الأزمة السورية تتصدّر جدول أعمال اجتماع G7 بتوسكانا

انطلقت في مدينة توسكانا الإيطالية أمس الاثنين، أعمال مؤتمر وزراء خارجية الدول السبع الكبرى، للبحث في عدد من القضايا الدولية الراهنة، بدءاً من أزمة سورية وأوضاع ليبيا مروراً بعلاقة ودّهم المفقود مع موسكو وصولاً لبرنامج كوريا النووي.

وتشير دعوة وزير خارجية إيطاليا، أنجيلينو ألفانو، وزراء خارجية كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وقطر لحضور اجتماع خاص حول الأزمة السورية على هامش القمة، إلى الحيّز الهام الذي سيحتلّه الموضوع السوري داخل مناقشات وزراء الدول السبع الكبار في توسكانا.

وتسعى أوروبا واليابان إلى استيضاح الولايات المتحدة بشأن مجموعة من القضايا الدولية، لا سيما سورية، بعد صدور تصريحات متمايزة إلى حدّ التناقض عن المسؤولين الأميركيين بشأن الأزمة السورية، كما تسعى إيطاليا المستضيفة إلى إصدار بيان ختامي يعزز جهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات في سورية.

وسيمنح الاجتماع إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكندا واليابان أول فرصة لمناقشة وزير الخارجية الأميركي الجديد بشأن خيارات بلاده في سورية، لا سيما بعد إعلان نيكي هيلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة مطلع الأسبوع «إنّ تغيير النظام في سورية أولوية للرئيس دونالد ترامب»، بينما كان تيلرسون يؤكد يوم السبت أنّ «الأولوية هي هزيمة تنظيم داعش».

ويتطلّع وزراء الخارجية لمناقشة الوضع في ليبيا. وتأمل إيطاليا في الحصول على دعم صريح للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس والتي تحاول بسط سيطرتها على المدينة فضلاً عن بقية البلاد التي تُعاني من أعمال العنف.

وسيكون وزراء خارجية G7 مضطّرين لمناقشة مكافحة الإرهاب الذي بدأ يضرب في بعض عواصمهم عدا عن بلدان ومدن أخرى، كما سيتطرّقون إلى العلاقات مع إيران وانعدام الاستقرار في أوكرانيا في المحادثات.

روسيا التي نأت بنفسها عن G8 فتحوّلت إلى G7 بعد خروجها منها بسبب ضغوط واشنطن على الأعضاء الآخرين العام 2014، ستكون العلاقة معها من بين المواضيع الساخنة التي سيتداولها وزراء الخارجية، خاصة أنّ وزير الخارجية الأميركي سيصل اليها في اليوم التالي للاجتماع لأول مرة منذ تسلّمه منصبه قبل أقل من 3 أشهر ليبحث مسائل شائكة في العلاقات بين واشنطن وموسكو، ولذلك فإن نظراءه الذين تخلّفوا عن زيارتها ولا سيما البريطاني بوريس جونسون، سيودعونه أمانيهم ومطالبهم وطموحاتهم التي قد لا تكفي حقائبه الدبلوماسية لاستيعابها وحملها.

كما تأتي القمة التي تستمرّ يومين في توسكانا في الوقت الذي تقترب فيه مجموعة هجومية تابعة للبحرية الأميركية من شبه الجزيرة الكورية وسط مخاوف من طموحات كوريا الشمالية النووية، بينما تكابد علاقات الغرب مع روسيا لتجاوز سنوات من انعدام الثقة وفقدان الودّ وتبادل العقوبات والعقوبات المضادة.

وستمهّد مناقشات وزراء الخارجية الطريق لقمة الزعماء في صقلية في نهاية أيار المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى