بوتين وروحاني يرفضان الأعمال العدوانيّة الأميركيّة في سورية والأسد يؤكّد التصميم على سحق الإرهاب

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ «الولايات المتحدة فشلت في تحقيق هدفها الذي أرادته عبر العدوان، ألا وهو رفع معنويات العصابات الإرهابية المدعومة من قِبلها بعد الانتصارات التي حقّقها الجيش السوري»، مشدّداً على أنّ «الشعب والجيش في سورية مصمّمان على سحق الإرهاب في كلّ بقعة من الأراضي السورية».

وأضاف الأسد خلال اتصال هاتفي تلقّاه من الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنّ «الهجمات الصاروخيّة الأميركيّة التي جاءت بعد الهزائم الكبيرة للإرهابيّين وانهيارهم هي محاولة لرفع معنويات الإرهابيّين وإضعاف سورية شعباً وجيشاً، وأنّه لا تأثير للعدوان الأميركي على معنويات الشعب السوري في دفاعه عن وحدة أراضيه وطرد الإرهابيّين، بل إنّه يجعلنا جميعاً أكثر إصراراً على إلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهابيين».

من جهته، أعرب الرئيس روحاني عن إدانته الشديدة للعدوان الأميركي على الأراضي السورية، والذي يشكّل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وكافّة القوانين والمواثيق الدوليّة.

وبحسب وكالة «سانا»، أكّد روحاني «وقوف إيران إلى جانب الدولة السوريّة في حربها ضدّ الإرهاب، وفي ما تقدّمه من مبادرات لإيجاد حلّ سلمي للأزمة السورية بما يؤدّي إلى وقف سفك الدم السوري».

وقال: «إنّ العدوان الأميركي على سورية بوصفها دولة مستقلّة يناقض القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ومُدان بالكامل من قبل إيران»، مشيراً إلى أنّ «الشعب الإيراني باقٍ إلى جانب الشعب السوري في محاربة الإرهاب وحفظ وحدة الأراضي السورية».

كما أوضح الرئيس الإيراني، أنّ «سورية تعاونت مع الأمم المتحدة في نزع الأسلحة الكيميائية»، مؤكّداً أنّ «الادّعاءات الحالية واهية ولا تستند إلى حقائق، وأنّ العدوان الأميركي يحاول فقط رفع معنويّات الإرهابيّين الذين يواجهون خسائر وهزائم كبرى في سورية والعراق خلال الأشهر الأخيرة».

وشدّد روحاني، أنّ «نهاية طريق الحلّ في سورية هي الحلّ السياسي»، ودعا لتعزيز التنسيق الثلاثي «الإيراني السوري الروسي».

وفي السياق، أكّد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي بينهما أمس، رفضهما للأعمال الأميركيّة العدوانيّة والمخالفة للقانون الدولي في سورية.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الكرملين قوله في بيان، إنّ «الرئيسين بوتين وروحاني بحثا خلال الاتصال الذي جرى بمبادرة من الجانب الإيراني تطوّرات الأوضاع في سورية، وأكّدا عدم القبول بالأعمال العدوانيّة الأميركيّة ضدّ دولة ذات سيادة بما يخالف القوانين الدولية».

وأضاف البيان، «أنّ الرئيسين الروسي والإيراني شدّدا على ضرورة «المضيّ قُدُماً في التعاون الوثيق من أجل التوصُّل إلى حلٍّ سياسي للأزمة في سورية»، كما دعيا إلى إجراء «تحقيق موضوعي غير منحاز في كلّ ملابسات حادث خان شيخون بريف إدلب».

وجرى التركيز خلال الاتصال الهاتفي على جوانب التعاون الثنائي بين روسيا وإيران في مجال مكافحة الإرهاب وتعميقه، لتوفير الاستقرار والأمن في المنطقة.

وكان روحاني أكّد خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الحادية عشرة لليوم الوطني للتقنية النوويّة في إيران أمس، «أنّ العدوان الأميركي على سورية يخدم الإرهابيين والتكفيريين».

بينما أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون أمس الأول، «أنّ العدوان الأميركي على سورية نُفّذ بذريعة واهية، ويصبُّ في مصلحة التنظيمات الإرهابيّة».

من جهته، أكّد مرشد الثورة الإيرانيّة السيد علي خامنئي، أنّ «العدوان الأميركي على سورية خطأ استراتيجي»، مشيراً إلى أنّ «الأميركيّين يكرّرون أخطاء أسلافهم».

وقال خامنئي خلال استقباله أمس عدداً من القادة العسكريّين الإيرانيين: «إنّ المسؤولين الأميركيّين السابقين أوجدوا تنظيم «داعش» الإرهابي أو دعموه، أمّا الحاليون فيقومون بتقويته أو تقوية نظرائه من المجموعات الإرهابية».

وأشار إلى أنّ «الأميركيّين سيتورّطون قريباً بخطر الإرهابيّين عليهم كما تورّط الأوروبيّون قبلهم بدعم التكفيريين»، موضحاً أنّ «الجرائم والعدوان والتطاول على الدول تصدر بشكل كامل عن أميركا».

واستنكر مجلس الشورى الإسلامي الإيراني بشدّة العدوان الأميركي على سورية، مؤكّداً أنّه يهدف إلى «دعم الإرهابيّين ورفع معنويّاتهم وإيجاد مخرج لهروبهم من الهزيمة أمام انتصارات الجيش السوري».

وأوضح أعضاء مجلس الشورى الإسلامي في بيان لهم أمس، «أنّ العدوان الأميركي على سورية انتهاك لسيادة دولة مستقلّة» مطالبين المجتمع الدولي بالتحرّك والرّد على هذه الخطوة الأميركيّة غير المشروعة».

وجاء في البيان، أنّه «بينما تتلقّى القوات الأجنبية يوماً بعد يوم الهزائم المتتالية، فإنّ الخطوة الأميركيّة غير المشروعة تُعدُّ دعماً للإرهابيّين وتهدف لإيجاد مخرج لهروبهم من الهزيمة وتقوية معنويّاتهم».

من جهته، أدان مجلس السِّلم العالمي العدوان الأميركي على سورية، وقال: «إنّه جريمة ارتكبت بذريعة لا قرائن أو أدلّة عليها، ومن شأنه أن يزيد الأوضاع تدهوراً في سورية والمنطقة».

وفي بيان له أمس، أكّد المجلس «أنّ العدوان الأميركي على سورية لا يمثّل خرقاً لميثاق الأمم المتحدة فقط، وإنّما أيضاً استمراراً لسياسات الحكومات الأميركيّة السابقة»، وتابع البيان: «إنّ الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي وحلفاءهم في المنطقة يقومون الآن بدعم المجموعات الإرهابية ضدّ الجيش السوري».

كما أدان المجلس «ازدواجية معايير القوى الإمبرياليّة التي تشنُّ الهجمات ضدّ شعوب بأكملها، الأمر الذي يجبر مئات الآلاف على ترك بيوتهم والتحوُّل إلى لاجئين، ثمّ تقوم بذرف الدموع على مصير هؤلاء الناس».

في السياق، شكّك الرئيس التشيكي ميلوش زيمان في المزاعم الأميركيّة والغربية باستخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي في منطقة خان شيخون بريف إدلب.

وقال زيمان في حديث لموقع «أوراق برلمانية» الإلكتروني التشيكي: «من غير المنطقي أن تقوم الحكومة السوريّة باستخدام السلاح الكيميائي في الوقت الذي تحقّق فيه انتصارات عسكرية على الأرض، ولهذا يتوجّب تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة للتحقيق في الأمر».

بدورها، أدانت الأمانة العامّة لاتحاد المعلمين العرب ونقابات المعلمين، في كلٍّ من لبنان واليمن والجزائر وتونس ومصر والعراق، في بيانات لها العدوان الأميركي على سورية، مؤكّدةً «تضامنهم مع الشعب السوري في وجه العدوان الغاشم الذي ارتكبته دولة الشرّ راعية الإرهاب في العالم»،

في سياقٍ آخر، أعلنت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، «أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران بسبب سورية».

وقالت هايلي أثناء مقابلة مع قناة «CNN»: «يعتزم الرئيس بحث المسألة، ونبحثها بالفعل».

وأكّدت أنّ بلادها لديها «أدلّة سريّة» تثبت أنّ الطيران الحربي السوري استخدم الأسلحة الكيميائيّة في بلدة خان شيخون، مضيفةً: «سيتمُّ الكشف عنها لاحقاً، وسيصبح جليّاً للجميع ما حدث هناك بالضبط».

وقالت: «نتحدّث عن الدلائل التي رأيناها ورآها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ونعلم ما حدث. ليست لدينا أيّة شكوك في هذا الشأن».

وفي معرض إجابتها على سؤال: ماذا تعرف الولايات المتحدة تحديداً عن دور روسيا في الهجوم الكيميائي المنسوب إلى الحكومة السورية؟ قالت المسؤولة الأميركية: «نعرف بالتأكيد أنّ على روسيا تقديم إجابات محدّدة».

وتابعت: «إمّا أنهم الروس عرفوا عن الأسلحة الكيميائية وعن استخدامها، وأخفوا ذلك عن المجتمع الدولي ببساطة، وإمّا خدعهم الأسد الذي يمتلك الكيميائي وهم كانوا غير مدركين ذلك على الإطلاق».

وأكّدت أنّ «وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيُثير المسألة حول مسوؤلية روسيا عن إتلاف ترسانة دمشق الكيميائية خلال زيارته لموسكو يوم غد الثلاثاء».

وأضافت هايلي: «أتوقّع أن نتلقّى إجابات كثيرة نتيجة هذا اللقاء».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «صاندي تايمز»، أنّ تيلرسون «يخطّط لتوجيه اتهامات ضدّ موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها في العام 2013 بشأن تدمير الكيميائي السوري».

وعند تطرّقها إلى مسألة مصير الرئيس بشار الأسد في السلطة، أكّدت هايلي أنّ واشنطن لا تعتبر التسوية السياسية للأزمة السوريّة في ظلّ بقاء الأسد رئيساً للبلاد خياراً ممكناً»، بحسب تعبيرها.

وقالت: «إنّ أولويّتنا الأولى والأساسية محاربة «داعش»، لكنّنا لا نرى سورية مسالمة مع الأسد، لا يوجد أيّ سيناريو محتمل لتسوية سياسية في سورية طالما يبقى الأسد في السلطة».

على صعيدٍ ميداني، أكّد مصدر عسكري مقتل أكثر من 75 إرهابياً من تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات التابعة له بعضهم من الجنسيّتين السعودية والأردنية بنيران وحدات الجيش السوري العاملة في درعا.

وقال المصدر، إنّ «وحدات من الجيش اشتبكت مع مجموعات إرهابية هاجمت بأعداد كبيرة النقاط العسكرية في المنشية بمنطقة درعا البلد، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 75 إرهابياً بينهم انتحاريون ومن جنسيات سعودية وأردنية».

ولفت المصدر إلى أنّ من الإرهابيين القتلى الأردني «أبو القعقاع التوحيدي» والسعودي «أبو الحارث الجزراوي» و«محمد الأبازيد» متزعّم ما يسمّى «كتيبة مجد الإسلام» و«خالد معتز المحاميد» متزعّم ما يسمّى «لواء توحيد الجنوب».

ويتبع «لواء توحيد الجنوب» لتنظيم «جبهة النصرة»، ويضمّ عشرات الإرهابيين المرتزقة من جنسيات أجنبية تسلّلت عبر الحدود الأردنية السورية المشتركة بتسهيلات من النظام الأردني وتمويل وتسليح سعودي.

وذكر المصدر العسكري، أنّ «وحدات من الجيش نفّذت عمليات مكثّفة على تجمّعات وتحرّكات إرهابيّي «جبهة النصرة» في حيّ البحار وحديقة الأربعين وطريق السد بدرعا البلد، أسفرت عن تدمير مقرّي قيادة و3 راجمات صواريخ ومربضي هاون ودشمة رشاش 5ر14 ومقتل العديد من الإرهابيين».

كما دمّرت وحدات من الجيش السوري مقرّاً وبؤراً لإرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات التابعة له، وذلك في إطار العمليّة العسكرية التي تخوضها بالتعاون مع القوّات الرديفة وإسناد من الطيران الحربي ضدّ تجمّعات الإرهابيّين في ريف حماة الشمالي.

ولفتَ المصدر إلى أنّ «الجيش خاض اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابيّة على اتجاه قرية معردس إلى الشمال من مدينة حماة، أدّت إلى تدمير عدد من تجمّعاتها وإيقاع عدد من القتلى من بينهم الارهابي المتزعم المدعو محمد الحمادي».

على صعيدٍ آخر، وفي إطار استكمال المصالحات المحلّية بمنطقة وادي بردى، تمّت أمس في محافظة ريف دمشق تسوية أوضاع عدد من الموقوفين، وذلك بحضور المحافظ علاء إبراهيم وقائد شرطة المحافظة اللواء جمال البيطار وصالح بكرو رئيس مجلس المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي وعدد من وجهاء المنطقة.

ولفتَ المحافظ في كلمة له خلال فعاليّة أُقيمت بمبنى المحافظة، إلى أنّ «تسوية أوضاع الموقوفين تأتي في إطار حرص الحكومة على تعزيز حالة الأمن والاستقرار في منطقة وادي بردى، وعودة الحياة الطبيعيّة إليها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى