العدوان الأميركي.. تنشيط المجموعات الإرهابية والدور الصهيوني
بعشرات الصواريخ المجنّحة، قصفت الولايات المتحدة الأميركية مطار الشعيرات العسكري ومحيطه، جنوب مدينة حمص السورية، منفّذة عدواناً سافراً يُعتبر غير مسبوق، علماً أن عدواناً مماثلاً استهدف جبل الثردة بدير الزور، وحينذاك زعمت الإدارة الأميركية أنه وقع عن طريق الخطأ!
عملياً، العدوان الأميركي ليس جديداً، فمنذ بدء الأحداث السورية وأميركا تقود الحرب ضد سورية وتقدّم كل أشكال الدعم للإرهاب، مباشرة، وعبر وكلائها وأدواتها، «إسرائيل» وتركيا وعرب النفط والقحط الأخلاقي.
الإدارة الأميركية السابقة ولحسابات داخلية، آثرت عدم تظهير دورها الرئيس المباشر، أما الإدارة الحالية، فلا تجد حرجاً، بأن تحمّل الدولة السورية مسؤولية قصف خان شيخون بالكيميائي، وتجعل من الاتهام ذريعة لشن عدوان ضدها!
بالمعنى الحقيقي، العدوان الأميركي ليس سابقة، فهو قائم منذ سنوات بذرائع وعناوين مختلفة، غير أنّ الهجوم على مطار الشعيرات يطرح أسئلة حول ماذا تريد واشنطن من هذا الهجوم..
إنّ للاندفاعة الأميركية أكثر من هدف، الأول هو إعطاء المجموعات الإرهابية جرعة دعم بعد هزائمها المتتالية، خصوصاً في تدمر ومحيطها، وهذا الأمر بدا واضحاً من خلال الهجوم المتزامن الذي نفذته المجموعات الإرهابية، تماماً كما حصل في جبل الثردة بدير الزور.
أما الهدف الآخر، فهو إسقاط قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضتها الدولة السورية حين تصدّت بالصواريخ للطائرات «الإسرائيلية» التي استهدفت قبل شهر مناطق قريبة من تدمر، وبالتالي فإن إسقاط معادلة الردع السوري من شأنه تنشيط الدور «الإسرائيلي» لتأمين دعم أكبر للمجموعات الإرهابية.
سعي أميركا لتحقيق الهدفين المذكورين، هو نتيجة إدراكها بأنّ ورقة ما يُسمّى «المعارضات» السورية لم تعد صالحة، ومن مصلحتها تقويض مسارات جنيف، ومحاولة فرض وقائع ميدانية جديدة، شبيهة بتلك التي حققتها في مطار الطبقة، بما يمكّنها من تحقيق مشروع تفتيت سورية، وضرب مكامن قوّتها وتحويلها دويلات طائفية وإثنية. وهذا هو المشروع، الذي تعمل لتحقيقه أميركا و«اسرائيل» وتركيا وبعض الدول العربية.
لكن، تخطئ اميركا إن هي اعتقدت أنها بالغطرسة والعدوان تستطيع تحقيق أهدافها وفرض شروطها. فسورية التي صمدت خلال السنوات الست الماضية، واجتازت الكثير من الفِخاخ والتحديات لا تزال قادرة على الصمود، وفرض قواعد اشتباك جديدة، بمؤازرة حلفائها، لا سيما روسيا التي علقت التفاهم مع أميركا وأعلنت عزمها تعزيز الدفاعات الجوية السورية.
وعليه، فإن العدوان الأميركي على سورية، لن يحقق مصلحة لأميركا، لا بل سيرتد على حلفائها وعلى الإرهاب بصنوفه كلها.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي