«شتوة» أيلول الأولى… بين النعمة والنقمة

تسبّبت الأمطار المصحوبة برياح متوسّطة السرعة، التي شهدها لبنان فجر أمس الأحد، بأضرارٍ في عددٍ من المناطق اللبنانية.

الجنوب

ففي صور، أفادنا مندوبنا محمد أبو سالم أنّ العاصفة المصحوبة بالبرق والرعد، تسبّبت باحتراق إحدى محطات الكهرباء في مشروع وادي جيلو للمياه، ما أدّى إلى اشتعال كافة محوّلات الكهرباء في المشروع، إضافة إلى سيارتين كانتا مركونتين في باحة المشروع، وقد نجا العامل علي عقيل الذي استطاع الخروج من بين ألسنة اللهب.

وعملت فرق الدفاع المدني لأكثر من ساعتين على إخماد النيران التي أتت على المحطة بالكامل. وهذا الأمر تسبّب بقطع الكهرباء عن 15 قرية وبلدة تتغذّى من المحطة، وكذلك بقطع المياه عن أكثر من 75 قرية.

وناشد أهالي هذه القرى وفاعلياتها المسؤولين، العمل بسرعة لتركيب محطات جديدة.

وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنه عند الساعة 4:45 من فجر أمس الأحد، تسبّبت سلسلة من الصواعق القوية باحتراق إحدى لواقط خطوط التوتر العالي 66 ك ف، على المحوّل «20 م ف أ»، في محطة وادي جيلو الرئيسية، ما أدّى إلى كسر عازل المحوّل واندلاع حريق كبير فيه امتدّ إلى كافة خلايا التوتر المتوسط والغرفة الخاصة بالمناوبين، وسيارة المناوب الذي كان موجوداً في المحطة، والذي نجا من الحريق بأعجوبة. وتسبب الحريق بقطع التيار الكهربائي عن جميع القرى الواقعة ضمن نطاق دائرتَيْ صور وجويّا، إضافة إلى مضخات المياه في المنطقة. وعلى الفور، أعطت مؤسسة كهرباء لبنان تعليماتها إلى شركة مقدّمي الخدمات المعنية لاتخاذ تدابير استثنائية من أجل تأمين تغذية بديلة بالطاقة المتوفرة، من محطتَيْ السلطانية وصور على مستوى خطوط التوتر المتوسط، إذ من المتوقع إعادة التيار الكهربائي إلى القرى المذكورة وجزء من مضخّات المياه في غضون الأيام الثلاثة المقبلة، وذلك بصورة موقتة إلى حين الانتهاء من تصليح المحطة المحترقة، والذي سيستغرق وقتاً ليس بالقليل، خصوصاً في ظلّ الوضع الشاذ القائم في المؤسسة من جرّاء احتلال المبنى المركزي وعدد من الدوائر من قبل بعض عمال غبّ الطلب وجباة الإكراء السابقين منذ قرابة الشهرين.

طرابلس

إلى طرابلس، إذ استبق رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، المنخفض الجوّي الذي من المتوقع أن يضرب لبنان في الأيام المقبلة مصحوباً برياح وعواصف رعدية وأمطار غزيرة، بإعطاء التعليمات لكلّ الورش البلدية للتأهب والاستعداد لمواجهة أيّ حالة طارئة داخل شوارع مدينة طرابلس إن استدعى الأمر من جرّاء هطول الأمطار للمرّة الأولى هذه السنة. وأوعز الغزال إلى الجميع بعدم ترك البلدية في الساعات المقبلة إلا في الحالات القصوى، كما أوعز بحجز أفراد الشرطة البلدية تحسّباً لأيّ طارئ.

عكار

وفي عكار، شكّل هطول الأمطار الأولى مساحة تفاؤل لدى المزارعين الذين استبشروا خيراً بقدوم فصل شتاء مليء بالأمطار والخيرات، بعد قلّة المياه التي رافقت الشتاء المنصرم، ما انعكس سلباً على المواسم الزراعية من قلّة مياه الريّ، حتّى أنّ آباراً إرتوازية عدّة جفّت.

