الحريري من بروكسل: الوضع في لبنان يشبه قنبلة موقوتة

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «أن الوضع الحالي في لبنان هو بمثابة قنبلة موقوتة. وفي الوقت الذي يواجه فيه لبنان هذه الظروف الصعبة، إلا أنه كان قادراً على الوفاء بالتزاماته حيال مؤتمر لندن، وهو يستمر في توفير الصالح العام العالمي بالنيابة عن بقية الدول».

وقال في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر بروكسل حول مستقبل سورية والمنطقة الذي التأم في صالة مجلس الاتحاد الأوروبي «أنا مرتاح جداً للمتابعة التي تمّت لمؤتمر لندن، ونأمل أن نرى في المستقبل القريب متابعة لمؤتمر بروكسل. نحن بحاجة إلى الحفاظ على الحوار والتعاون بيننا، فهو أمر لا بد منه».

وأكد «أن المساعدات الإنسانية كانت مفيدة جداً، ولكنها لا تزال غير كافية. لقد حان الوقت لتنفيذ حلول طويلة الأمد لهذه الأزمة الطويلة. لم تظهر أي دولة السخاء الذي أظهره لبنان، نظراً لوضعنا الاقتصادي والسياسي والتحديات التي واجهناها طوال السنوات الماضية. لكنني أخشى أن لا يتمكّن لبنان من الاستمرار، وهو لن يستمر في تحمل عواقب دعمه استضافة 1,5 مليون نازح سوري على أراضيه، ما لم يتم وضع خطة جديدة حيز التنفيذ».

وتابع: «ما هي الطريق التي يجب أن نسلكها؟ الأمر متروك لكم لتحديد كيف ستستمر قصة عبد الله، فإما أن تسلك مسار الأمل أو مسار اليأس. يمكننا معاً الاستثمار في الأمل والسير في الرؤية التي وضعتها الحكومة اللبنانية والدخول في عصر النمو والاستقرار والتطوّر، حيث يتلقّى السوريون التعليم والتدريب ويكونون مجهّزين تجهيزاً جيداً للمساهمة في مستقبل بلدهم، أو يمكننا أن نستسلم لليأس والسماح للفقر والبطالة في لبنان بالازدياد، ونكون بذلك ندفع النازحين السوريين إلى مزيد من انعدام الأمن والضعف إلى التطرف… وما هو أسوأ، فأنا أخشى أن زيادة التدهور الاقتصادي وانعدام الأمن قد يدفعان، على حد سواء، اللبنانيين والنازحين السوريين، إلى إيجاد ملاذات أخرى».

أضاف: «لقد وضعنا استراتيجية واضحة للتعامل مع التداعيات الشديدة للأزمة السورية، ولوضع لبنان مرة أخرى على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. وهذه الاستراتيجية تعتمد على ركنين اثنين: أولهما إطلاق برنامج لاستثمار رأس المال على نطاق واسع من شأنه أن يساعد على توليد العمالة لدى كل من اللبنانيين والسوريين، والثاني هو توفير فرص التعليم للنازحين السوريين، بما في ذلك التعليم غير الرسمي، والتدريب التقني والمهني».

وختم: «أدعوكم للاستثمار في السلام ودعم استقرارنا. اليوم، لبنان يمثل نموذجاً للاعتدال والعيش المشترك للمنطقة بأسرها، ونموذجاً، نرجو منكم حمايته. فلنستثمر معاً في مستقبل لبنان المستقر. دعونا نستثمر معاً في سلام واستقرار المنطقة والعالم حيث يمكن للبنان أن يشكل الارضية المثالية لانطلاق عملية إعادة الإعمار في سورية».

وتابع الحريري لقاءاته على هامش مؤتمر بروكسل حول مستقبل سورية والمنطقة، فاستقبل على التوالي كلاً من: وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند، وزير خارجية ألمانيا سيغمار غبريال، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية طوماس شانون، في حضور وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، مستشاره للشؤون الاقتصادية مازن حنا، وعرض معهم موضوع المؤتمر وملف النازحين السوريين إلى لبنان وكيفية زيادة الدعم الدولي لتحمّل أعبائهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى