دردشة صباحية
يكتبها الياس عشّي
منذ أن فاحت رائحة «الكيميائي» من مجلس الأمن الدولي وأنا أحاول أن أجد جوابا لهذه الأحجية: ما الجدوى من عمل يجمع العالم على إدانته، فيما السوريون يربحون على الأرض، ويمتصون الهجمات على المدن، وفي الأرياف، وفي المحافل الدولية؟
أحجية لا حلّ لها، تذكرني بنكتة على شكل أحجية رواها أحد الظرفاء:
سأل سمج صديقاً له: ما هو الشيء الذي يعلّق على الجدار وهو أخضر اللون، ودبق، ويصفّر؟
فكر الصديق، ثم قال: لقد عييتُ.. ما هو؟
إنها سمكة السردين.
سمكة السردين؟! لكنها لا تعلّق على الجدار.
علّقها.
وليست خضراء اللون.
اذاً أطلها باللون الأخضر.
وهي ليست دبقة.
حين تطليها تصبح دبقة.
وهنا جمع الصديق كلّ ما في نفسه من غضب، وقال بتحدّ:
سمكة السردين لا تصفّر.
أجاب السائل السمج بهدوء:
صحيح.. أنا أضفت هذه الصفة لأصعّب عليك الحل.
بهذه السذاجة تتعاطى «الدول العظمى» مع المسألة السورية، وكان الأجدى بالمندوب الفرنسي، على سبيل المثال وليس الحصر، أن يطرح الأحجية التالية:
لماذا تدنّت نسبة المؤيدين للرئيس الفرنسي إلى أقلّ من عشرة بالمئة؟
والجواب جاهز:
لأنه فشل في قراءة الحدث السوري، تماماً كسَلفيه السابقين.