ومنذ ساعات منتصف ليل الأحد ـ الإثنين، بدأ هطول الأمطار في عكار ساحلاً وجبلاً مصحوباً بعواصف رعدية. وتحوّلت طرقات عدّة إلى بحيرات اصطناعية، وفاضت أقنية ومجارير في البلدات، ودخلت إلى المحال والمنازل.

ودعا المسؤول عن توزيع مياه الريّ في نهر الأسطوان المهندس محمد ياسر المراد إلى ضرورة العمل على إنشاء بحيرات اصطناعية وسدود مائية للإفادة من مياه الأمطار في الشتاء للإفادة منها في الصيف لريّ الأراضي.

وقال المراد: «إنّ معاناة كبيرة واجهت المزارعين في هذا الصيف، وثمّة أراضي بقيت بوراً بسبب قلة المياه». ودعا إلى تشجيع المزارعين على البقاء في أرضهم وتأمين مقوّمات الصمود لهم للاستمرار بالزراعة.

إلّا أنّ الأمطار التي تساقطت بغزارة في مختلف المناطق العكارية ساحلاً وجبلاً، أدّت إلى فيضان أقنية تصريف المياه الشتوية بما فيها من الوحول التي لم تُعزَّل تحسّباً لمواسم الأمطار، وهذا الأمر من مسؤولية البلديات، خصوصاً على الطرقات الفرعية، ووزارة الأشغال العامة والنقل على الطرقات الرئيسية والدولية.

ووجه أهالي قرى سهل عكار وتلك الواقعة على ضفاف مجاري أنهر: الكبير الجنوبي والاسطوان وعرقة والبارد، نداءً إلى وزارة الأشغال بالإسراع في إعطاء توجيهاتها لتعزيل مجاري الأنهر، إذ شكلت الأمطار الأولى لهذه السنة إنذاراً لا بدّ من الأخذ به.

تجدر الإشارة إلى أنّ صيادي الأسماك في مرفأ العبدة احتاطوا من الرياح العاتية وأقدموا على اللجوء بمراكبهم إلى داخل حرم المرفأ. فيما ذهب بعضهم بها إلى مرفأ طرابلس، إلّا أنّ الرياح العاتية ساهمت في إدخال أطنان جديدة من الرمول والأوساخ إلى حوض المرفأ، الأمر الذي يتطلب عملية تعزيل جديدة لتمكين مراكب الصيد من الدخول والخروج بسلاسة إلى حوض المرفأ الذي يرسو فيه ما يزيد على 350 مركب صيد.

أما البيوت الزراعية المحمية، خصوصاً في بلدات: وادي الجاموس وببنين وبرقايل والمحمرة والقرف وبعض قرى سهل عكار، فتضرّرت بفعل الرياح التي مزّقت بعضاً من أغطيتها البلاستيكية وخرّبت المزروعات في داخلها. إذ بلغت سرعة الرياح ليلاً أكثر من 75 كيلومتراً في الساعة، وتسبّبت بخسائر أيضاً لدى مزارعي بساتين الحمضيات.

الأرصاد الجوّية

وتوقّعت مصلحة الأرصاد الجوّية في إدارة الطيران المدني، أن يكون طقس لبنان اليوم غائماً جزئياً إلى غائم أحياناً مع أمطار متفرّقة من حين إلى آخر، ومن دون تعديل يذكر في درجات الحرارة. أما غداً، فيكون غائماً جزئياً مع أمطار خفيفة متفرّقة فجراً، وارتفاع بسيط في درجات الحرارة، ويتحوّل ظهراً إلى قليل الغيوم. وذلك بسبب منخفض جوّي فوق تركيا يؤثّر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

درجات الحرارة المتوقّعة اليوم على السواحل من 21 إلى 27 درجة، فوق الجبال من 11 إلى 20 درجة، في الداخل من 10 إلى 25 درجة. الرياح السطحية جنوبية ـ غربية نشيطة، سرعتها بين 15 و40 كيلومتراً في الساعة. الانقشاع متوسّط ويسوء أحياناً. الرطوبة النسبية على السواحل بين 60 و85 في المئة. البحر مائج قليلاً وحرارة سطح الماء 28 درجة. أمّا الضغط الجوّي فيبلغ 760 ميلليمتراً زئبقاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى