للغاية»، وأن الجانبين يبذلان الجهود للتغلب على الخلافات خلال فترة الشهرين المتبقية على موعد انتهاء المفاوضات.
وأضاف ظريف: «بقي أمامنا وقت قليل، إلا أن تسوية القضايا المتبقية ليس أمراً بالغ الصعوبة، ومن الممكن أن يكون كل شيء بعيد جداً وقريب جداً أيضاً، لأن ذلك يتوقف على طريقة التعاطي معها وما هي الفترة الزمنية المرادة لها. ما زالت الخلافات موجودة. وما زال هناك قدر من الاختلاف بوجهات النظر حول جميع القضايا».
وفي السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن الظروف ستتغير في حال عدم التوصل إلى اتفاق لغاية 24 تشرين الثاني، وحينها يجب اتخاذ القرار حول كيفية المضي بهذا المسار.
وقال عراقجي، انه يجرى التركيز الآن على استثمار الفرصة المتبقية، لأن تفاهماً تمهيدياً متوافر الآن، إذ ينبغي على أساس المبادئ الموجودة فيه الوصول إلى تفاهم آخر.
وحول نتائج المفاوضات المكثفة الجارية على مستوى الخبراء وحتى الوزراء في نيويورك منذ نحو 10 أيام، قال مساعد الخارجية الإيرانية إن المفاوضات كانت مكثفة جداً خلال الأيام العشرة، في مختلف المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف والجماعية. وأضاف أن هذه المفاوضات كانت دقيقة ومكثفة جداً، واستغرقت ساعات طويلة وكانت هناك جلسات على مستوى الوزراء أيضاً.
وأوضح كبير المفاوضين الإيرانيين أنه تم تحقيق تقدم جيد حول تفاصيل القضايا الفنية و»توصلنا إلى استنتاجات وهناك سبل حلول أيضاً لكننا لم نصل حتى الآن إلى تفاهم يمكنه أن يشكل أساس الاتفاق حول القضايا الأساسية. وأكد: «أننا لسنا يائسين وسنواصل الجهود» واعتبر أن «آراء وخيارات مختلفة تطرح من جانبنا والطرف الآخر وحتى من قبل جهات خارج إطار المفاوضات وهي مساعدة بطبيعة الحال، ونحن نأخذ في الاعتبار جميع هذه الخيارات ونبحث بشأنها في المفاوضات، ولكن لم يستطع أي من هذه الخيارات أن يشكل أساساً لاتفاق في القضايا الأساسية، وبناء عليه فإن الأعداد التي ترد في وسائل الإعلام لا تحظى بتأكيدنا علماً بأن البعض يطرح قضايا لأغراض سياسية خاصة.
واعتبر عراقجي أن قضية الحظر المفروض على إيران من جانب أميركا وأوروبا تشكل إحدى القضايا الأساسية في المفاوضات، ووصف الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزيري الخارجية الإيراني والأميركي محمد جواد ظريف وجون كيري وكاثرين اشتون، بأنه كان جيداً وبنّاء نسبياً.
وأشار إلى أنهم مستعدون تماماً لإيصال هذه المفاوضات إلى نتيجة، كما يرى هذا الأمر عند الطرف الآخر، معتبراً أن لكل منهم مواقفه وتقريب وجهات النظر يحتاج إلى وقت وجهد.
وفي الوقت عينه، قال إن «إيران لن تتراجع عن حقوقها النووية قيد أنملة وأن التعليمات واضحة تماماً، لكنني أعتقد أنه يمكن عبر سلسلة من الأفكار المبدعة الوصول إلى صيغ تضمن حقوق إيران وتزيل كذلك الهواجس».
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق حتى 24 تشرين الثاني المقبل، أوضح أن ليست هناك خطة حتى الآن ولكن بطبيعة الحال ستتغير الظروف وحينها يجب اتخاذ القرار حول كيفية الاستمرار في هذا المسار.
من ناحية ثانية، أكد مساعد رئيس الجمهورية رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن لا سبيل أمام الغرب سوى التعاطي مع طهران، معتبراً أن كل ما فعله قد أفضى إلى مزيد من اقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوماً بعد يوم.
وقال صالحي في كلمة خلال مراسم إزاحة الستار عن كتاب «أزمة مصطنعة»، لا بد للطرف الآخر أن يكون استنتج ان لا يتواجه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من هذا. وأضاف أنه وفقاً للمعلومات التي بحوزتنا، فإننا نعلم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي في موقع لا سبيل للطرف الآخر سوى التعاطي معها، معتبراً أن زملاءه في المفاوضات يعلنون أنهم يعملون على أساس قاعدة «الربح ربح»، لأنهم يمتلكون العقلانية والحكمة السياسية.