قطع الطرق مستمر و«النصرة» تحرّض وتطلب التفاوض أبو فاعور يطمئن الأهالي: الأمور بدأت تتحرك

وسط مواصلة أهالي العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» و«داعش»، قطع الطرق شمالاً وبقاعاً، تابع وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور جولاته على المعتصمين ناقلاً إليهم أجواء تفاؤل حذر من الحكومة بإحراز تقدم في قضية المخطوفين فيما برز موقف مخفّف من «جبهة النصرة» عكسه تمسّكها بالتفاوض، علماً أنّ تنظيم «داعش» ما زال صامتاً في هذا الموضوع.

البقاع

واستمر قطع طريق ضهر البيدر لليوم الرابع على التوالي، وأكد أهالي المخطوفين، على رغم المطر الكثيف الذي انهمر عليهم، أنهم «لن يتركوا المنطقة حتى تحضر خلية الأزمة الحكومية الى المنطقة لتسمع وترى أهالي العسكريين وأولادهم وعائلاتهم».

أبو فاعور يطمئن

وفي إطار جولته على الأهالي المعتصمين في خيمهم على الطرقات، حضر إلى ضهر البيدر أول من أمس الوزير أبو فاعور مكلفاً من رئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لمتابعة الموضوع «ليس من ناحية سياسية، إنما من نواح اجتماعية وأخلاقية وإنسانية»، وفق ما قال. ونقل إلى الأهالي أنباءً سمعها من رئيس الحكومة تمام سلام عما حصل من مداولات في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنّ سلام طلب بإلحاح من الرئيس التركي تدخل دولته في قضية العسكريين الأسرى، وأنّ الرئيس التركي وفى بوعده للرئيس سلام، وأوعز، فور وصوله إلى بلاده، إلى الجهات المختصة لديه التعاطي مع هذا الأمر. وأضاف أبو فاعور: «إنّ سلام طرح الموضوع أيضاً مع أمير قطر تميم بن حمد الذي بادر فوراً إلى الاتصال بالجهات المعنية لديه لبدء العمل الجدي بمعالجة الملف.

وتوجه أبو فاعور إلى الأهالي بالقول: «الرئيس سلام يبلغكم أنه يتابع هذا الأمر بمنتهى الجدية، ويأمل بأن تبدأ الردود الإيجابية والأصداء بالورود». ولفت أبو فاعور إلى أنه تحدث أيضاً مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.

وتابع أبو فاعور: «ما أستطيع قوله، هو أنّ الأمور بدأت تتحرك بعض الشيء، من دون تفاصيل، ومن دون الإفصاح عن أمور يجب أن تبقى طيّ الكتمان، وبدأت تحصل بعض المقدمات التي نتمنى أن تقود إلى تقدم فعلي يقود إلى إطلاق سراح الأسرى»، لافتاً إلى وجود «قنوات محلية تسعى إلى ضمان حياة المخطوفين وعدم التعرض لهم بأي أذى».

وأكد أبو فاعور ردّاً على سؤال أن «ليس هناك في الحكومة من يستهين بحياة العسكريين، أو من لا يقدّر هذه المأساة. كل أطراف الحكومة مجتمعة تقول إنه يجب أن نبذل أي جهد لإعادتهم، وفي الوقت نفسه هناك مقاربات مختلفة بمعنى حفظ أمن الدولة، أو ما يقود إلى تداعيات لاحقة». وقال: «النقاش أساساً لم يطرح على طاولة مجلس الوزراء لجهة حسم المقايضة أم لا. في الاجتماعات السابقة لم تكن الرؤية واضحة، اليوم توضحت الأمور، وأصبحت هناك مواقف سياسية تقول يبدو أن لا حلّ إلا بالمقايضة».

وقطعت عائلة المخطوف عباس مشيك طريق عيون السيمان – حدث بعلبك بعد الظهر السبت، ولوّح المعتصمون بـ «التصعيد وخطف أولاد المسؤولين إذا استمرت المماطلة في قضية أبنائهم»، ثم أعادوا فتحها مساء ليعيدوا قطعها أمس بالإطارات المشتعلة والعوائق والحجارة.

كما قطع عدد من الشبان أوتوستراد رياق – بعلبك، بالإطارات المشتعلة، بالقرب من مفترق بلدة تمنين، احتجاجاً على استمرار خطف العسكريين.

وقطع أهالي العسكريين المخطوفين طريق ترشيش زحلة التي تصل المتن بالبقاع، بالقرب من مفرق صنين، بالإطارات المشتعلة. وبعد أن فتحوها ظهراً لمرور الشاحنات والصهاريج لنصف ساعة، أعاد الأهالي قطع الطريق، ملوحين بالتصعيد ونقل تحركاتهم إلى أمام السراي أو سجن رومية.

الشمال

وفي الشمال، قطع أهالي العسكريين قبل ظهر أول من أمس، طريق القلمون التي تربط طرابلس ببيروت، في الاتجاهين وحوّلوا السير إلى الطريق البحرية ما أدى إلى زحمة سير خانقة على الطريق الدولي.

وأكد المعتصمون ومن بينهم ذوو العسكري ابراهيم مغيط، أنّ الطريق ستبقى مقطوعة حتى السادسة مساء، للضغط على الحكومة لتسريع عملية التفاوض. وأشار الأهالي إلى أنّ كل يوم سيحمل تصعيداً جديداً حتى بدء المفاوضات في شكل جدي، ملوحين بعزل الشمال كلياً عن لبنان.

وزار وفد من عائلة المخطوف بيار جعجع خيمة الاعتصام في القلمون، ووجهوا نداء إلى الدولة بتكليف مفاوض جدي في قضية أبنائهم، مطالبين الشيخ مصطفى الحجيري الوفاء بوعده عندما قال إنّ المحتجزين أمانة في رقبته». وناشدوا «أمير النصرة» أبو مالك التلي «إطلاق العسكريين قبل عيد الأضحى ليحتفلوا مع أهلهم»، مشيرين إلى «أنّ المحتجزين أمانة لديه حتى يوم الدين».

وقرر الأهالي قطع طريق أوتوستراد طرابلس – بيروت اليوم لمدة أربع ساعات.

«النصرة» تهاجم الدولة

في غضون ذلك، نشرت «جبهة النصرة» شريط فيديو تحت عنوان «لبنان الهيبة المزعومة» هاجمت فيه الدولة اللبنانية على تأخرها في المفاوضات لإطلاق الجنود المخطوفين. وعرضت لقطات من مفاوضات أجرتها بلدان عدة مع مجموعات إرهابية لاسترداد أسراها.

وفي نهاية الفيديو، تحدث الجندي المخطوف علي البزال من المكان الذي زعمت «الجبهة أنه «مكان وجود الجنود والذي أصيب بصاروخ». وقال البزال وهو يقف تحت سقف مبنى أشار إلى أنه المكان الذي تعرض للقصف: «لو حاد الصاروخ عشرة سنتيمترات عن المكان الذي سقط فيه لما بقي أحد منا على قيد الحياة».

وناشد أهله ألا يتركوا «أي طريق مفتوحة في لبنان لأنه طالما الأمور على هذه الحال «ولعانة» في لبنان فإنّ الجبهة لن تقترب منا بأية كلمة، ولكن طالما أنتم راضون بعمل الدولة اللبنانية لن يخرج أي واحد منا من هنا، يجب أن لا يضحك عليكم أي مسؤول في لبنان».

ووجهت كتائب عبدالله عزام، بدورها، رسالة إلى اللبنانيين والحكومة والجيش، حرضت فيه ضد حزب الله معتبرة أنه يأبى «التفاوض في قضية عسكريي الجيش الأسرى، لأنه يريد توريط الجيش أكثر في المعركة التي استنزفته كثيراً».

تنصل من تظاهرة «داعش» في عرسال

إلى ذلك، تنصل كل من رئيس بلدية عرسال علي الحجيري و«هيئة علماء المسلمين» من التظاهرة التي شهدتها بلدة عرسال يوم الجمعة الماضي والتي رفع المشاركون فيها أعلام «داعش» مطالبين بالدولة الإسلامية.

وأعلن الحجيري أنّ الوضع في عرسال عاد إلى طبيعته بعد المداهمات التي نفذها الجيش في مخيمات النازحين، مشيراً إلى أنّ الذين نفذوا تظاهرة الجمعة تلبية لدعوة «هيئة علماء المسلمين» هم بعض الشبان الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة.

هيئة العلماء

وأعلنت أوساط الهيئة أنّ الهيئة «لا تتحمل مسؤولية ما حصل في عرسال، ولا علاقة لها إطلاقاً بمن هتف للدولة الإسلامية ولا وجود للهيئة أصلاً في عرسال».

وأوضحت أنّ «ما قيل ورفع خلال التظاهرات لا يمثل رأي الهيئة ولا ترضى به، وهو خارج عن سياستها وترفضه مطلقاً، وقام به مندسّون، يستغلون مطلباً محقّاً لتنفيذ أجندتهم».

ولفتت الأوساط إلى أنه و«حسب تحليلاتها، فإنّ «النصرة» تقبل بمقايضة العسكريين بموقوفي حوادث عرسال الأخيرة، وتنهي هكذا مأساة العسكريين المحتجزين لديها، لكن لا نعرف موقف «داعش».

خسائر قطع الطرق

إلى ذلك، بدأت تبرز الخسائر الاقتصادية جراء قطع الطرق ولا سيما في البقاع. وأكّد المدير العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا «أنّ الطرقات التي قطعها أهالي العسكريين المخطوفين في ضهر البيدر وترشيش أثرت في كلفة أسعار الخضار والفاكهة وغيرها من المواد التي كانت تحملها الشاحنات من البقاع إلى بيروت وبالعكس، كما أدت إلى ارتفاع أسعار النقل، إذ إنّ أصحاب الشاحنات استعاضوا عن الطرق الرئيسية بأخرى فرعية أطول مسافة كطريق زحلة الأرز بيروت، وطريق زحلة البقاع مرجعيون بيروت وبالعكس، حيث قدّرت المسافة بأكثر من 200 كلم».

وأشار إلى أنّ «بعض المصدرين عانوا من الخسائر بسبب عدم الوفاء بالتزاماتهم بعد تأخير وصول البضائع، كما أنّ المزارعين بدأوا يشتكون من التأخير في تصريف إنتاجهم الزراعي».

جريح وتوقيفات

وعلى الصعيد الأمني، أصيب المواطن براق عمّار بطلق ناري على حاجز للجيش اللبناني في بلدة عشاش – قضاء زغرتا. وفي التفاصيل أنه وبعدما قام عناصر من الجيش بتفتيش سيارته ولم يجدوا شيئاً، طلبوا منه إكمال سيره فقام عمار بشتم العنصر الموجود على الحاجز. عندها طلب منه التوقف مرة ثانية فلم يمتثل لأوامر الحاجز، فأطلق عناصر الجيش الرصاص في الهواء ما أدى إلى إصابته اصابة طفيفة، نقل على أثرها إلى مستشفى الشمال للمعالجة.

وأوقفت استخبارات الجيش خلال عمليات دهم في عدوس – غربي بعلبك، عدداً من المشتبه بهم من التابعية التركمانية للتحقيق معهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى